صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

عشرات القتلى والجرحى في سلسلة تفجيرات ضربت بغداد أمس

إصابة محمّد عبود في قدمه اليمنى، والتي تجعله يسير ببطء، كانت كفيلة بإبعاد شبح الموت عنه.

خرج عبود من مقر عمله في صحيفة بغدادية ليجلب لعائلته \”صمون\” وبيضا وجبنا للسحور، وقبل أن يصل رأس الشارع في منطقة الكرادة داخل قرب حسينية آل مباركة، هزَّ تفجير المنطقة، الأمر الذي جعل عبود يتسمَّر في مكانه من دون أن يتحرك وهو ينظر إلى جسده خشية أن يكون قد أًصيب.

خرج زملاء عبود من الصحيفة التي يعمل فيها بغية أن يعرفوا إن كان حصل له شيئاً. إلا أنهم وجدوا عبود يسير ببطء عائداً إليهم.

وبحسب مصدر في الشرطة، فإن تفجير السيارة المفخخة الذي نجا منه عبود قتل 5 أشخاص وأصاب 15 آخرين. 

ويقول المصدر الأمني إن \”السيارة كانت مركونة إلى جانب الطريق في تقاطع الأورزدي بمنطقة الكرادة وسط بغداد\”، ويضيف أن \”قوة من الشرطة فرضت طوقاً امنياً حول مكان الحادث، ومنعت من الاقتراب منه، فيما هرعت سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج وجثث القتلى إلى دائرة الطب العدلي\”.

في الأثناء، أفاد مصدر آخر لوكالة \”السومرية نيوز\” بأن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 10 بتفجير سيارة مفخخة في منطقة بغداد الجديدة شرق بغداد.

وبحسب المصدر، فان طريقة التفجير لم تختلف كثيراً عن الطريقة الأولى \”سيارة مفخخة كانت مركونة على جانب الطريق بالقرب من محل جبار أبو الشربت في منطقة بغداد الجديدة\”.

وبدت شوارع الكرادة خالية من السكان، والسيارات التي تزدحم فيها الشوارع بدت قليلة، إلا أن ساحة الحرية كانت مليئة بالعائلات والشباب، وانتشر فيها الباعة الجوالون.

لكن مقابل الهدوء الذي كانت تنعم به ساحة الحرية، كانت هناك سيارات مفخخة تضرب مناطق عدّة في الكرخ، حيث فجّرت سيارة مفخخة كانت مركونة على جانب الطريق في منطقة الشرطة وأسفر تفجيرها عن مقتل 3 أشخاص واصابة 13، كما فجرت سيارة أخرى في حي المواصلات، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 19.

وبحسب مصادر أمنية متطابقة، فان سيارة فجّرت في منطقة الطوبجي وأسفر تفجيرها عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 29.

وبينما نجا مروان البياتي، زميل محمد عبود، من التفجير الذي وقع بالقرب من مقر الصحيفة في الكرادة، كانت منطقة الزعفرانية التي يسكنها قد شهدت تفجير عبوتين متعاقبين كانتا موضوعتين في منطقة دور الشرطة التابعة لمنطقة الزعفرانية ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 16 بجروح متفاوتة، الأمر الذي دفع أهل مروان إلى التزام منزلهم ودفعه إلى المبيت في العمل.

وعلى الرغم من تصريحات الشرطة بأن سياراتها \”سارعت إلى مكان الانفجار\” إلا فان سيارات الإسعاف تأخرت ما يقارب 45 دقيقة بعد حدوث الانفجار، ما جعل أحد حرس المقرات يفسّر الأمر بأن \”الشرطة والإسعاف تخافان من وقوع انفجار مزدوج ما يجعلهم يتأخرون عن الحضور فوراً\”.

وتشهد بغداد بشكل شبه يومي سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات وأحزمة ناسفة، فضلاً عن هجمات متفرقة تستهدف المدنيين والأجهزة الأمنية في مناطق عدّة، الأمر الذي يسفر عن وقوع المئات من القتلى والجرحى.

إقرأ أيضا