اختلف موقف عضوين في لجنة الأمن والدفاع النيابية من عملية \”ثأر الشهداء\” عندما سمعا بمعلومات تفيد بأن فرقة من الجيش العراقي قدمت للإعلام انجازاً \”كاذباً\” ادعت تحقيقه في فعالية عسكرية ضمن العملية اللأمنية الواسعة المثيرة للجدل.
ولعل هذه المعلومات التي سربها مصدر عسكري، حفزت عضوي اللجنة النيابية على إبداء رأيهما بـ\”ثأر الشهداء\” انطلاقا من خلفيات أيديولوجية سياسية، إذ رأى أحدهما، وهو كردي، أن من الواجب دعم هذه العملية، على أن تراعى فيها حقوق الإنسان، فيما رأى الآخر، وهو سني، أن العملية تضمنت \”اعتقالات عشوائية كثيرة\”، وأن الجيش يضلل الإعلام والشعب.
وكشف مصدر في الفرقة الثانية التابعة للجيش العراقي في محافظة نينوى أن \”ما ادعته الفرقة قبل 4 أيام عن ضبط معمل لتفخيخ السيارات وكدسي عتاد هو محض كذبة\”، لافتاً إلى أن \”الفرقة الثانية تحاول تجميل عملية ثأر الشهداء من خلال ادعاءاتها هذه\”.
وقال المصدر لـ\”العالم الجديد\” إن \”معمل تفخيخ السيارات وكدس الأسلحة تم ضبطه على مراحل في أوقات سابقة وأن الفرقة عرضت الكدس والعبوات الناسفة على شاشات التلفاز وكأنها ضبطتها حديثاً من أجل إيصال فكرة مفادها أن عملية ثأر الشهداء ناجحة\”.
وأعلنت قيادة الفرقة الثانية في 21 من الشهر الحالي ضبطها معمل لتفخيخ العجلات وكدسي أسلحة وعتاد في الساحل الأيسر من مدينة الموصل، مؤكدة أن الكدسين ضما 24 عبوة ناسفة و4 أخرى لاصقة و4 قذائف مختلفة ورمانتين يدويتين و4 بنادق كلاشنكوف و110 أكياس مواد متفجرة.
وأكد المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه لحساسية المعلومات، أن \”قناتين تلفزيونيتين صورتا الأسلحة، وأن الفرقة الثانية عرضت عليهما أحد الجنود على أنه المبلّغ عن الأكداس\”، مبيناً أن \”عمل الفرقة لم يتغير كثيراً قبل ثأر الشهداء وبعدها\”، مستدركاً \”الاعتقالات العشوائية زادت\”.
وأعلنت وزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد في الأول من شهر آب انطلاق عملية عسكرية أطلق عليها اسم \”ثأر الشهداء\” في مناطق أطراف وحزام بغداد وذلك على خلفية هروب أكثر من 500 نزيل من سجني التاجي وأبو غريب إثر عملية اقتحام للسجنين في 21 تموز الماضي تبناها تنظيم القاعدة.
ونفى حسن جهاد، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن يكون قد وصلته معلومة عن تضليل الإعلام والرأي العام بمعلومات كاذبة بشأن العملية الأمنية في نينوى، لافتاً إلى أن \”عملية ثأر الشهداء عملية كبيرة ويجب دعمها من قبل الجميع\”.
وقال جهاد في حديث لـ\”العالم الجديد\” إن \”لجنة الأمن والدفاع تؤيد أي عمل أمني يخدم المنطقة لكن يجب أن تركز هذه العمليات على حقوق الإنسان لكي لا تكون هناك خروقات وفوضى\”.
لكن مظهر الجنابي، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، أكد \”حدوث (أكاذيب) من قبل الجيش من هذا النوع\”، لافتاً إلى وجود \”اعتقالات عشوائية كثيرة في عملية ثأر الشهداء، وأن الجيش يقوم أحياناً بتوريط أناس وعرضهم أمام شاشات التلفاز على أنهم مجرمون وهم لم يفعلوا شيئا يخل بالقانون\”.
ولفت الجنابي إلى أن \”قادة الجيش غالبا ما يقومون بأعمال بائسة مضللة للإعلام والشعب\”، مبيناً أن \”لجنة الأمن والدفاع لم تتسلم أي تقرير يخص نتائج عملية ثأر الشهداء\”، وتساءل \”ثأر الشهداء ممن ولمن؟\”.
وأكد رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، نوري المالكي في 6 آب أن \”عمليات مطاردة الإرهابيين ستستمر حتى القضاء على الإرهاب\”، لافتاً إلى أن العراق والعراقيين \”لن يكونوا ضحايا للفتاوى التكفيرية وأصحاب الفكر الفاسد\”، كما دعا أهالي المناطق التي تشهد عمليات عسكرية إلى \”التعاون مع القوات الأمنية\”.