(صدقوني، هذه ليست كذبة)

في الناصرية، مسقط رأسي، يتكلم الناس في ما مضى عن (حاشوش): سائق التاكسي الذي عُرف بأنه شارد الذهن على طول الخط، وبالعامية العراقية (مدولغ)، ولكثرة القفشات التي سمعتها عنه اختلط الخيال بالواقع، بل ان اسم حاشوش الحقيقي لم يُعرف أصلا، ولحد الآن.

مرة كان يعمل على خط السماوة ـ ناصرية، وكان دوره في الكراج وبحاجة إلى راكب واحد كي ينطلق، لكن الحظ جلب له مسافرَيَن، أركب واحدا منهم في المقدمة أما الثاني فقبل -لأنه مستعجل- أن يصعد في صندوق السيارة (الجنطة)، لكن حاشوش شرد ذهنه فنسي الراكب في الصندوق، ولم ينتبه له إلا فيما بعد، عندما عاد إلى السماوة ثانية وفتح الصندوق لراكب مستعجل آخر، ولكم أن تتخيلوا الحال عندما سأله مستوضحا: (هاي من يمته أنتَ هنا)؟!

تذكرتُ حاشوش، قبل أيام، حيث صادف أن قرأت لافتة كبيرة منشورة صورتها على موقع الفيسبوك تتضمن وعيدا وتهديدا بغلق مقاهي الكرادة الفاسقة، وهي حادثة (حاشوشية) بامتياز، لأن الحكومة تقول : إنها لم تأمر بغلق المقاهي ، واللافتات تشكر الحكومة لأنها أغلقت المقاهي، ولا غرابة في الموضوع إذ يُروى أن (حاشوش) كان في سيارته على الطريق العام عندما أوقفه جندي ما، وصعد معه بكامل هيئته وقيافته، لكن هذا الجندي أخرج رأسه من النافذة في اللحظة التي كانت فيه سيارة أخرى مارة بسرعة إلى جوار سيارة حاشوش فقطعت رأس الجندي، ولم ينتبه حاشوش كالعادة، لأنه كان شارد الذهن.

تصل القصة ذروتها عندما يُوقف الانضباط العسكري سيارة حاشوش للتفتيش، فيكتشف فيها جنديا بدون رأس!

الانضباط: هاي شنو حاشوش؟

حاشوش ينظر إلى الجثة، ويهز كتفيه -والله ما ادري- صاحبكم هذا صعد بدون راس!

صدقوني، هذه ليست كذبة!

إقرأ أيضا