سيادة النائب: الشرف يروح ويجي!

لا أعرف أي قوة تملكتني ودفعتني لكتابة هذا “المزاج السيئ” بعد دقائق من ركوني إلى الفراش عند السادسة من صباح اليوم الثلاثاء على الرغم من قضائي الليل محني الظهر على “عالمنا الجديد” مثلما “قضى” العشرات، وكذلك قضى المئات من ذويهم يبكون ويولولون عزاء ويسهرون معالجة جراء نوازل التفجيرات التي يبدو أنها لن تنتهي.

تذكرت، مع أني صاحب ذاكرة متسربة، كيف كنت على بعد 200 متر من التفجير الذي استهدف مقر وزارة الخارجية في منطقة الصالحية العام 2009.. ثارت “الهبة” نفسها التي ملأت السماء نارا ودخانا في رأسي.. سمعت مجددا وقع الشظايا وهي تتطاير قرب سيارتي التي خلخلها العصف.. ارتطمت ثانية بالهلع نفسه الذي باغتني وعشرات لم أعرف كيف أنهم قرروا المضي عكس السير في شارع بدا مزدحما وخاليا في الوقت ذاته.. كان الجميع وقتها يمضون عكس السير لا على هدى غير مفاجأة ترددت قرب جسر مدينة الطب المغلق: تفجير مشابه يضرب مبنى وزارة المالية عند سريع محمد القاسم. يا لهذه الحياة حين تتحول إلى غرفة سيارة صالون لا أوسع. كان الرعب رفيق الناس وهم يلوذون من شبح انفجار أي سيارة محاذية في أي لحظة وسط شوارع من شدة اكتظاظها استغرقت معها محاولتي الوصول من المنصور إلى الكرادة 4 ساعات.

أمس مر وربما اليوم وغدا يمر بعضكم بهذا المشهد الذي لا أرجوه لأي منكم فقد يمر للمرة الأخيرة كما مر على قريب وجار!

استعدت أيضا كيف أن الأنباء مساء أمس لم تحمل معها نبأ التفجيرات المجنونة فقط بل خبرا يشي بتحمس نائب الرئيس وهو يواصل التحشيد لتبني القوى السياسية وثيقة الشرف الوطني وإيصالها إلى مستوى الإلزام القانوني والأخلاقي.. كان الخبر يأتيني من راديو السيارة وأنا أعبر جسر الأمانة فيما بغداد خلفي أشعرها بلا أمانة ولا أمان!

سيادة النائب هل تعرف كم وثيقة انتهكت؟ ما معنى إصرارك على الوثيقة؟ هل ثمة اعتراف مبطن بتورط الأطراف في الجسد؟!

سيادة النائب المؤمن اقرأها عندي قبل غيري: من ينقصه الشرف لا تلزمه وثيقة!

سيادة النائب “الحسيني” الذي لا تسمع له خطبة هذه الأيام اقرأها أيضا: الشرف يروح ويجي.. أهم شي الناس!

تهميش: نسخة منه إلى أصحاب السيادة والسماحة “الناقصين”!

فراس سعدون

أقرأ أيضا