سكوت.. المالكي يخطب!

حسناً.. رئيس مجلس الوزراء سيطل علينا من خلال الفضائيات كل أسبوع، سيشرح الواقع الأمني، سيقول إن المحرضين على قوات الأمن والممولين لعدم استقرار البلاد كثر، فادعموا الحكومة. سيتكلم، حينما ينفد منه الكلام، عن انجازاته التي ينكرها الشعب دائما، سيعيّر البصرة لأنها نسته، ونست شجاعته في أثناء صولة الفرسان، وسيذكّر بالدخول التي زادها، وبجولات تراخيص النفط التي جرت في ولايته، هو وحده من قام بكل تلك الانجازات ولا شريك له.

سيعرّج السيد المالكي أيضاً على الفقراء، وسيعدهم كل أسبوع بتوزيع قطع أراضٍ، وبزيادة رواتب المتقاعدين، وبتحسين دخول الموظفين، ورفع السيطرات، وبشوارع أوربية، كما سيطلب الصبر منهم، لأن صدام سلم العراق \”خرابة\” لحكومته.

وسيعلن كل أسبوع أن قواته ألقت القبض على أكثر من 800 مجرم، سيصفهم بالمجرمين سلفا، من دون اتخاذ القضاء تحقيقاته وإجراءاته، وسيقوم بتعرية خصومه وتأليب الخطاب الطائفي، وسيعد بكشف ملفات تدين متنفذين في الحكومة.

سأتخيل السيد المالكي ببدلة سوداء \”باتمانية\” تكشف عن عضلات مفتولة، وصوت أجش، يعلو حين يفيض الغضب بحنجرته، وستتكسر المنصة تحت طرق كفيه.

أعلم كل ما ستقوله سيادة رئيس الوزراء مثلما يعلم العراقيين جميعاً، لن تأتي بجديد أبداً، فخطاباتك المطوّلة التي ستسعى إلى تكثيفها بتنا نعرفها جيداً، نحن أولاد الخايبة.

إن القناعة التي ترسّخت في داخلك، والتي أعلنها مستشارك في ظهورك كل أسبوع على شاشات التلفاز، تتطلب صراحة ومسؤولية مطلقتين، ولا أعتقد أنك تمتلكهما، وإلا لما بقيت تتبجح ببطولاتك الدونكشوتية، بعد كل \”غزوة\” قاعدة للعراق، بسيف خشبي لا يقوى على مواجهة خطط للتنظيمات الإرهابية تفشل كل مرة – بصفتك قائداً عام للقوات المسلحة – بلملمة خيوطها.

أعتقد أن الخطاب الأسبوعي، الذي يقوم به قادة كبار في العالم، لا يتلاءم مع \”دولة فاشلة\” مثل التي تقودها، فأوباما مثلاً يستطيع تبيان خلافه مع مجلس الشيوخ بشأن مشروع إصلاح الضمان الصحي، وسيتكلم مثلاً فرانسوا هولاند عن الأزمة الاقتصادية وتصاعد البطالة في فرنسا، إلا أنك ستعيد الشريط نفسه كل أسبوع، وستبقى القضية الأمنية المستعصية شغلك الشاغل، وسيبقى الاستثمار والبنية التحتية والكهرباء على حالها.

إن كنت تعتقد أن استيراد التقاليد الشكلية الغربية ستبني دولة لوحدها فأنت واهم. الدولة بحاجة إلى أبعد من الخطابات والتقاليد الشكلية، عليك أولاً أن تعيد المدنية للبلاد التي سلبتها ميليشيات تغض الطرف عن بعضها، وأن تعيد ضجّة ماكنات الإنتاج إلى المصانع، وترفع غول البيروقراطية عن صدور رؤوس الأموال، وأن تمنح فرص عمل محترمة للشباب العاطلين، وتمنح تعليماً جيداً للطلاب، وخدمات صحية من دون أخطاء، أن تدع السيارات تسير من دون أن توقفها سيطراتك وتسألها \”شايل سلاح\”.

أنت تحمل سيفاً من خشب مقابل مفخخات المجموعات المسلحة.

***

بالمناسبة، يقبع صديقي الآن، وهو يملك أخلاق جنوبية، في السجن، بسبب الاشتباه في اسمه، واعتقد أن أغلب الـ800 الذين تحدثت عنهم هم من أولاد الخايبة، وربما سأكون ضمن إحصائية \”مجرميك\” في الأسبوع المقبل.

إقرأ أيضا