بعد دقائق على فتح أبواب قاعة المسرح الوطني في بغداد أمام ضيوف حفل افتتاح الدورة الأولى لمهرجان بغداد الدولي للمسرح، مساء أمس الأربعاء، امتلأت مقاعد القاعة وجوانبها بالحضور الذي غلب عليه الفنانون وبينهم أسماء لامعة لم تزر العراق منذ سنوات.
واستهل حفل الافتتاح بريبورتاج عن تحضيرات تنظيم المهرجان، تبعه أوبريت \”سلام على بغداد\” كتبه نوفل أبو رغيف رئيس المهرجان وقدمه 20 من فرقة الفنون الشعبية بينهم 9 مؤديات.
مؤديات أوبريت سلام على بغداد
وألقى أبو رغيف كلمة في الافتتاح، ركزت في أهمية المناسبة والمسرح واحتضان بغداد للمناسبة، كما ألقى طاهر الحمود، وكيل وزير الثقافة، كلمة تناول فيها أهمية المسرح في الحياة ومعالجة القضايا والإشكاليات التي تواجه المجتمع.
وأعلن كاظم القريشي، مدير المهرجان، الافتتاح الرسمي للفعاليات.
ودعت عرافة الحفل لجنة التحكيم، المكونة من 11 فنانا وخبيرا بينهم 4 من العراق، إلى ارتقاء الخشبة. وقلد الدكتور صلاح القصب منصب رئيس اللجنة، فيما ألقت الدكتورة سميرة محسن من مصر كلمة اللجنة التي أشادت فيها بالعراق وتغنت بتاريخه وحضارته.
لجنة التحكيم (العالم الجديد)
وقدم سامح الصريطي، الوكيل الأول لنقابة المهن التمثيلية في مصر، درع النقابة إلى أبو رغيف قائلا \”جئنا إليكم من رحم ثورتين غير مسبوقتين لنمد أيدينا إليكم إلى العالم كله\” فقابله الجمهور بتصفيق حار.
وشهد حفل الافتتاح تقديم مسرحية \”عربانة\” بوصفها عرض الافتتاح الوحيد.
والمسرحية من تأليف حامد المالكي، وسينوغرافيا وإخراج عماد محمد، وتمثيل عزيز خيون، ولمياء بدن، ويحيى إبراهيم، وبهاء خيون، وضرغام عبد الهادي، وعباس فاضل، بالاشتراك مع أحمد هاشم، وأحمد ثامر.
عزيز خيون في \”عربانة\” (العالم الجديد)
وعلى مدار أكثر من ساعة كان جمهور المهرجان مشدودا إلى \”المسرحية\” التي جعلتهم يصفقون بين وقت وآخر تفاعلا مع الحوار والأداء وسط تألق \”حنون – عزيز خيون\” صاحب العربانة، وزوجته \”فضيلة بنت صلبوخ – لمياء بدن\”.
خيون وبدن في \”عربانة\” (العالم الجديد)
\”وحنون\” هو نموذج العراقي البسيط؛ يموت ليحاسب في العالم الآخر المفترض ليستعرض مع محاسبيه شريط حياته الذي بدأ وهو يتلقى الشعارات القومية الجوفاء في المدارس وشبّ وهو يزج بالحروب العبثية وكبر وهو يكتوي بنارها وحرمان الحصار، حتى تحول إلى \”ورقة في صندوق انتخابات\”.
خيون في دور حنون (العالم الجديد)
وانطوت المسرحية على نقد لاذع لوسائل الإعلام والدعاية العربية والدولية ومنها قنوات معروفة مثل الجزيرة والعربية والحرة، ونقد للأيدلوجيات والإرهاب والنظام السابق الذي عسكر المجتمع، كما مسّت المسرحية سياسيي النظام الحالي الذين تورطوا بالفساد.. لتنتهي عند وصية حنون لزوجته بأن تبقي على \”العربانة\” وتعتمد عليها.
\”حنون\” ضحية العسكر (العالم الجديد)
وقال حامد المالكي، مؤلف المسرحية لـ\”العالم الجديد\” ليل أمس إن هذا الإخراج \”هو الخامس للمسرحية بعد أن ألفتها في 2011 وعرضتها فرق شابة في المحافظات\”. واستدرك \”لكن هذا الإخراج يعد الإخراج الرسمي الأول\”.
ونجح المخرج عماد محمد في توظيف تقنية الفيديو داخل العرض المسرحي.
حامد المالكي وعماد محمد يقفان في منتصف مبدعي العرض بعد انتهائه
ومع أن حفل الافتتاح كان منظما بشكل جيد إلا أنه لم يخل من سلبيات ومنها غياب منهاج العروض المطبوع \”فولدر\”، بل انطوى على منغصات أيضا وبينها سقوط الدكتورة وظفى حمادي عند سلم الخشبة بعد دعوتها إلى ارتقائها للتعريف بها ضمن لجنة التحكيم، وتعرضها لكسر في رجلها نقلت على إثره إلى المستشفى.
حمادي بعد تعرضها لكسر في رجلها (العالم الجديد)
ولم تسقط حمادي وحدها بل سقط موظف آخر في أثناء التحضير للعرض، كما سقط \”حنون\” من الخشبة إلى أسفلها وهو يمثل، لكنه تمكن من تلافي سقوطه بنهوضه مسرعا.
وأخبر عامل خدمة في المسرح \”العالم الجديد\” بأن \”الأرضية\” هي سبب سقوط الثلاثة.
وقال إن \”خشب أرضية المسرح (بولشوه) فأصبح يزحلق وقد حاولوا معالجته بكبس مشمع فوقه\”. وتابع \”أنا أيضا تزحلقت لكني لم أسقط\”.