صحفية أميركية: واشنطن تخطط لقرض بغداد 573 مليون دولار رغم غرقها بعائدات النفط

منذ ما يقارب العامين أنهت الولايات المتحدة الاميركية مشاركتها العسكرية بحرب العراق، غير أنها لاتزال هي وحلفاؤها تدفع ملايين الدولارات لمشاريع إعادة الإعمار، على الرغم من ان بغداد تجني إيرادات ضخمة من صناعتها النفطية، في ظل ازدياد حالات عدم الاستقرار، وتنامي علاقتها مع إيران.

ذلك ما استهلت به الكاتبة والصحفية الأميركية كريستينا وونغ تقريرها في الواشنطن بوست، وتضيف \”من خلال الصندوق الاستئماني الدولي الذي أنشئ عام 2004، قامت الولايات المتحدة و16 من الدول المانحة بتقديم ما يقرب من ملياري دولار لمشاريع اعادة الاعمار في العراق\”. 

وتشير الكاتبة الى أن \”من المقرر أن ينتهي في 31 كانون الاول ديسمبر، فيما حصل الصندوق الاستئماني على تمديد مدته سنة واحدة من قبل بغداد المطلوبة\”.

وتلفت الصحفية الأميركية \”لكن التبرعات للعراق أصبح من الصعب تبريرها، نظرا لعائدات لا بأس بها من النفط\”.

وذكرت أن \”الأمم المتحدة وفي أحدث تقرير لها عن الصندوق الاستئماني، قالت إن هذه المستويات العالية للإنتاج إلى جانب أسعار النفط العالمية مدعومة بالمخاوف الجيوسياسية، أدت إلى امتلاء خزائن العراق بما يقرب من 100 مليار دولار سنويا\”، مضيفة أن \”وضع العراق كدولة متوسطة الدخل أدى إلى تراجع اهتمام المانحين وانخفاض في التمويل الدولي\”.

ونقلت كريستينا وونغ عن مسؤول في البنك الدولي لم تسمه، قوله إن \”اثنين من الدول المانحة انسحبت من الصندوق الاستئماني، وستعود عائداتها غير المنفقة لهم في العام المقبل\”، مضيفا أن \”الولايات المتحدة ليست واحدة من الاثنين\”.

وقالت وونغ إن \”أكبر الجهات المانحة للصندوق الاستئماني هي المفوضية الأوروبية واليابان وإسبانيا، على الرغم من أن الولايات المتحدة ساهمت بمبلغ 10 ملايين دولار، وأنفقت حوالي 60 مليار دولار في إعادة الإعمار خلال الحرب\”.

وأضافت أن \”معظم التبرعات ذهبت إلى أكثر من 200 مشروع من مشاريع التنمية، نصفها لم يكتمل بحلول نهاية عام 2012، في حين لم يتم استخدام 54 مليون دولار على الأقل\”.

ولفتت الى أن \”الولايات المتحدة تدعم العراق بطرق أخرى ايضا، فخلال هذا العام قدمت واشنطن لبغداد 470 مليون دولار للمساعدات الخارجية، وطلبت 500 مليون دولار من المساعدات لعام 2014، وبالإضافة إلى ذلك فان الولايات المتحدة تخطط لقرض العراق 573 مليون دولار من أجل شراء معدات عسكرية أميركية، وهي ممارسة شائعة معروفة باسم التمويل العسكري الأجنبي\”.

وقد دافع مسؤول بوزارة الخارجية، (بحسب الكاتبة)، عن المساعدات الأميركية للعراق، على الرغم من زيادة عائدات النفط في بغداد، بأن ذلك \”يهدف إلى الحفاظ على مساعدات شراكة استراتيجية مع العراق وهي تعمل بالفعل\”.

وأضاف المسؤول \”على سبيل المثال قام العراق بزيادة إنتاجه من النفط لسد جزء من الثغرة التي نتجت عن العقوبات الدولية على ايران وصناعتها النفطية، فهل على العراقيين القيام بذلك؟ بالطبع لا\”، مضيفا \”لدى إيران تأثير واضح في العراق، ولكن نحن كذلك، وقد صرح معلنا بأن العراقيين ونحن شركاء ولديهم الخيار\”.

وذكرت أن \”القوات الاميركية ومنذ أن غادرت العراق في كانون الاول ديسمبر 2011، وقد اقترب العنف من مستويات لم يشهدها منذ عام 2008\”، موضحة \”ففي الشهر الماضي قتل 743 عراقيا وجرح 1.625 في تفجيرات واشتباكات مسلحة في مختلف أنحاء البلاد، وفي أكتوبر 2012 قتل 136 وجرح 376 في هجمات مختلفة، وفقا للاحصاءات الصادرة عن وكالة فرانس برس\”.

إقرأ أيضا