حصلت \”العالم الجديد\” على تفاصيل وصور حصرية لما جرى داخل وخارج حسينية التميمي في منطقة الكسرة يوم أمس، من عملية استهدفت مواطنين عزل خلّفت نحو 87 شخصاً بين قتيل وجريح.
فقد روى شهود عيان، كيفية اقتحام الحسينية من قبل انتحاريين اثنين، فجر أحدهما نفسه بين المصلين، وأخفق الآخر مكتفيا باطلاقات نارية، نجح أحد المصلين بعدها بالانقضاض عليه، وتجريده من حزامه الناسف، ومن ثم القيام بسحله وضربه حتى الموت، مؤكدين عملية إحراق جثته على أحد أعمدة الكهرباء المنتشرة في تقاطع المغرب وسط الأعظمية.
ويسرد لـ\”العالم الجديد\” شاهد عيان من أهالي منطقة الكسرة، الحادثة قائلا \”في موعد صلاة المغرب أنزلت سيارة شخصين يرتديان حزامين ناسفين، وحين أحسّ جندي من حمايات حسينية التميمي الواقعة في منطقة الكسرة وسط الأعظمية بالانتحاريين، سارع لايقاف أحدهما، لكنه سرعان ما أرداه قتيلاً قبل أن يصل إليه بالمسدس الذي يحمله، بحسب ما يروي شاهد عيان.
ويضيف شاهد العيان بأن \”الانتحاري الذي يحمل المسدس دخل إلى مصلى الحسينية، وبدأ بإطلاق النار على المصلين، كاشفا عن قميصه الذي يضمر تحته حزاما ناسفا، وقبل أن يفجر نفسه هوى أحدهم بكرسي على رأسه، فوقع مغشياً عليه لينهال عليه المصلون بالضرب\”.
العمود الكهربائي الذي تم تعليق جثة الانتحاري عليه واشعالها أمس الأربعاء (العالم الجديد)
ويستدرك \”لكن فرحة المصلين داخل المصلى بالقبض على الانتحاري، لم تدم طويلا إذ سرعان ما سمعوا تفجيرا آخر قرب باحة المسجد اخترقهم، وأردى 30 مواطنا قريبا منها، وخلّف نحو 30 قتيلاً و57 جريحاً، وذلك بعدما قام الانتحاري الثاني بتفجير نفسه خارج الحسينية، حسب مصدر أمني.
ويردف شاهد العيان الذي لم يشأ الكشف عن اسمه، بالقول \”ما إن سارع عدد من المصلين إلى إخراج الانتحاري الأول للشارع، حتى تجمهر حوله أهالي الكسرة الغاضبون، وانهالوا عليه بالضرب والشتم، فيما جرجر آخرون ما تبقى من جسد الانتحاري الثاني الذي فجّر نفسه\”.
وهنا يتدخل شاهد عيان آخر، ويدعى مصطفى، ويعمل في مقهى قرب حسينية التميمي التي تتوسط شارع الكسرة، حيث يلفت، بالقول إن \”قصابي الكسرة طعنوا الانتحاري عدّة مرات، ومات قبل أن يصل إلى تقاطع شارع المغرب\”.
إلا أن شاهد العيان الأول يروي تفاصيل عملية الانتقام التي جرت \”من خلال تعليق الجثة على عمود كهربائي في تقاطع المغرب الذي يعرف بكهرمانة الأعظمية، حيث هيأ أحدهم علبة من البنزين، ورشه بها قبل أن يضرم النار في جسده وتحوله الى ركام، باستثناء ساقه التي ظلت معلقة بعد انسلخ عنها كامل الجسد، ومن ثم تم أخذ تلك الساق وتعليقها فوق عمود ثان\”.
ولفت شاهد العيان الى أن \”الجرحى تم نقلهم إلى مستشفى مدينة الطب، والنعمان\”، مؤكدا أن \”بعض الجرحى حالتهم خطرة\”.
ويؤشر مصدر لـ\”العالم الجديد\” أمس الى أن ضابط الأدلة الجنائية المعني بالتحقيق في القضية لم يصل إلا بعد 3 ساعات من الحادثة.
وليست هذه الحادثة الأولى التي يتم فيها إعدام