شكرا لمياه الأمطار

كُتب الكثير عن المضاعفات السلبية لمياه الامطار، وما تسببه من متاعب وكوارث للكثير من سكان المدن العراقية، وكذلك سكان بعض القرى التي حاصرتها السيول ايضا بفعل مياه الامطار، لكن لا ينبغي نسيان الجوانب الايجابية الكثيرة ايضا لنعمة مياه الامطار، وخصوصا الامطار الغزيرة!

اولى ايجابيات الامطار يا سيدي القارئ، انها تقوم بكشف حجم الفساد الاداري، والتنفيذ البائس للعديد من مشاريع البنى التحتية، وخصوصا مشاريع مياه الامطار والمجاري.

انها تمارس دور جماعات الضغط على اكمل وجه، بل يتجاوز اداؤها اداء جماعات الضغط بمسافات طويلة.

ان قصة الامطار وطفح المجاري وضعت الاخوة الاعداء في ساحة المواجهة والمصارحة، كل منهم ادلى بدلوه طعنا بالطرف الاخر، الضرب تحت الحزام هو الظاهرة الاشهر في الفترة الاخيرة، سيما بُعيد موجة الامطار الاخيرة، والتي بإغراقها المدن، معظم المدن العراقية، اغرقت معها ايضا ما تبقى من سمعة بعض القيادات السياسية والادارية، فشكرا لمياه الامطار!

اثر ايجابي آخر يبدو روتينيا في بلد بني فوق تلال من الكنوز التاريخية مثل العراق، فكما هي العادة وما ان تنجلي الغيوم تظهر الى السطح عشرات الكنوز واللقى الاثارية في مئات المواقع التاريخية، وبما ان الجهات الاثارية في العراق لا تفكر كثيرا بالتنقيب، لذلك فان مياه الامطار تتكفل بتلك المهمة بدقة اكبر ايضا، على الاقل، لأن مياه الامطار تكشف عن الاثر دون استخدام الجرافات من اجل الوصول الى القطع الاثارية كما يفعل بعضهم!

وفي هذا المجال اعلن قبل ايام عن العثور على اكثر من كنز اثاري في بابل، وقبله في واسط، ثم ميسان وغيرها من مدن العراق. ان من يسكنون بقرب المواقع الاثارية يعرفون دور الامطار الفاعل جدا في كشف الكثير من الاثار والاحجار الكريمة. فشكرا لمياه الامطار!

الميزة الاخرى الايجابية لمياه الامطار، هي انها رفعت مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات. ملأت السدود والخزانات وحتى المنخفضات الصحراوية في مختلف انحاء العراق، اضافة الى تعزيز خزين المياه الجوفية، كذلك نمو الاعشاب والغطاء النباتي الاخضر في الصحراء، مما يساهم الى حد كبير في التقليل من ظاهرة العواصف الترابية، وهذا ما تمت ملاحظته في الصيف الماضي نتيجة لغزارة الامطار في الشتاء الفائت. فشكرا لمياه الامطار!

gamalksn@hotmail.com

إقرأ أيضا