فاتن يوسف، عانت من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003، واندلاع القتال العنيف بين السنة والشيعة في 2006، وزيادة الهجمات المسلحة بعد انسحاب القوات الأميركية في كانون الأول 2011.
تقول \”كريستيان ساينس المونيتور\”، الصحيفة الأميركية، في عددها الصادر أمس الثلاثاء، إن فاتن، الفتاة المسيحية العراقية \”واجهت لمدة 10 سنوات – حتى هذا الصيف في العراق، كمسيحية الكثير من الاضطهاد، بينما فر ما يقارب مليون مسيحي من العراق\”.
وتلفت الصحيفة الى أن \”فاتن غادرت قبل 3 أسابيع بلدها، أملا بحياة أفضل، حيث لجأت الى عمان مع ابنتها التي هي في سن المراهقة والأم المسنة. وهم من اسرة تتكون من 60 فردا غادروا العراق\”.
وتبين أن \”قصتها لا يمكن ان تكون فريدة من نوعها او بمعزل عن غيرها، بل ان قصتها تنسجم مع ملفات أخرى للاجئين المسيحيين العراقيين، مما يدل على التهديد المستمر الذي تواجهه واحدة من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم\”.
وتستدرك \”ساينس المونيتور\”، بالقول \”لكن حالتها ليست مفصولة عن معاناة واسعة النطاق يواجهها عراقيون من جميع الخلفيات\”.
تقول فاتن \”لقد تم اختطاف عمي ثم قتله بعد 3 أيام، لأنه كان مسيحيا، ثم اتصلوا بعائلته لإستلام جثته وبعدها بدؤوا بتهديدي\”.
وتوضح الصحيفة المملوكة لكنيسة أميركية \”ابلغوها بترك الوظيفة والمنزل خلال 24 ساعة، وإلا سيقومون بتفجير منزلها\”.
وتذكر فاتن أنها استقالت من عملها كـ\”مضيفة في الخطوط الجوية العراقية بعد خدمة دامت 13 عاما، وتركت منزلها، وانتقلت مع عمتها\”.
وتضيف \”ساينس المونيتور\” في قصتها عن فاتن أنها \”قررت أخيرا مغادرة العراق، ولكن في يوم مغادرتها اتصلت أختها من سورية، حيث تم اخذ أكثر من 300 الف من المسيحيين العراقيين كلاجئين. وقالت لفاتن أن زوجها قد عاد الى العراق واختطف حال وصوله؛ وتوسلتها للبقاء من اجل السعي لاطلاق سراحه، وبقيت فاتن ، لكنهم لم يسمعوا شيئا عنه\”.
وتردف \”ابنة فاتن لوريتا، وجدت نفسها المسيحية الوحيدة من بين 40 طالبا في صفها، حيث كان مطلوبا منها الجلوس في مجموعة اسلامية تناهض دينها\”.
وتتابع \”لم يشعروا بالراحة عند حضورهم للكنيسة، خشية من تنظيم القاعدة الذي كان مسؤولا عن قتل 58 على الأقل من المصلين في كنيسة سيدة النجاة في بغداد عام 2010\” .
وتؤكد فاتن \”نحن لا نذهب إلى الكنيسة في بغداد خشية ان يقتلونا فيها\”.
وتختم قصتها قائلة \”الشيء الأكثر أهمية هو أن الله ساعدني لإنقاذ ابنتي\”، وتأمل فاتن أن تنضم لشقيقتها في استراليا.