عزيزي الانتحاري.. لحظة من فضلك

اعلمُ جيداً انهم وعدوك بخمر وعسل وفاكهة وأبّا، واعلمُ ايضاً انك تحلم بحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون، وانك هجرت اهلك وودعت عيالك واخترت طريق الجهاد من اجل الجنة ومحتوياتها.

حسناً سأفترض انك بكامل قواك العقلية وانك ستفجر نفسك قربةً لله تعالى والظفر بما تقدم اعلاه، وسأفترض ايضاً ان الغاية تبرر الوسيلة وأن كل طريقة توصلك الى احضان الحور، لهي جائزة مهما كانت.

لكني خائف يا عزيزي! لست خائفاً عليك بالطبع فهذا اختيارك وانت حر بحياتك.

انا خائف على الهك أنه سيصبح وحيداً لا يجد من يعبده بسببك. وخائف على جنسنا البشري الذي بدأ يتقهقر الى مرتبة ما بعد البغال بفضلك. انا خائف ايضاً من الأرض ان تفقد صبرها فتهيج لتبتلعنا، وخائف على جيلٍ ادمنت عيناه مشاهد الذبح والتفخيخ وتطاير الأشلاء.

لذلك دعني اقترح عليك عرضاً يحقق لك ما تريد ويخلصني من مخاوفي هذي:

ما رأيك ان ابعث لك تصريح زيارة الى اوربا، وعلى حسابي الخاص، وأعدك اني سأحقق لك هنا كل ما وعدوك به دون ان تفخخ جسدك.

سأستقبلك في المطار وأقلك بسيارتي الى فندق خمس نجوم وسط المدينة. ستنام على فراش وثير لم تتحسس دفئه من قبل، وفي المطبخ ستجد ما لذ وطاب من فاكهة واعناب لم يذقها حتى ملائكة ربك المقربين. ستجد في الثلاجة قنينة نبيذ احمر واخرى ابيض، وستجد ايضاً صندوقاً كاملاً من البيرة او الفقاع كما يحلو لك ان تسميها.

في الليل ستلتقي بحور عين شقراوات، فارعات الطول فاتنات. واحدة تكفي؟ اثنان؟ ثلاث؟ حسناً سأبعث لك اربعاً هذه الليلة وسأرى همّتك.

عندما تفيق صباحاً لا تنهض من فراشك، فقد اوصيتهن ان يحملنك الى الحمام على اكتافهن. سيحلقن ذقنك لو شئت وينظّفن اسنانك ان احببت، ويغسلن جسدك بالماء الدافئ والصابون المعطر.

اعدك انهن سيرينك ما لم تر من قبلُ وتسمع. بعدها ستفطر بالجبنة الفرنسية والعسل المصفى الذي تحلم به، وستبقى مع حورك حتى ترضى. ثم لا تخجل، اطلب ما شئت فكل ما وعدوك به ستحصل عليه هنا وزيادة وعلى مدار شهر كامل. ولكن بعد ان تقضي زيارتك معززا مكرما اريد منك ان تصدقني القول:

بالله عليك هل تستحق تلك الوعود ان تفجر نفسك من اجلها وتتحول الى اشلاء تلتصق بالأرصفة؟!

وهل النوم بصحبة جسد ناعم ينسيك انسانيتك ويحولّك الى غولٍ يفتك بالآخرين؟!

ما قيمة قنينة خمر ترمّل من اجلها عشر نساء، وتيتم ستين طفلاً؟!

وهل تستحق لعقة عسلٍ ان تمزق من اجلها اجساد عمّال مساكين حرقتهم شمس المسطر؟!

عزيزي الانتحاري، هذا عرضي عليك باختصار فان رأيته مناسباً، اخلع حزامك الناسف والتحق بي هداك الله.

إقرأ أيضا