صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

ضريبة الرأي

الوهم واللغط والأفكار الفوضوية التي تطغى على بعضهم تجعلهم يركلون عبارة (الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية) ويزعلون منك بمجرد استفهامك عن أمر معين, ربما تشكل العاطفة لديهم 90% مما يفكرون ويبتعدون عن التفكير بعقولهم لسبب ما.

– عندما تستفهم عن (خلل ما) وتمني النفس بجواب ملائم يزيل الحيرة لديك, تجد نفسك وسط متفلسفين ومتشدقين وزاعقين يغردون خارج السرب, وبدل الإجابة عن سؤالك, سيهرعون لموضوع ثان, ويبدؤون بتقليب صفحات أخرى ليبتعدوا رويداً رويداً عما تريد.

– ما الذي تواجهه لو انتقدت جهة معينة أو (عضوا) معينا ينتمي لكتلة ما؟ ستخسر بعض أصدقائك, حتى لو كان المعني بالانتقاد (هو نفسه يعترف بما قلت).

– المهم انك تعرف مسبقاً _ إن قول الحق سيكلفك دفع ضريبة ما تقول _ وسيلجأ بعض أصدقائك إلى التفكير بطريقة (أبشع) لانتقادك بدل أن يعطوا لعقولهم (دقيقتين فقط) كي يفكروا بما قلت, أو ربما لم يفقهوا ما تريد (لأنهم لم يقرؤوا الموضوع جيداً) سوى أنه سيتبادر إلى أذهانهم أنك (عدو لهم) وأنك تخالفهم.. وهذه كارثة بالنسبة لهم ولي.

طرحت موضوعا على صفحة \”فيسبوك\” خاصتي. وكنت أنوي معرفة ما يجول في أذهان بعضهم، فوجدتني وسط زعيق خاو وصراخ دون معنى, وكنت قد وجهت الموضوع لمؤيدي دورة رئيس الوزراء الحالي, إذ قلت: أنصار الولاية الثالثة… أصدقائي الأعزاء.. لنبتعد عن الجهوية والتقوقعات العاطفية والتخندقات غير المدروسة.. ونحسبها بالعقل (حسبة عرب) هل العراق أصبح مثاليا وأوضاعه باتت حسنة خلال تلك الدورتين؛ لنطالب بدورة ثالثة. أجيبوني بالعقل لا بالعاطفة. هل الذي نحن فيه جيد لدرجة تجديد الولاء كي نستمر على نفس النهج.

هكذا، وكما يبدو, سألت. (بربكم هل ما قلت يتعدى التساؤل إلى التهجم؟) سوى أنني نسيت أن أضع في نهاية سؤالي (علامة الاستفهام).. إذا نسيت ذلك وقتها، وربما هذا ما جلب السديم لعقولهم وتوهموا أنني أتهجم عليهم ولا أسألهم.

على كل حال؛ فقد اتسعت رقعة الحيف العراقي وبات الشعب غاضباً من كل شيء فلا أمل يلوح في الأفق ولا خدمات ولا (بطيخ)، ولأن العقد الفائت من عمر (التغيير) لم نلحظ فيه أي تحسن, دعانا ذلك للخشية من سوء الآتي. ولأننا استشطنا غضباً من تقهقر المشاريع في السنوات العشر السابقة لا نرغب بتكرار تلك الصورة في المستقبل, ولعل خشيتي من القادم خصوصاً (أننا ذقنا مرارة السابق) دفعتني لسؤال فئة ليست بالقليلة، وهي الفئة الراغبة باستمرار نهج الدورتين (لرئيس الوزراء)، وسؤالي لهم أكرره للمرة الألف؛ ماذا جنيتم مما سبق وماذا تحقق لرغبتكم الملحة في تجديد رئاسة الوزراء بهذا النحو؟
* كاتب عراقي

إقرأ أيضا