شركات كبرى تنفق الملايين لجذب المشاهدين في رمضان

تتنافس المحطات التلفزيونية خلال دورة رمضان من كل عام في استقطاب الشركات الكبرى للفوز بالإعلانات، وحصد نصيب الأسد، ولعلّ الكثير من القنوات الفضائية تكاد تكون \”خالية\” من الإعلانات، لكنها تنشط بشكل لافت خلال هذا الشهر، في ظل ازدياد عدد المشاهدين الذين اعتادوا متابعة أهم الأعمال الفنية والبرامج خلال شهر رمضان.

وتنفق ملايين الدولارات في هذا الاتجاه (الإعلان التلفزيوني) لجذب المشاهدين والتعريف بمنتجات تلك الشركات. وفي السنوات الأخيرة اختلف مفهوم الإعلانات لدى الشركات، فقامت بالاستعانة بأهم المخرجين في الوطن العربي، ولم يعد الإعلان يقدم فقط المنتج للشركة بقدر ما أصبح عملاً درامياً متكاملاً، يشد انتباه المشاهدين خلال عرضه في أقل من دقيقة.

ورأينا الكثير من الإعلانات التي تستقطب الملايين من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب، واعتمدت شركات ومؤسسات اقتصادية كبرى إعلانات لا تتحدث عما تقدمه من خدمات، في أسلوب غير مباشر.

 

\”دعاية\” بمثابة عمل درامي

يقول المخرج حمد البدري الذي تخصص في هذا الاتجاه لـ\”العربية نت\”، إن غالبية المؤسسات والشركات المعلنة تغيّر مفهوم الإعلان عندها، فقد ثبت من خلال التجربة أن المباشرة في تقديم الإعلان لا تحظى بنسبة المشاهدة، ولهذا قصدت مخرجين دراميين وكُتاباً ومؤلفين للنصوص الدرامية لعمل \”دعاية\” بمثابة عمل درامي فني لا يتجاوز في مدته 50 ثانية وأحياناً أقل بكثير، فالرمزية تكاد تكون هي الأنجح.

وأضاف البدري أن \”90 بالمائة من الشركات تركز دعاياتها خلال موسم رمضان؛ لأنها الدورة التلفزيونية الأهم خلال العام، يأتي ذلك لشغف المشاهدين بمتابعة المسلسلات، والبرامج الكوميدية على وجه الخصوص\”، مبيناً أن الشركات تنشط في هذا الوقت من كل عام وأصبح ذلك بمثابة تقليد سنوي.

وأوضح أنه في السابق كان عمل الإعلان قد لا تتجاوز تكلفته 5 الاف دولار، بينما اليوم تنفق عشرات الآلاف من الدولارات، وذلك من أجل تقديم إعلان يُبهر المشاهدين ويجعلهم يتابعونه حتى خارج الشاشة.

وقال البدري إن هنالك إعلانات اشتهرت عبر \”يوتيوب\” أكثر من الأعمال والمسلسلات الفنية، خصوصاً إذا ما قدمت بطريقة فنية متميزة.

 

الإعلان لم يعد سهلا

يزيد الحربي شاب سعودي ابتكر العديد من الإعلانات لشركات كبرى، قال لـ\”العربية.نت\” إن صناعة الإعلان لم تعد سهلة كما كانت في السابق، فالدعاية اليوم ابتكار وخلق إبداعي فني، تبدأ بالفكرة الجديدة ثم يتم إنجازها وفق تقنيات حديثة.

وبيّن الحربي أنه قدم مجموعة من التجارب الإعلانية لمؤسسات اقتصادية وخيرية أيضاً، مشيراً إلى أن الاستهانة بالإعلان لن تجذب أية مشاهدات، مؤكداً أن هنالك إعلانات عالمية وصلت المشاهدات فيها عشرات الملايين.

ورأى أن الفكرة أساس أية دعاية، فأحياناً وإن كانت غير مكلّفة لكن المهم كيفية تقديمها بطريقة جديدة، مشيراً إلى أن غالبية الدعايات اليوم تعتمد على تميز السيناريو وحرفية المخرج أو المونتير.

وأكد أن كبرى الشركات في العالم تنفق عشرات الملايين في الإعلانات لكنها تعلم جيداً أنها ستربح أضعاف ما أنفقت من المبيعات، وفي ذات الوقت بدأ تلك الشركات التنبه إلى ماهية الإعلانات، ووضع رسالة للمجتمع لجذب المشاهدين.

وقال إن مشكلة الشركات العربية والخليجية تنشط في رمضان فقط، بينما مفهوم الدعاية طوال العام غائب، رغم أن مواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب أهم وجهات لتوصيل تلك الإعلانات بأسلوب شائق.

أقرأ أيضا