صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

صفحات موالية للمالكي تدعو لمقاطعة البضائع السعودية ومتحدون تصفها بـ(الطائفية) ومختصون يحذرون من تداعياتها الاقتصادية

تقود بعض مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) حملة شعبية لمقاطعة السلع والمنتجات الغذائية التي يستوردها العراق من السعودية باعتبار أن إيراداتها وريعها يذهب معظمه لتمويل الجماعات الإرهابية التي تقتل العراقيين يومياً.
وفيما وصف نائب عن قائمة \”متحدون\” هذه الحملة بـ\”الطائفية\”, اتهم إيران أيضا بالوقوف خلفها لتسخير السوق العراقي لصالح بضائعها.
وبحسب بيانات إحصائية فان حجم التبادل التجاري بين العراق والسعودية بلغ خلال العام الماضي 360 مليون دولار.
وتروج عدد من صفحات التواصل الاجتماعي، ومن بينها صفحة (سنختار المالكي لولاية ثالثة) التي تدار من قبل مقربين من رئيس الحكومة نوري المالكي لحملة مقاطعة المواد الغذائية السعودية، حتى أن الأمر لم يقتصر على الدعاية والترويج فقط، وإنما وصل لحد التهديد والوعيد لأصحاب الأسواق ممن لم يمتنع عن التعامل بالأغذية والعصائر والاجبان ذات المنشئ السعود.
وجاءت الحملة المذكورة على خلفية دعوات أطلقها مؤخراً الشيخ جعفر الإبراهيمي، أحد ابرز رجال الدين الشيعة، وأشهر خطباء المنبر، والذي يتمتع بشعبية واسعة في المحافظات الجنوبية.
أما \”الحملة الإسلامية لمقاطعة المنتجات والبضائع السعودية الوهابية\”، فكانت العنوان البارز لأحد صفحات التواصل الاجتماعي التي كرست منشوراتها ومواضيعها لحملة مقاطعة المنتجات الغذائية السعودية.
وفي منشور عرض على الصفحة المذكورة, اطلعت عليه \”العالم الجديد\”، جاءت الدعوة بالنص الآتي \”ماذا ننتظر لنقاطع.. إخواني؟ هل نحتاج إلى أدلة أكثر؟ الأمر في غاية الأهمية، فأرواحنا وأرواح عوائلنا في خطر الإرهاب الوهابي، ونحن ندفع أجور قتلنا\”, في إشارة إلى أن الأرباح التي تجنيها الشركات السعودية التي تورد هذه البضائع للسوق العراقي يذهب معظمها إلى تمويل المجاميع الإرهابية المنفذة للعمليات الإجرامية عبر تفجير السيارات المفخخة وأساليب القتل الأخرى.
أما النائب حبيب الطرفي, عن التحالف الوطني, فقد أبدى تأييده للحملة, ذاهبا إلى ابعد من ذلك، بمطالبته جميع الدول بمقاطعة السعودية اقتصادياً لاسيما وان الدلائل المتوفرة تشير إلى أنها أصبحت تهدد السلم الاجتماعي والدولي نتيجة لدعمها للمجاميع المتطرفة, بحسب الطرفي.
بيد أن مختصا في الشأن الاقتصادي, رفض الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموضوع, أكد في حديث لـ\”العالم الجديد\”، أن \”العراق سيتضرر كثيراً في حال مقاطعته للمواد الغذائية السعودية جراء غياب الصناعة المحلية، ما سيخلق فجوة في عملية العرض والطلب\”, ملمحاً إلى عدم قدرة السوق العراقي على الاستغناء عن الاستيراد الخارجي لسد حاجة المواطنين\”.
في السياق ذاته, وصف النائب عن قائمة \”متحدون\” وليد المحمدي حملة مقاطعة الأغذية المستوردة من السعودية بـ\”الطائفية\”.
واتهم المحمدي في حديثه لـ\”العالم الجديد\”، إيران وإطرافا سياسية داخلية \”بالدفع بهذا الاتجاه، كونها تسعى لتكون طهران هي الجهة الوحيدة التي تورد المواد إلى العراق من خلال محاربة السلع والبضائع ذات المنشأ الخليجي\”.
وسبق للوكيل الأقدم في وزارة الداخلية عدنان الاسدي، أن كشف عن امتلاكه معلومات تشير إلى وجود دعم كبير للمجاميع الإرهابية يأتي من بعض التجار العرب.
وقال الأسدي في تصريح صحفي سابق إن \”معلوماتنا تؤكد عقد السفارة السعودية في العراق والتي مقرها في العاصمة الأردنية عمان، اجتماعات مكثفة مع قادة الإرهاب المطلوبين للعراق\”، لافتا إلى أن \”هناك تمويلا ماليا ضخما للمجاميع الإرهابية يأتي من بعض التجار في دول عربية في المنطقة وبتسهيل من بعض هذه الدول\”.

إقرأ أيضا