خلال الأيام القادمة من المتوقع أن يستقبل العراق دفعة جديدة من المروحيات الهجومية الروسية الحديثة من روسيا \”نايت هنتر\” طراز Mi- 28 بالاضافة الى أسلحة متطورة أخرى تم شراؤها من الولايات المتحدة.
وهذا ما يقلق الأكراد الذين يتمتعون بالحكم الذاتي في شمال العراق، إذ يخشون من أن تستخدم هذه الأسلحة ضدهم في المستقبل.
الاكراد قلقون ولا يملكون أي ضمان بعدم استخدام هذه الاسلحة ضدهم، حيث قال النائب الكردي المستقل محمود عثمان في حديث لموقع روداو الناطق باللغة الانكليزية \”لم أسمع بأي بلد يقول أنه سيبيع هذه الأسلحة إلى جهة معينة بضمان عدم استخدامها ضدكم\”.
ووقع العراق عدة صفقات أسلحة مع الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية، وهي تشمل منظومة للدفاع الجوي ونظم الاتصالات و681 صاروخا نوع ستينغر مضادة للطائرات، مع 40 قاذفة محمولة على شاحنات وبطاريات هوك المضادة للطائرات مع 216 صاروخا و19 منظومة اتصال راديوية متنقلة و10 منظومات اتصال راديوية دقيقة و12 طائرة هليكوبتر نوع بيل و412 عجلة نقل نوع EP و50 مدرعة نوع سترايكر مجهزة لحرب نووية وإشعاعية و بيولوجية وكيميائية، والتي تكلف أكثر من 5 مليارات دولار بمجملها.
وفي عقد مستقل عام 2011 اشترى العراق 36 طائرة مقاتلة من نوع لوكهيد مارتن F- 16IQ بقيمة 4.3 مليار دولار، والتي لم يتم تسليمها، إذ يفترض أن تهدف الصفقة إلى تعزيز القدرات الدفاعية للعراق، وتزيد من قدرات مكافحة الإرهاب، وتحسين الأمن الداخلي وحماية الحدود.
كما ومن المتوقع أن يزور واشنطن في الاول من تشرين الثاني المقبل، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الأمر الذي سيترك انطباعا بأن الإدارة الأميركية والكونغرس سيضمنان حتما عدم استخدام هذه الأسلحة ضد الشعب العراقي.
الأقليات العراقية تشعر بالقلق، بما في ذلك الأكراد والسنة والمسيحيون وغيرهم من تكديس هذا الكم من الأسلحة الثقيلة للحكومة الشيعية، بحسب روداو، خشية أن تستخدمها لتسوية الخلافات السياسية.
صفقات الأسلحة في العراق، سواء كانت مع روسيا أو الولايات المتحدة، كانت دائما غير مستقرة ومريبة خصوصا بالنسبة للأكراد، حيث عانوا الإبادة الجماعية والاضطهاد في ظل النظام العراقي السابق ولا تزال آثاره حية.
وقد حاول قادة الدولة الاتحادية استرضاء القيادات الكردية مع التأكيد بأن العراق يحتوي على جيش وطني يضم الآلاف من الأكراد في صفوفه، وهذا بالفعل ما يحتويه الجيش.
لكن وزير إقليم كردستان من البيشمركة شيخ جعفر شيخ مصطفى قال لوسائل الاعلام المحلية العام الماضي ان الأكراد يشكلون أقل من 4 في المائة من الجيش العراقي وقوات الأمن، في حين وفقا لسكانها ينبغي أن تكون المشاركة الكردية في المؤسسات الأمنية الاتحادية لا تقل عن 17 في المائة.
وقد يعزز تسليح العراق مخاوف من أن يرتبط ذلك بالعلاقة القوية مع النظام السوري، ودعم بغداد لبشار الأسد، حيث وقف رئيس الوزراء العراقي بحزم مع الأسد في مواجهة أميركا نفسها، وقد تحول العراق الى نقطة عبور للحصول على الدعم العسكري الإيراني للنظام السوري.
وقال علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي مؤخرا إن \”بغداد لن تسمح باستخدام أراضيها ومجالها الجوي لشن ضربة ضد سورية، في اشارة الى أن الولايات المتحدة كان من المحتمل ان تقوم بتوجيه ضربة الضربات ضد نظام دمشق الشهر الماضي.
وقال واثق البطاط رئيس جماعة جيش المختار الذي يزعم انه مدعوم من قبل إيران، في الآونة الأخيرة أن مجموعة الميليشيا التابعة له لديها 23000 من الانتحاريين على استعداد لمهاجمة المصالح الأميركية في المنطقة، اذا ما قامت الولايات المتحدة بتوجيه الضربة لسورية\”.
في العام الماضي، أصبح العراق رابع أكبر مستلم للمساعدات الأميركية، حيث تلقى 1,683 مليار دولار من واشنطن.
وزارة خارجية الولايات المتحدة الأميركية تعتقد بأمكانية الابقاء على العراق ضمن مدارها أو تحت مظلتها، لكن الروابط الدينية والثقافية والتاريخية بين العراق وإيران أقوى من ان يؤثر عليها.
ولذلك يبدو أن مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة قد تتلخص في استراتيجية واحدة جيدة لواشنطن الا وهي العمل مع الأكراد العراقيين، حيث كان للأكراد عام 2003 دور مهم في الغزو الأميركي للعراق وتغيير النظام في البلاد.
إقليم كردستان قدم أيضا فرصا استثمارية كبيرة للنفط مع الولايات المتحدة وغيرها من الشركات مثل اكسون موبيل وشيفرون وهنت أويل وماراثون، ولابد ان تأخذ الولايات المتحدة بعين الاعتبار ذلك في الوقت الذي تتعامل مع العراق بصفقات الأسلحة.