صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

صورة الخميني.. و\”نصب المالكي\”

ثار أعضاء من التحالف الوطني -الذي لم تجتمع أطرافه، بعد أن نخرت جسده الخلافات، منذ ستة أشهر- من أجل صور الإمام الخميني والخامنئي. خرج الائتلاف عن صمته من أجل الصور. تؤرقه الصور هذا الائتلاف ويحرص على انتشارها، حتى أن نائبا مثل كاظم الصيادي لم يستطع السيطرة على مشاعره، فلكم حيدر الملا، دفاعا عن هذه الصور.

السيد إبراهيم الجعفري، رئيس التحالف، لم يكن \”بليغا\” هذه المرّة، الانفعال بدا واضحا عليه، لغته باتت مفهومة للجميع، و\”شفافة\” وبإمكان كل المستويات الثقافية فهمها. الأمر هنا لا يتطلب بلاغة، بل تنديد فقط، وإثبات لتبعية ومجاهرة بالانتماء. حسنا، أثبت التحالف الوطني تبعيته وحرصه على إدامتها. كما أثبت الملا (خبثه)، وهو ومن خلفه اهتمامهم بالخصومات السياسية وكيفية إثارتها بعد أن حققوا وعودهم للشعب بـ(الحرية) و(الرفاهية) و(العيش الكريم).

أصبحت العائلة \”الشيعية\” السياسية متكاتفة تحت قبة البرلمان وخارجها، فالخطر بات وشيكا، لم يعد يملك هؤلاء سوى الصور. لا يملكون سوى حجاب السادة والشيوخ وبضع كلمات قالها رجال دين على عجل، لكنها قادرة على أن تدر عليهم أصوات ملايين الناخبين والكثير من الفساد المالي. الرجال الذين بدوا متكاتفين من أجل صور الخميني والخامنئي، غابوا تماما عن مشهد الأجساد التي مزقتها السيارات المفخخة وطوحت وبعثرت أجزاءها ودماءها على الأرصفة. الغلبة للصورة، والخسارة للأجساد دوما في التحالف الوطني. الصور تديم الوجود، والأجساد تحل محلّها أجساد. طالما أن عجلة الخوف تدور بسرعة، فإن عجلة الدين لن تخفف من سرعتها، وهي تسابق عجلة الخوف، الأمر الذي يجعل الجميع خاسرا إلا التحالف الوطني وصوره.

بمقابل هذا، فإن شيئا ما يربط رجال التحالف بالفن!، فالسيد علي الموسوي، مستشار رئيس الوزراء، بات مفتونا بتمجيد وليّ نعمته، فهو يدافع عن كل أفعاله، ويجد لها تخريجات تتماشى مع الوضع الراهن، فمثلا أي خطأ يقوم به المالكي بإمكانه تبريره بضعف الفقرات الدستورية، أو الخلافات السياسية، أو القاعدة وفلول حزب البعث. إلا أن الجديد في الأمر، هو مطالبة الموسوي وضع نصب للمالكي في بغداد على فعله البطولي بإخراج \”الأميركان\” من البلاد، ولو لم يفعلها المالكي فان أحدا غيره لم يكن ليفلعها. خرج الأميركان وبقي المالكي، وزادت الأمور سوءا أو بقيت على ما هي عليه، لكن لابد من نصب للمالكي، على الأقل خطاباته واتهاماته التي يوزعها يمينا وشمالا تستحق ذلك!

التحالف الوطني مفتون بالصور والنصب. هذا التحالف ورشة \”فنيّة\” كبيرة تشغلها اللحى وإشارات النصر والشعارات البراقة، مفتون بالمنابر والحراك الفني!

ألا يعتبر تشويه المدن بالصور فنا؟ ألم يشتغل فنانون فرنسيون على القبح بوصفهِ شكلا من أشكال الجمال؟ التحالف لا يختلف كثيرا عن هؤلاء الفنانين، لنتصوّر نصب المالكي: يرفع كفّه عاليا وهو يهدد خصومه بإبراز الملفات التي تدينهم، ولحيته التي يعمل على تخفيفها بشكل جيد، ونظارته التي تتبدل مع الضوء. ولنتخيّل صور الخميني والخامنئي في شارع أبي نواس، أليس العراق محفلا فنيّا، فكّروا معي أرجوكم.

أليس العراق محفلا لفن الموت والجوع؟ 

***

أعزائي في الأحزاب والكتل السياسية الأخرى، ولاسيما حيدر الملا وقائمته، ما جاء في هذا المقال ينطبق عليكم أيضا، مع تغيير في الأسماء فقط، ضعوا أردوغان وعبد الله وحمد محل الخميني والخامنئي، وضعوا علاوي بدل المالكي، والدملوجي بدل الموسوي، ستجدون أن الأمر سيان. فلا تفرحوا كثيرا بـ(انتصاراتكم). المحبة التي بداخلنا، تتقسم قسمة ضيزى على الجميع.. والعاقل يفهم.

إقرأ أيضا