انتهى اسبوع العسل الذي نعمنا به بعد اقفال صناديق الاقتراع والأفواه التي كانت تعد بجنة عدن، لكن سرعان ما تنحنح فصل اخر من الصراع السياسي مذ اعلن عن الفائزين بالكراسي الوتيرة.
عود على صور مرشحي مجلس محافظة نينوى التي مازالت تلوث ابصارنا، ازعجني كثيرا وجود اشخاص (ما يعرفون كوعهم من بوعهم)! عليه اقترح على مفوضية الانتخابات اعادة النظر في معايير الترشيح، يجب اولا اختبار كفاءة المتقدم وأهليته كما يحدث عند الترشح لشغل اية وظيفة مهما قل شأنها، ثم نبش سجل سوابقه خشية ان تكون ملطخة بالنشل والاحتيال…
ولا ننسى قياس مستوى الصدق لدى المرشحين مع رجحان تعرض أجهزة الكشف للعطب من هول ما تسمع، ومن الضروري اجراء الفحص الطبي لاستبعاد قصيري النظر وعديمي الإحساس، واشدد على سلامة اللغة العربية طالما عجز لسان بعض العرب عن اتيان القاف والغين في محلها الصحيح.
الموصليون لم يصوتوا إلا بنسبة لا تتجاوز 20 % بسبب تدهور الوضع الامني وخيبة الامل بالمسؤولين، اما نسبة الـ 37 % التي اعلنتها المفوضية فهي تشمل نينوى باقضيتها ونواحيها، خاصة اذا علمنا ان المناطق \”المتنازع عليها\” شهدت مشاركة انفجارية بسبب الاستقرار الامني فيها وتشجيع الناخبين على الاقتراع، وتتويجا لكل ذلك تورط الاحزاب المتنفذة بعمليات تزوير مفضوحة.
ما نحن فيه الآن سيناريوهات تشكيل الحكومة المحلية الجديدة بعد اعلان النتائج، قائمة \”التعايش والتآخي\” الكردية وحلفاؤها بـ 14 مقعدا من اصل 39، متحدون بقيادة محافظ نينوى اثيل النجيفي ضمن 9 مقاعد لحد الآن ويتحدث عن ائتلاف مع قوائم اخرى صغيرة.
لحد الان لم يطرح بديل للنجيفي، فالقوائم العربية المعارضة له لم تفز بمقاعد تؤهلها لدعم اسم جديد، وثمة احتمال ضعيف جدا ان يكسب النجيفي تأييدها، فالمشكلة ان كتلا تشكل مجتمعة 10 مقاعد ويزيد، ترفض لحد اللحظة الانضواء تحت العباءة النجيفية.
السيناريو شبه المحسوم، يتمثل بتحالف متحدون والأكراد لتشكيل الحكومة (المحافظة للنجيفي ورئاسة المجلس للأكراد)، وهذا التفاهم ليس وليد اللحظة، انما تعود جذوره الى اكثر من عام. يوم اتفق الطرفان على فتح صفحة جديدة من العلاقات تمثلت باكورتها بعودة الاعضاء الاكراد الى مجلس نينوى بعد مقاطعة استمر ثلاث سنوات.
\”التعايش والتآخي\” لن تدعم النجيفي كرما حاتميا، فما المقابل يا ترى؟ أهي المشاركة في السلطة فقط، ام ان سقف المطالب اعلى من ذلك بكثير؟