سوريا.. ستغتصب!

المشكلة المزمنة عندنا, أننا نفكر بالتغيير ولا ندري بما يحصل بعده! رغبتنا الغريزية التغييرية آنية ولا نعي خطورة ما بعدها من سلب قبل الإيجاب.

بعضهم يصفق للحرب في سوريا.. نسي أن بشار أرحم بكثير ممن بعده، غاضا الطرف عن قضية مهمة وهي ألا تغيير ديمقراطيا سلميا ايجابيا حدث في الدول العربية, وخير مثال ما جرى ويجري في أغلب الدول الربيعية ذات الديمقراطية الموهومة, تلك الديمقراطية العجولة التي دهمت مجتمعاتنا بصفة مغلوطة. 

ما حدث في اليمن وتونس وليبيا ومصر وحتى العراق, لم يجن قطاف التغيير المثمر, بل ساءت أحوال تلك الدول بعد ربيعها. أتعلمون لماذا, لأن ذلك التغيير تشوبه بعض الأيدي الخارجية التي لها مصالح في عزل رئيس ذي توجه معين والتصفيق لآخر يخدم مصالحها ومصالح من يدعمها. اللعبة باتت مكشوفة والدعوة السرية أصبحت علنية فلا أمر ينقضي بالخفاء. السيناريو المرعب المدمر الممل يعاد بشكل دوري على الدول العربية بمساعدة دول عربية أخرى وبأيد عاملة تنفيذية غربية.

ذات يوم قريب وذات صباح على الأبواب ستستيقظ البريئة سوريا على وقع أصوات الصواريخ التي تدك الأخضر واليابس, وستفقد عذريتها بعد مساعدة بعض أخوتها على اغتصابها من رجل أجنبي, ووسط ذلك الدمار الذي سيحل ببلاد الشام هناك في الجهة المقابلة سيجتمع بعض السلاطين أصحاب الكروش المتدلية على مائدة فرح ليشربوا الخمر احتفالا بكؤوس النصر على جارتهم – الفتاة العربية.

هاجس الخوف الذي ينتابني وينتاب الكثير من عرب وغرب, هو ليس محض افتراء ولا وهم بقدر ما هو عين الحقيقة (ولأننا مجربون عليك أن تسألنا قبل سؤالك حكيما ما).

إذن سيحل الدمار بأرض الشام مثلما حل بالأراضي العربية الأخرى, لكن هذه المرة سيكون أعتى مما سبقه. ملامح الشام ستجرى لها عملية جراحية لتتحول رويدا رويدا شبيهة بقندهار وستحل بها مجموعات ملتحية بأثواب قصيرة تأمر وتنهي دون العلم بمكانة المنكر والمعروف. سيحل القتل بالبشر أكثر من الدجاج, وستبنى محكمات متنقلة لتنفيذ الحكم (ذبحا) بطفل بريء لأنه ارتكب ذنبا غير معلوم, وسيطلق العنان للهرج والمرج واختراع قوانين دينية مستحدثة تخدش معنى الدين الحقيقي, وجهاد النكاح أولها, وهلم جرى.

سوريا كبلد عربي سوف يحل به البلاء وسط تصفيق بعضهم وسكوت آخرين، ومن يكذب ما قلت عليه انتظار ما ستؤول إليه الحال, وإن غدا لناظره قريب.

* كاتب عراقي

إقرأ أيضا