في الوقت الذي تتداول فيه وسائل الاعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعية، صورا ومقاطع فيديو تظهر حادثة الإطلاقات العشوائية على متظاهري البصرة مساء أمس الثلاثاء، روى شاهد عيان تفاصيل اختراق عناصر ملثمة تحمل القنابل بين صفوف المتظاهرين، مؤكدا أن القوات الأمنية كانت وراء مقتل واصابة نحو 60 متظاهراً. وفيما نفى دخول أي متظاهر لمبنى المحافظة، أكد أن الحريق كان من الداخل، مرجحا أن يكون بفعل جهات مستفيدة من إتلاف بعض الأوراق الرسمية.
ويقول شاهد عيان، هو متظاهر وناشط معروف بالبصرة رفض الافصاح عن هويته خشية من تعرضه للأذى في حديث لـ”العالم الجديد” اليوم الأربعاء، إن “حادثة الاطلاقات العشوائية الحية على المتظاهرين المتواجدين أمام مبنى المحافظة الواقع بمنطقة العشار مقابل شارع السعدي، جرت في حدود الساعة (6:30) من مساء يوم أمس الثلاثاء (4 أيلول سبتمر الحالي)، نتيجة اختراق صفوف المتظاهرين مجموعة ملثمة تحمل السلاح، لم نتعرف على هويتها أبدا”.
ويوضح أن “تلك المجموعة قامت بالقاء قنبلة يدوية باتجاه القوات الأمنية المكونة من قيادة عمليات البصرة، وعناصر جهاز (سوات)، فردت الأخيرة بإطلاقات عشوائية مكثفة صوب المتظاهرين الذين كانوا يتواجدون على بعد 500 متر عن مبنى المحافظة، ما اسفر عن مقتل واصابة عشرات المتظاهرين، ودفع بالاخرين الى الانسحاب لمناطق مجاورة كالبهرية والعباسية”، مبينا أن “هذه الاطلاقات استمرت لمدة ساعتين تقريباً انتهت بحدود الساعة 9 مساءً”.
وقطع المتظاهرون منذ ليلة أمس، طرقا رئيسية تربط المحافظة بالمحافظات المجاورة لها ومنها ميسان، والطريق إلى بغداد، والمناطق الحدودية، وبعض الجسور الاستراتيجية منها التنومة الواقع على كورنيش شط العرب.
ويلفت الشاهد في شهادته بالقول، إن “المتظاهرين لم يدخلوا مبنى المحافظة أبدا، بسبب وجود عناصر حماية مسلحة برشاشات وقناصات فوق اسطح المبنى، إضافة الى أن المبنى محاط بعناصر عسكرية، وعدم وجود نية للاقتام من قبل المتظاهرين السلميين، وبالتالي فمن المستبعد استطاعة اي متظاهر دخول المبنى”، منوها الى أن “الحريق الذي نشب في المحافظة كان من داخل المبنى، والصور ومقاطع الفيديو تثبت هذا الأمر، بحرقه من الداخل، والهدف قد يكون إتلاف الأوراق الرسمية، واتهام المتظاهرين”.
يذكر أن وزارة الصحة أعلنت، صباح اليوم الأربعاء، مقتل 5 متظاهرين وإصابة 68 بينهم عناصر من القوات الأمنية، في حصيلة للأحداث التي شهدتها محافظة البصرة منذ أمس.
مصدر الصورة: (AP)