صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

روسيا تسعى لصناعة أسرع وأعلى وأخف طائرة من دون طيار لمواجهة حروب المستقبل

تعتبر أجهزةُ الطيران من دون طيار واحدة من الموضوعات الأساسية في الصحافة الحربية الحديثة، كما توليها قيادةُ وزارة الدفاع الروسية اهتماماً كبيراً، وفي المعارك الحديثة فإن أهمية الأجهزةِ الأتوماتيكيةِ الطائرةِ من دون طيار تزداد سنة بعد أخرى، ويُعتبر تصنيعُ هذه الطائرات التي تلبي كافة المتطلبات الحديثة إحدى المهمات الأولى في المرحلة الراهنة من تطور القوات المسلحة الروسية.

ومن المفترَض أن يجد هذا النوع من الأسلحة تطبيقه العملي في كافة أصناف القوات المسلحة الروسية، وفي المقام الأول، فإنه يمكن النظر إلى الطائرات من دون طيّار كوسيلة حاسمة للقوات الجوية، نظراً لأن النزاعات العسكرية تتَّسم بالاستخدام واسع النطاق لهذه القوات التي يحدد عملُها تنفيذَ المهمة الحربية بشكل عام، وفي هذا السياق فإن الاستخدام واسع النطاق للتقنيات من دون طيّار يمكن أن يكون – في نهاية المطاف – العامل الحاسم بالنسبة لتطوير القوات الجوية الروسية.

وعن أفضلية الطائرات من دون طيّار، يوضِّح قسطنطين سيفكوف الدكتور في العلوم العسكرية، والنائب الأول لرئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية قائلاً \”بالنسبة للمعارك الحديثة في الهواء، فإنه من المهم بشكل خاص تجنبُ خطر فقدان طواقم الطيارين، ذلك أن القدرة الحربية لمجموعات الطيران الحديث تعتمد بالدرجة الأساسية على وجود طاقم طيران مؤهل، وفي الوقت نفسه فإن إِعداد طيّار مؤهل يتطلّب أكثر من عشر سنوات، في حين أن إنتاج جهاز واحد من دون طيّار، حتى أصعب وأغلى جهاز، يحتاج لعدة أسابيع كحد أقصى\”.

ومع ذلك، فإن التقنيات الطائرة المليئة بالإيجابيات، بما فيها الطائرات من دون طيّار، تُكتَشف في العمليات الحربية الحديثة عند استخدامها في قوام أسطول القوات البحرية، ويصفُ الأميرال فيكتور تشيركوف القائدُ العام لقوات البحرية الروسية آفاقَ تطوير طاقم سفن الأسطول وطائراته البحرية، مشيراً إلى أن الطائرات من دون طيّار يجب أن تصبح واحداً من أهم أنواع السلاح المستقبلي لسفن الأنساق الأساسية، ويلاحظ قائلاً بأن \”هذا يناسب تماماً التوجه العام لتطوير سلاح الطيران التابع للقوات البحرية في بلدان العالم المتقدمة\”.

ويقول الخبراء بأن النزاعات العسكرية المتوقعة في المستقبل القريب سوف تُحسَم في كثير من النواحي بحرب تشكيلات قوات العدو فوق سطح البحر، وبالدرجة الأولى حاملات الطائرات، ومن أجل ذلك يتم إنشاء تشكيلات ضاربة متنوعة، تتضمن سفناً بحرية وغواصات وطائرات بحرية مع أسلحتها المناسبة، ولكن استخدامها للمدى الأقصى ممكنٌ فقط بشرط الحصول، في حينه، على تحديد الهدف من مصادر خارجية، وفي الوقت نفسه فإن تشكيلات حاملات طائرات العدو المحتمَل تمتلك دفاعات جوية قوية، ولذلك فإن الطائرات الاستطلاعية التي تعمل بصورة منفردة أو بمجموعات صغيرة تحت تأثير نيران طائرات العدو المقاتلة، سوف تُدمَّر بسرعة ولن تستطيع تنفيذ المهمات الموكلة إليها.

وفي هذه الظروف فإن إنتاج طائرات من دون طيّار قادرةٍ على استطلاع تشكيلات العدو البحرية في ظروف مواجهة الدفاعات الجوية، إلى جانب إنشاء منظومة المراقبة البحرية من خلال الفضاء، يُعدّ الطريقة الأكثر فعالية لحل هذه المشكلة.

روسيا تسعى لصناعة أسرع وأعلى وأخف طائرة من دون طيار لمواجهة حروب المستقبل

ويجب أن يمتلك هذا الجهاز الطائر من دون طيّار، الشبيه بالطائرة، مدى طيران لا يقل عن 2000-3000 كم، ويجب أن يحتوي سلاحُ الاتصال الإلكتروني فيه على محطة رادار تسمح باكتشاف الأهداف البحرية على مسافة لا تقل عن 400-500 كم، ووسائلِ الكشف عن الطائرات المقاتلة وصواريخ من نوع \” جو – جو \” و \” أرض – جو\”.

ويقوم المصممون الروس بالأعمال المناسبة في هذا المجال، وقد عادت عليهم بالنتائج، ففي معرض \”إنتربوليتيخ 2013\” الدولي جرى تقديمُ نموذجٍ لأحدث الطائرات من دون طيّار \”غوريزونت آير ـ S-100\” التي تستطيع تنفيذ وظيفتَّي الكشف الراداري البعيد والتحكم. 

وبالإضافة إلى هذا فقد أعلنت شركة \”سوخوي\” الروسية الرائدة في صناعة الطيران عن خطط تصنيع طائرة ضاربة ثقيلة من دون طيار بوزن 20 طناً بحلول عام 2018، والمثير في الأمر أن هذه الآلة تُصمَّم على أساس الحلول التقنية للطائرة المقاتلة \”T-50\” من الجيل الخامس، وبدورها تعمل شركة \”سُوكَل\” في الوقت الحالي على جهاز يزن حوالى 5 أطنان.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشركات الروسية تعمل على إنتاج طيف واسع من طائرات الاستطلاع الخفيفة من دون طيّار، ومن بينها \”دوزور 600\” و\”إنسبيكتَر 301\” و\”أورلان 10\” و\”فوربوست\”، وقد دخل بعضُها ضمن سلاح وزارة الدفاع الروسية وهيئة الأمن الفيدرالية.

إقرأ أيضا