لم تكد تمضي ساعات قليلة على سقوط الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع في قبضة الأمن المصري، واقتياده إلى حيث يجرى التحقيق معه، حتى أعلنت الجماعة رسمياً عن تنصيب الدكتور محمود عزت مرشداً عاماً مؤقتاً للجماعة.
جانب الإسرائيلي وصف عزت بأنه \”مستر إكس الإخوان\”. وقال عنه موقع \”الدستور الأصلي\” الإلكتروني الذي يرأس تحريره الإعلامي الشهير إبراهيم عيسى، إنه \”الرأس المدبر للمجازر\” التي ارتكبها الإخوان.
يعد الدكتور محمود حسين عزت إبراهيم واحداً من الشخصيات الغامضة داخل الجماعة الإخوانية، الأمر الذي دفع موقع \”ديبكا\” المقرب من الموساد الإسرائيلي إلى وصفه، قبل 3 أسابيع، بأنه \”مستر إكس الإخوان\”. وزعم \”ديبكا\” أن عزت موجود حالياً في حماية سلطة حماس بقطاع غزة التي هرب إليها بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.
من جهته، كشف أحمد بان، الباحث ورئيس قسم البحوث بمركز النيل للدراسات والمنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، لـ\”العربية نت\” جانباً من الصورة داخل الجماعة التي تؤثر في مسيرتها واختياراتها وصولاً إلى عزت، مضيفاً: \”نحن دائماً في جماعة الإخوان أمام مجموعتين:
1- \”جماعة التربية والدعوة\” التي لم يتجاوز عمرها 43 عاما والتي بدأت في عهد مؤسس الجماعة حسن البنا (1928 – 1938)، حيث اختطف \”التنظيم الخاص\” الجماعة بعد ذلك، وانتقل بها إلى صراع مفتوح مع القوى السياسية الموجودة في المجتمع بالداخل والخارج، وظل الحال هكذا حتى عام 1973، حين آلت الجماعة إلى المرشد عمر التلمساني، الذي حاول أن يستعيد منهج الدعوة والتربية، وظلت هذه المرحلة لفترة 13عاماً، وفي عام 1986 وبعد وفاة التلمساني عاد التنظيم الدولي للتنظيم القطبي مرة أخرى.
2 – \”التنظيم القطبي\” وهو الذي ينتمي إليه كل محمد بديع، ومحمود عزت والشاطر، وهم أطراف الحلقة الأضيق في صناعة قرار الجماعة، ومُعلمهم هو مصطفي مشهور الذي كان يؤمن بأفكار سيد قطب المتهم الأول في حادث السيارة الجيب التي تم ضبطها محملة بالسلاح والوثائق الخاصة بالجماعة عام 1948\”.
وأضاف بان أن هذا الرجل (سيد قطب) أخذ الجماعة في منحنى آخر، حيث أمر بتعميم رسالة التعاليم، وهي أحد رسائل البنا التي كتبها خصيصاً لأعضاء \”التنظيم الخاص\”، وعندما عاتبه فريد عبد الخالق، أحد قيادات الجماعة، بأن هذه التعاليم لم تكتب إلا للتنظيم الخاص ولا يصح تعميمها، لم يلتفت له.
يستكمل بان موضحاً أن محمد بديع المرشد السابق للإخوان ومحمود عزت المرشد الحالي للجماعة هم أبناء هذا \”التنظيم القطبي\” نسبة إلى سيد قطب، وهو ما يفسر العزلة الثورية التي نتج عنها الاستعلاء الإيماني، وكل هذا أنتج حالة من الانكفاء بحيث انكفأوا على أنفسهم وتحولوا إلى \”الغيتو\” في المجتمع، ولذلك ظهرت عبارات \”مشروع شهيد\” و\”مشروع شهادة\”.
ويشير بان إلى أن أهم دلالات تصعيد محمود عزت للصدارة الآن أنه يعني ويؤكد أن الجماعة لا تزال تصر على \”الاستمرار في مسارها العنفي الحالي ولا تريد تعديله\”.
