اختارت المخرجة سهير سرميني والكاتبة سهى مصطفى الدخول في قضايا الأنوثة والعنوسة وما شاب النسيج الاجتماعي السوري من تفكك في ظل الأزمة التي تعصف ببلادهما من بوابة العالم الافتراضي.
\”غرفة افتراضية على السطح\” هو الفيلم التلفزيوني الذي أنهت المخرجة السورية تصويره في أماكن متفرقة من دمشق.
وقالت سرميني لـ\”العالم الجديد\” إن \”الفيلم مخصص للعرض التلفزيوني، ولكن ربما سيكون له عرض خاص في إحدى صالات السينما بحسب الظروف التي تتحكم بنا أولا وأخيرا\”.
الاستخدام الخاطئ لوسائل الاتصال من عوالم افتراضية (فيسبوك – سكايب – تويتر – الخ) وما يقود إليه من علاقات افتراضية أبعد ما تكون عن الحقائق نتيجة بعدها عن الواقع حيث إمكانية الكذب تكون فيها متاحة وسهلة للعديد من الأشخاص .. هذا الاستخدام وما ينتج عنه هو احد أبرز المحاور الرئيسة التي يقوم عليها الفيلم التلفزيوني الذي تنتجه المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي \”سيريانا\”.
ويشارك في الفيلم عدد من الفنانين السوريين ومنهم ندين تحسين بك، وخالد القيش، وسوسن ميخائيل، ميرنا شلفون.
ويتناول الفيلم قصة الشابة \”هدى\” التي وصلت إلى عمر الثلاثين ولم يحالفها القدر بالعثور على الشريك رغم أنها حالمة بالزواج والاستقرار. ومن خلال قصتها وعلاقتها مع صديقاتها وجاراتها يدخل الفيلم في الكثير من العوالم الأنثوية.
لكن قضايا المرأة و الزواج والعنوسة سبق وأن طرحت في الكثير من الأعمال الدرامية فما الجديد الذي سيقدمه الفيلم على هذا الصعيد؟ تضيف سرميني التي أخرجت العديد من الأفلام التلفزيونية بينها \”ليلة مرصعة بالنجوم\” الحائز على الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، لـ\”العالم الجديد\” أن \”القصة طبعا ليست جديدة ولكن الجديد في الموضوع هو تسليط الضوء على ما أصبح شائعا في الفترة الأخيرة بمجتمعاتنا وهو الاختيار عبر الفيسبوك أو إحدى وسائل الاتصال الأخرى\”.
كما يعرج الفيلم على بعض التفاصيل المستقاة من الأزمة السورية وما خلفته من آثار وخوف ومعاناة اجتماعية وإنسانية في المجتمع السوري بشكل غير مباشر لمختلف أطياف المجتمع ومذاهبه واعتقاداته، ويسلط الضوء على ما يحصل من تمزق في النسيج الاجتماعي في ظل الظروف التي تعيشها سورية.
التأثيرات التي من الممكن أن يتركها الاستخدام السيئ للوسائل الافتراضية على موضوع اختيار الشريك عديدة فكيف سيتعاطى الفيلم مع هذا المحور؟
تقول صاحبة فيلمي \”شجرة الحياة\” و\”الشهيد الحي\” إن الفيلم \”يتناول العلاقات التي تنشأ عبر هذه المواقع الافتراضية والتي يبنى القسم الأكبر منها على الأكاذيب والتحايل.. وما نريد قوله أن هذه العلاقات في النهاية قد تنكشف حيث نشاهد العديد من الشباب والصبايا في اعمار مختلفة قد يتعارفون عبر فيسبوك أو غيره وتكون مواصفاتهم وحقيقتهم في الواقع أبعد ما تكون عما يدعون.. وبالتالي تسليط الضوء على الاستعمال الخاطئ لوسائل الاتصال الالكتروني.. بدلا من استثمارها بشكل صحيح للفائدة والمعلومة وحتى التعارف.. لكن بشكل ايجابي وشفاف\”.
وأخرجت سرميني العديد من الأفلام التلفزيونية منها \”الزائرة\”، \”شجرة الحياة\”، \”الشهيد\” في حين أنها التجربة الأولى للكاتبة سهى مصطفى في عالم التأليف التلفزيوني بينما في جعبتها فيلم روائي طويل تستعد المؤسسة العامة للسينما في سورية لإنتاجه وهو \”الحصاد\” الذي اعتذر سمير حسين عن إخراجه بحسب ما علمت \”العالم الجديد\” في حين يحضر المخرج نفسه مع الكاتبة سهى مصطفى لمسلسل تلفزيوني ربما يرى النور الموسم المقبل أو الذي يليه.