صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

طائرات مركونة.. أزمة كبيرة تحيط بالطيران العسكري العراقي

سلطت مجلة أمريكية الضوء على أزمة صيانة المروحيات العسكرية الروسية التي بحوزة الجيش العراقي في ظل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لكن متخصصين في الشأن العسكري ذكروا أن هذه الأزمة تشمل كثيرا من الطائرات العسكرية في العراق وليس المروحيات الروسية فقط. ويقول مصدر في الدفاع الجوي العراقي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “لدينا عددا من طائرات سوخوي الروسية المقاتلة متوقفة عن العمل الآن ومركونة في مواقف خاصة لأنها تحتاج إلى صيانة وقطع غيار”.

سلطت مجلة أمريكية الضوء على أزمة صيانة المروحيات العسكرية الروسية التي بحوزة الجيش العراقي، في ظل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لكن متخصصين في الشأن العسكري ذكروا أن هذه الأزمة تشمل كثيرا من الطائرات العسكرية في العراق وليس المروحيات الروسية فقط.

ويقول مصدر في الدفاع الجوي العراقي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “لدينا عددا من طائرات سوخوي الروسية المقاتلة متوقفة عن العمل الآن ومركونة في مواقف خاصة، لأنها تحتاج إلى صيانة وقطع غيار”.

ويكشف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، عن “توجه نحو إبرام اتفاقيات وعقود خاصة بهذه الطائرات لغرض الصيانة والإدامة، حيث يجري التباحث مع الجانب الروسي بهذا الشأن”.

وكانت مجلة “فوربس” الأمريكية، أكدت أن أحدث تقرير ربع سنوي صادر عن مكتب المفتش العام التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، أشار إلى أن مشكلات سلسلة التوريد الروسية التي سببتها حرب أوكرانيا والعقوبات المفروضة على موسكو، أثرت على قدرة العراق على الحفاظ على الطائرات روسية الصنع.

وكشفت “العالم الجديد”، في تقرير سابق، عن أن طائرات سوخوي سو25 الروسية، التي وصلت إلى العراق عام 2014 إبان فترة الحرب على تنظيم داعش، كانت متهالكة و”خردة”، لاسيما وأنها كانت من ضمن عقد وقعه العراق مع روسيا عام 2012.

ووفقا للتقرير السابق، فإن هذه الطائرات التابعة للقوة الجوية العراقية، اختفت من القواعد العسكرية، ولم يعد لها أي ذكر بعد أن دخلت طائرات أف 16 الأمريكية للخدمة.

يشار إلى أن العراق أبرم عقدا مع روسيا عام 2012، لتزويده بـ24 طائرة سوخوي 25، لكن الصفقة كانت لم تنفذ ولم يتسلم العراق أي طائرة حتى عام 2014 في خضم الحرب مع داعش.

من جانبه، يوضح الخبير الأمني والعسكري فاضل أبو رغيف خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “قاعدة البكر الجوية هي أكبر قاعدة في العراق، وهذه القاعدة تم تطويرها بعد 2003 لتلائم هبوط طائرات أف.16 الأمريكية التي أدت أدوارا جيدة في الحرب ضد داعش”.

ويشير أبو رغيف، إلى أن “طائرات سوخوي الروسية أيضا أدت دورا مهما، وكان من المفترض إبرام عقود صيانة لها، فالأهم من الشراء هي الصيانة المستمرة لضمان ديمومة عمل هذه الطائرات مستقبلا، لذلك يعد موضوع الصيانة والإدامة العقدة الأكبر في أي آلية ضخمة، سواء دبابات أو طائرات أو مدرعات”.

ويبين أن “هناك فنيين يعملون حاليا في قاعدة بلد لصيانة طائرات أف.16، ونحتاج إلى محاكاة هذه الفرق الهندسية لضمان وجود متخصصين بصيانة هذه الطائرات”، لافتا إلى أن “لدينا طائرات هليكوبتر من طراز مي.28 وغيرها، وهي تضاهي الأباتشي الأمريكية باهضة الثمن، وبعضها يحتاج إلى صيانة”.

وتعلن وزارة الدفاع بين مدة وأخرى عن تنفيذ طائرات سوخوي طلعات جوية، لكن أكثر من 90 بالمئة من الطلعات تنفذها طائرات أف 16، التي باتت تشكل الركيزة الأساسية للقوة الجوية العراقية، خاصة في العمليات الأمنية التي انطلقت عقب التحرير لتدمير خلايا وأوكار داعش المتبقية في المناطق الصحراوية.

وكان العقد مع روسيا من أبرز عقود التسليح التي أثارت لغطا كبيرا بسبب شبهات الفساد التي رافقته، وكانت قيمته 4 مليارات دولار، وتضمن طائرات ومنظومة صواريخ وأسلحة متنوعة، وتم اعتباره من أكبر عقود التسليح التي أبرمتها روسيا.

من جهته، يفيد الخبير الأمني حسين الكناني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “قضية التعاقد لصيانة الطائرات الحربية هي مسألة فنية تتعلق بوزارة الدفاع والقوة الجوية، وهي عموما طائرات غير حديثة وتحتاج صيانة مستمرة”.

ويتابع الكناني أن “ملفات العقود شائكة وتحتاج إلى تفاهمات واتفاقيات دولية، وحتى عندما يتم التعاقد فهناك الكثير من القيود والالتزامات على الطرفين، إضافة إلى وجود عائق الأزمات السياسية التي يعاني منها العراق”، مبينا أن “هذه العقود تحتاج إلى وجود حكومات قوية ومستقرة حتى لا تقع الأزمات التي يمر بها العراق حاليا بخصوص طيرانه ودفاعاته الجوية”.

وفي أواخر 2012، أعلن المتحدث باسم الحكومة في حينها علي الدباغ، رفضه “التهم” التي طالته بشأن ضلوعه في شبهات فساد في العقد الروسي، وقال إنه أول من نبه رئيس الوزراء نوري المالكي إلى احتمال أن تكون هناك شبهات فساد تتعلق بصفقة السلاح المفترضة قبل السفر إلى روسيا بأربعين يوما.

لكن مكتب رئيس الوزراء أصدر توضيحا بعد ساعات قليلة من تصريح الدباغ نفى فيه أن يكون الأخير قد أخبر المالكي بوجود شبهات فساد في صفقة السلاح، وأشار إلى أنه لم يتم تكليف الدباغ بأية مهمة حول هذا الأمر.

يشار إلى أن موقع نيوز ري الروسي (news.ru) نشر في آب أغسطس 2020، تقريرا عن اهتمام العراق بشراء مقاتلات سوخوي الروسية “سو-57″، في حين كشفت مجلة “ميليتري ووتش” (MILITARY WATCH) العسكرية الأمريكية عن اهتمام بغداد بطائرة سو-57 خلال فعاليات منتدى “الجيش-2020” المقام في الفترة ما بين 23 و29 آب أغسطس الماضي، على أرض مركز “باتريوت” الواقع بضواحي موسكو.

إقرأ أيضا