تؤكد صحيفة بريطانية أن زيادة العنف ضد المسيحيين في شمال العراق مؤخرا، زاد من رغبة المسيحيين بمغادرة العراق، بعد ان كان يعدونه ملاذا آمنا لهم، مستشهدة باقوال ولقاءات اجرتها مع مواطنين من الطائفة تحدثوا عن تحديات اجتماعية، بالاضافة الى الامنية يواجهونها باستمرار مما دفعتم الى اعادة التفكير بالهجرة مرة اخرى، فيما حذرت من ان الطائفة المسيحية في العراق على وشك الانقراض.
ويذكر تقرير لصحيفة كريستيان توداي البريطانية، عن أوضاع ومعاناة المسيحيين في اقليم كردستان وعموم مناطق العراق، اطلعت عليه \”العالم الجديد\” وقامت بترجمته، أن \”شمال العراق يعتبر عموما منطقة آمنة نسبيا من العراق، حيث أصبح الوجهة الرئيسية للكثير من المسيحيين الفارين من المناطق الوسطى والجنوبية المضطربة، ومع ذلك فإن عدة تفجيرات في الشمال حدثت مؤخرا أصابت المجتمع المسيحي بحالة من الذعر\” .
ويضيف \”في 22 أيلول، انفجرت قنبلة قبالة بيت السياسي المسيحي عماد يوحنا في محافظة كركوك، مما اسفر عن اصابة 19 شخصا، من بينهم ثلاثة من الأطفال. كما حدثت عدة هجمات بالقنابل أيضا في شمال مدينة اربيل، والتي أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها\”.
ويلفت التقرير الى انه \”في أوائل أيلول اشتكى المسيحيون في قرية ديشتاك أنهم كانوا يواجهون مضايقات من قبل الشرطة المحلية. حيث قالت مجموعة من الشباب المسيحي (ان رجال الشرطة ذكروا انه لا ينبغي على المسيحيين أن يتواجدوا في العراق لأنها أرض مسلمة\”.
ويسترسل قائلا \”العنف في جنوب البلاد أيضا في تصاعد، حيث يقول زعماء الكنيسة في بغداد أن هناك هجمات على المسيحيين كل يومين أو 3 أيام\”.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن المتحدث باسم الأبواب المفتوحة، وهي مؤسسة خيرية مسيحية تدعم المسيحيين، قوله إنه \”على الرغم من أن مسيحيين ما زالوا يختارون البقاء، إلا ان استمرار العنف سيزيد من خوفهم وبالتالي لا خيار لهم سوى الرحيل\”، مؤكدا ان \”الصلاة ستبقى مستمرة من أجل مستقبل المسيحية في هذه البلاد\”.
وتردف كريستيان توداي، أن \”بعض المعلقين ينظرون إلى الوراء وتحديدا الى تاريخ كانون الاول 2011 مثابة نقطة تحول بالنسبة للمسيحيين في العراق، في أعقاب عدد من الهجمات على متاجر يملكها مسيحيون، فمنذ ذلك الوقت ازداد العنف ضد المسيحيين في الشمال الكردي\”.
وتستطرد \”في آذار 2012، قتل مدرس مسيحي في السليمانية، مما اصاب المجتمع المسيحي بصدمة أخرى. وفي الوقت نفسه، كانت قد ناقشت الحكومة المحلية الكردية طرقا لمراقبة أنشطة المسيحيين، حيث اتهم العديد من مدرسي اللغة الإنكليزية بالوقوف مع المبشرين المسيحيين، مما جعل الحصول على تصاريح العمل في اقليم كردستان أصعب مما مضى\” .
ويشير التقرير الصحفي البريطاني الى ان \”المسيحيين في العراق هم جماعة محددة وواضحة، إذ يمتلكون رموزا مسيحية دينية واضحة، توضع على ملابسهم او على أبواب منازلهم\”.
وتحذر الصحيفة البريطانية من ان \”المسيحيين في العراق على وشك الانقراض\”، لافتة الى فرار \”أعداد كبيرة من المسيحيين المضطهدين الى الخارج أو إلى الشمال الذي كان يعتبر الأكثر أمنا منذ وقت ليس ببعيد، حيث يواجهون البطالة وعدم كفاية التعليم والرعاية الطبية اللازمة، إضافة الى عدم وجود قيادات قادرة على حمايتهم والدفاع عن حقوقهم\”.