صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

روحاني يزور الأهواز ويلقي كلمة بالعربية ويشيد بشعر أبو نؤاس ودعبل الخزاعي

زار الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني مدينة الأهواز مركز محافظة خوزستان جنوب إيران والتي تقطنها غالبية من العشائر العربية التي تشكو في الغالب من حرمانها من حقوقها القومية برغم أن الدستور الرسمي للجمهورية الاسلامية الايرانية شرعنها ونص عليها.

وبحسب تقرير نشره موقع \”ميدل ايست أونلاين\”، للكاتب والصحفي نجاح محمد علي، ان الرئيس الايراني، حرص على أن تكون زياراته للمدن خارج العاصمة طهران مختلفة تماماً عما كان يقوم به سلفه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد ورفض تنظيم السلطات المحلية استقبالاً شعبياً له باستقدام الموظفين والعمال والتلاميذ والجنود للاصطفاف في طوابير تحمل الاعلام الايرانية والتلويح للرئيس والهتاف باسمه وهي ترفع لافتات معدة سلفاً من قبل قوات تعبئة الباسيج في المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات، ولكن يبدو ان الجماهير رفضت الا أن تخرج الى استقباله رغم إعلان سابق من الرئاسة الايرانية طلب عدم المجيء الى المطار..

وكتب محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي على صفحته في فيسبوك، حول زيارة روحاني الى الأهواز ان \”المسؤول الذي يترك المواطن المسكين يركض خلف سيارته ليحظى بالسلام عليه إنما يهين كرامة الشعب وهو إذن مسؤول بلا كرامة\”.

وألقى الرئيس روحاني كلمة معدة سلفاً في ساحة الاستقبال العامَّة وكانت الدعوة اليها مفتوحة والتقى الأهوازيين فيها لكنه لم ينجح في منعهم من الركض خلف سيارته وهو يلوح لهم بيده، وبعضهم كان يمتطي الجواد في الطريق من المطار الى مكان الاستماع الى خطابه، وكانت كلمة روحاني باللغة العربية وقد فاجأ المواطنين بلغته العربية السليمة مع أنه كان يقرأ من ورقة مكتوبة.

وأثار الرئيس الايراني تساؤلات عدة عن دلالات خطابه باللغة العربية أمام العرب في الأهواز خصوصاً إشاراته اللافتة في خطوة جريئة غير مسبوقة الى شعراء عرب بارزين ذكرهم بالاسم وهو يفخر بمعرفته به ومنهم أبو نؤاس الأهوازي ودعبل الخزاعي، فالأول معروف بأنه شاعر البلاط العباسي والثاني يحترمه الشيعة بصفته شاعر أهل البيت.

وقال روحاني مشيداً بشكل لافت بما سماها \”مقاومة الأهوازيين وبسالتهم\” أثناء فترة الحرب العراقية الايرانية 1980-1988 ووعد بأن النظام الايراني وحكومته بشكل خاص لن ينسيا ذلك وأن المنطقة مقبلة على تطورات ومشاريع عمرانية واقتصادية كبرى، مشيراً بشكل مميز الى جذور العرب التاريخية وهذه المنطقة بالذات في الأدب والمعرفة.

وقال إن الاهواز هي \”البوابة التي دخل منها حب اهل البيت الى ايران\” وهي أيضا أعلام الأدب ومنهم أيضاً بالاضافة الى أبي نؤاس ودعبل الخزاعي علي بن مهزيار الأهوازي ووصفهم أنهم \”رموز أدب وثقافة وينبغي الاعتزاز بهم والاقتداء بهم من قبل كل الايرانيين\”.

ووصف روحاني العرب في الأهواز بأنهم يمزجون بين الشجاعة والفروسية وبين الأدب والمعرفة منوهاً الى الشاعر أبي الطيب المتنبي وقال لهم \”أنتم ينطبق عليكم هذا البيت للمتنبي \’الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني..والسيف ُوالرمحُ والقرطاسُ والقلمُ\’\”. وقد قرأه بحماسة وابتهاج وردد مبتسما \”أهواز تعني الشعب المقاوم والغيور\”.

وانتقد ناشطون إيرانيون عرب ومن قوميات غير فارسية خطاب روحاني باللغة العربية واعتبروها خطوة للتضليل والخداع.

وأشارت ناشطة كردية الى أن زيارات المسؤولين الايرانيين الى المحافظات التي تقطنها قوميات غير فارسية \”لا ترمي الا للمزيد من الخداع والتضليل\” وأن \”خامنئي يزور كردستان وهو يضطهد الأكراد ويواصل سياسة تنفيذ أحكام الاعدام بالمعارضين الأكراد المطالبين بحقوقهم الدستورية\”.

ووصف كاتب مقالات بارز الخطوة بأنها \”ذكية لتعزيز اللحمة الوطنية ومواجهة التطرف القومي ومحاولة نشر الوهابية في الاهواز العربية الشيعية التي منها دخل التشيع الي ايران كما قال\”، إذ ترافقت زيارة روحاني للأهواز مع اعتقالات شنتها السلطات الأمنية في عدد من مدن خوزستان (وتسمى أيضاً عربستان) وشملت مواطنين عربا وجهت لهم تهمة نشر الوهابية والتسنن في المجتمع الشيعي الأهوازي.

وتساءل متابع إن كان الرئيس الايراني \”يريد أن يتقرب من العرب خطوة فهل يقابلونه بالتقدم اليه بنصف خطوة أم يقابلونه بكيل التهم من قبيل إطلاق تسميات مثل الملالي والمجوس ام بالابتعاد عنه الف خطوة\”؟

ورأى مراقب أن زيارة روحاني للأهواز وخطابه بالعربية اعلان عن النية لتغيير الاتجاه خصوصاً وأن روحاني عين مؤخراً وزير الأمن والاستخبارات الأسبق في عهد الرئيس محمد خاتمي، حجة الاسلام علي يونسي مساعداً للرئيس لشؤون القوميات والاقليات الدينية في ايران واعتبرها الكثيرون مبادرة جديدة بعد قيام الثورة الاسلامية العام 1979، اذ لم يعين اي رئيس حتى الان شخصا لهذا الغرض.

وختم تقرير الزميل نجاح محمد علي تقريره، بالقول، أمر روحاني أيضاً المشرف على وزارة التعليم والتربية الدكتور علي اصغر الفاني بان يضع تعليم لغات القوميات غير الفارسية في المدارس من أولوياته، وهو ماضٍ كما قال في خطابه أمام الأهوازيين في تنفيذ وعوده التي قطعها خلال حملته الانتخابية والتي تجسدت ببرنامج يحتوي على 10 بنود لتأمين بعض من حقوق هذه القوميات منها.

ومن هذه الحقوق ضرورة \”تعليم اللغة الام للايرانيين الاكراد والأذريين والعرب و..الخ بصورة رسمية وعلى مستوى المدارس والجامعات وتطبيق المادة 15 من الدستور الايراني\”. وتنص هذه المادة على انه \”يُسمح باستخدام اللغات المحلية والقومية في الصحافة والاعلام وتعليم آدابها في المدارس الى جانب اللغة الفارسية\”.

إقرأ أيضا