شاب عراقي يطمح بتغيير وجوه الساسة عبر برنامج يبثه في \”يوتيوب\”

يرفض مؤيد العاشقي أن يقدم برنامجه \”حجايات عراقية\” في أي فضائية عراقية لأنها ستضيّق عليه، ولن تعطيه حريته الكاملة بقول ما يريد.
مؤيد مثل الكثير من الشباب العراقيين الذين أسسوا برنامجا لهم على \”يوتيوب\” من أجل توجيه الانتقادات اللاذعة للحكومة، لكن الفرق بينه وأولئك الشباب أنه يبدو جادّاً بالحديث، ولم يعتمد طريقة باسم يوسف لانتقاد السياسيين والسخرية منهم \”باسم يوسف له أسلوبه المتميز إلا أن وضعنا لا يتلاءم مع أسلوبه الساخر\” يقول.
قدّم مؤيد حتى الآن 3 حلقات من برنامجه إحداهن تجريبية، ولا يوفّر هذا الشاب الذي عاش معظم حياته خارج العراق أي حزب أو شخصية سياسية من الانتقاد أو اللوم. كلماته بسيطة ومفهومة لدى الجميع، ويتحدَّث كأي مواطن.
يقول مؤيد العاشقي لـ\”العالم الجديد\” إن الدافع من البرنامج بسيط \”شخص يريد أن يحكي كلام عراقي بسيط مع انه استخدم التكنولوجيا نوعا ما لكن الكلام يبقى بسيط وصريح\”.
قضى مؤيد معظم حياته في إيران بسبب ملاحقة والده العسكري الذي عارض نظام الرئيس المخلوع صدام حسين وبايع السيد محمد باقر الصدر لكنه لم ينتمِ إلى حزب الدعوة. رحل عن العراق وعمره سنة و6 أشهر، وعاد إليه عام 2005 وهو رجل عراقي لا يعرف عن لهجة العراق الكثير لكنه سرعان ما اندمج وتعلّم اللهجة بشكل سريع، وعلّم نفسه اللغة العربية، وفتح محلا لبيع وصيانة أجهزة الكومبيوتر.
يشير إلى أن \”مشروع محل الحاسبات كان مربحاً وكنتُ أجني نحو 100 دولار في اليوم وجيراني من شيعة وسنة\”، ويضيف \”أحسست تلك الأيام بالوطن.. كان جاري الكبيسي يصلي على السجادة وآخذها منه لأصلي عليها بعده، لكن الطائفية جاءت وكلشي خرب\”.
دفعت هذه الأحداث مؤيد إلى السفر مجدداً خارج العراق، هذه المرّة ذهب إلى بلدٍ أوربي. هناك درس في معهد لإخراج الأفلام الوثائقية مدّة عامين، وعلى الرغم من ابتعاده الجغرافي، فان مشروعه الأول في الإخراج كان فيلما عن مدينة \”أور\” وأُعجب به السويديون، لأنه نقل صورا من داخل المدافن الملكية.
إلا أن السويد التي لا تثير شهية مصور الأفلام الوثائقية، أعادت الدفة مجدداً إلى العراق، ليظهر مؤيد بثلاث حلقات لاذعة للسياسيين وموعيّة العراقيين بشأن ما يلمّ بهم.
اشترى معدات التصوير بمبلغ 5 آلاف دولار، ولن يستغلها في برنامجه فقط.
يوضح مؤيد \”سأعود إلى العراق قريباً لتصوير أفلام وثائقية.. هناك منجم أفلام\”، ويلفت إلى أنه لو كان في العراق لما صوّر برنامجه هذا، لكنه يستدرك \”سأصور حلقات منه عند قدومي هذه المرّة\”.
يحاول مؤيد تشخيص السياسيين الفاشلين في الحكومة حتى لا يعاد انتخابهم مرة أخرى \”الحال ما يتغير إذا ما تغيرت الوجوه الموجودة\”.
ويقول \”أحاول أن أوجه الحزن إلى غضب.. نحن مشكلتنا نحزن لكننا لا نغضب\”، ويتساءل \”شوكت العراقي يغضب ويتحرك باتجاه تصحيح وضعه\”، ويردف \”هو حزين لكن حزنه يبقيه في مكانه وهذا غلط\”.
ويتفق مؤيد مع التظاهرات والعمل المنظم للمطالبة بالحقوق الشعبية وليس \”تظاهر من أجل التظاهر.. بل تنظيم وتعقيب ومتابعة ويجب أن تكون هنا لجنة\”، ويشير متأسفاً \”احنه ما عدنا تنظيم لا بالحكومة ولا بالشعب\”، ويتمنى أن تؤسس \”دولة في العراق تحترم الإنسان وديانته\”.
يعمل مؤيد الآن في \”شركة تعتني بالمعوقين\”، ويعمل أيضاً \”سائق باص ينقل أطفالا معاقين وأحيانا كبارا ذوي احتياجات خاصة\”.
وعند قدومه إلى العراق في الفترة القريبة المقبلة سيعمل على فيلم وثائقي عن صحفي شاب، وقد اختار مازن الزيدي، الصحفي الذي كان في إيران أيضا، وتنقّل في عدّة مؤسسات عراقية.

إقرأ أيضا