وعن قرار تصعيد عزت ليكون مرشداً عاماً، يوضح بان أن اختيار عزت مرشداً مؤقتاً تم طبقاً للمواد 4 و5 من لائحة الجماعة، حيث تؤول أمور المرشد إلى النائب الأول (الشاطر محبوس)، فإن لم يتواجد فللنائب الثاني فإن لم يتواجد فللأكبر سناً من قيادات الجماعة، وهذا إجراء يتم اتخاذه لحين اجتماع مجلس الشورى، ويرجح أن يتم اللجوء لحيلة قديمة لانتخاب مرشد جديد للإخوان وهي حيلة \”التمرير\” لكي يمرروا من يريدون من مجموعتهم الضيقة التي تتبنى نفس أفكارهم، وأفكار المرشد ليكون عزت مرشداً جديداً للإخوان.
صاحب الكلمة الأولى
ويذكر المنشق الإخواني المحامي ثروت الخرباوي في تصريح لـ\”بوابة الأهرام\”، فإن عزت هو \”رجل مخابرات من الطراز الأول وهو صاحب الكلمة الأولى في الجماعة مع الشاطر، وهو إن قال شيئاً لابد من تنفيذه\”.
ويشير الخرباوي إلى الدور الخطير الذي يلعبه عزت داخل التنظيم بأنه أكثر الشخصيات تأثيراً في الجماعة، وكان له دور كبير في الإطاحة بالدكتور محمد حبيب النائب السابق للمرشد، والمحامي مختار نوح من الجماعة.
وبحسب موقع \”الوطن اليوم\” العربي الإخواني فقد انتظم عزت في صفوف \”الإخوان المسلمين\” عام 1962 وقت أن كان طالباً بكلية الطب بالزقازيق وتم اعتقاله 1965، وحُكِم عليه بعشر سنوات بحسب الموقع، إلى أن خرج من السجن عام 1974، ثم أكمل دراسته بالطب، وظلَّت صلتُه بالعمل الدعوي في مصر، خصوصاً الطلابي التربوي، حتى ذهب للعمل في جامعة صنعاء في قسم المختبرات سنة 1981، وبعدها سافر إلى إنجلترا لعدة سنوات وتم اختياره عضواً بمكتب الإرشاد عام 1981.
واعتُقل عزت مرات أخرى، لعل أشهرها كان في مايو 1993 حينها حبس على ذمة التحقيق مدة ستة أشهر في قضية الإخوان المعروفة إعلامياً بقضية \”سلسبيل\” والتي تورّط فيها المهندس خيرت الشاطر وحسن مالك القياديين بالجماعة، وبعدها بعامين في 1995، حيث أُدين وعوقب بالسجن 5 سنوات، وخرج عام 2000 بقضية تتعلق بتنظيم الجماعة والتي كانت محظورة حتى سقوط نظام مبارك عام 2011.
الى ذلك، أكدت مصادر بجماعة \”الإخوان المسلمون\”، أن الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة، لم يعين مرشدا عاما وإنما تم تكليفه بالقيام بأعمال المرشد العام للجماعة.
وأوضحت المصادر خلال تصريحات خاصة لـ\”بوابة الأهرام\”، أن تكليف الدكتور عزت بمهام المرشد العام سيناريو متفق عليه قبيل اندلاع الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد بسبب عزل الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية السابق.
وأضافت \”السيناريو المتفق عليه كان يتضمن الآتي وهو أنه في حالة القبض على الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة، يكلف بمهام المرشد الدكتور رشاد البيومي وأنه في حالة القبض على البيومي أيضا يكلف بمهام المرشد العام الدكتور محمود عزت\”.
وتابعت \”قد يستعين عزت بتنظيمات جهادية للقيام بمصادمات مع الدولة ولكن لن يقوم بهذه الصدامات أيا من أبناء الإخوان\”، موضحا أن عزت له مئات الرجال الذين يستطيع من خلالهم إدارة التنظيم من أي مكان يقبع فيه.
واختتمت المصادر \”الحس الأمني لدى الدكتور محمود عزت لا ينافسه فيه آخر ولذلك يدرك جميع أبناء الإخوان أن عزت سيدير التنظيم بكفاءة عالية تحت اضطرابات الأمن لأنه فعلها أكثر من مرة\”.