تتجه الأنظار غدا في العراق، نحو مراسم تشييع جثماني الأمينين العامين السابقين لحزب الله اللبناني حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، حيث تتسارع الاستعدادات في المدينة الرياضية في بيروت لاستقبال الحشود الضخمة التي ستشارك في هذا الحدث الكبير.
وفي هذا الإطار، قررت ثماني محافظات عراقية (بغداد، وديالى، وذي قار، وميسان، والديوانية، وبابل، وواسط، والمثنى)، تعطيل الدوام الرسمي ليوم غد الأحد، وذلك لإتاحة الفرصة للمواطنين بالمشاركة في التشييع الرمزي لنصر الله الذي اغتالته إسرائيل في أيلول سبتمبر 2024، وسط مشاركة نحو 30 شخصية سياسية عراقية مراسم التشييع في بيروت.
وذكرت مصادر مطلعة لـ”العالم الجديد”، أن “نحو 30 شخصية سياسية عراقية، تضم ممثلين عن قوى وتيارات شيعية وأخرى سنية، للمشاركة في مراسم التشييع التي ستُقام في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وأضافت أن “حتى هذه اللحظة، لا توجد معلومات مؤكدة حول مشاركة أي من قادة الصف الأول في الإطار التنسيقي أو رؤساء الأحزاب في التشييع”، مشيرة إلى أن “العديد من الشخصيات البارزة أرسلت من ينوب عنها لحضور المراسم، سواء كانوا قيادات سياسية على مستوى المحافظات أو مسؤولين ضمن الصف الثاني للأحزاب المعروفة”.
وأوضحت أن “هناك عدة أسباب تمنع القادة البارزين من المشاركة، أبرزها التعقيدات الأمنية وحساسية الأوضاع السياسية، ما قد يدفع إلى غياب أسماء مهمة عن المشهد، لكن تمثيلهم سيكون حاضرًا عبر شخصيات سياسية أخرى”.
وكان رئيس اللجنة التنظيمية للتشيع حسين فضل الله، قال، أمس الجمعة، في مؤتمر صحفي، إن “البرنامج الرسمي للتشييع يبدأ عند الواحدة تماماً، وهو يتألف من (7) فقرات تختتم بخروج النعشين المباركين من المدينة الرياضية وانطلاقة رحلة التشييع المهيبة”.
وتابع، انه “سيتم نشر شاشات العرض والمراسم المختلفة في جميع الساحات والطرفات ويمكن لكل من لم يصل الى الباحات القريبة أن يتابع من خلالها”.
وأضاف، انه “سوف تنتشر مساحة التجمع والتشييع فرق صحية متكاملة ومستشفيات نقالة وغرف عمليات سريعة، وفرق اطفاء وانقاذ بلغ عديدها ( 1400 ممرض + 100 طبيب 54 غرفة مساعفة معززة 32 سيارة اطفاء) بمشاركة الدفاع المدني والهيئة الصحية، والصليب الاحمر وجمعية الرسالة والاسعاف الشعبي”.
وأكد فضل الله: ” الأحد 23 شباط 2025 موعد لن ينساه أحرار العالم الذين قدموا إلى بيروت والضاحية من كل بقاع الأرض”.
وأردف: “أننا في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد الاستقبال عشاق علمي الثورة والحرية والمقاومة والجهوزية لإدارة هذا الحشد المهيب وتقديم ما يليق بالتضحيات الكبرى للامينين العامين لحزب الله”.
وسيتوزع الحضور على مختلف المساحات المتاحة، حيث سيخصص الجانب الأيمن من المدرجات للرجال ويستوعب حوالي 20 ألفًا، في حين سيخصص الجانب الأيسر للسيدات ويتسع لحوالي 30 ألفًا، وعند امتلاء هذه المساحات سيتم توجيه المشاركين إلى مناطق إضافية بما في ذلك مواقف السيارات التي ستستقبل نحو 30 ألف شخص، بحسب تصريحات رسمية.
يشار إلى أن مصادر مطلعة أفادت، في 13 شباط فبراير الجاري، لـ”العالم الجديد”، بأن “مدينة الكاظمية ومحافظة كربلاء ستشهدان تشييعا مركزيا لنصر الله، بالتزامن مع التشييع الرسمي في لبنان”، مبينة أن “وفدا رسميا عراقيا سيشارك، إلى جانب وفود من دول عدة، في مراسم تشييع جثمان نصر الله وصفي الدين”.
وكان القيادي في حزب الله علي ضاهر، توقع خلال مؤتمر صحافي عقده مؤخراً، أن يكون التشييع “مهيباً، يملأ طريق المطار، وستحضره وفود رسمية وشعبية من 79 دولة، ليظهر البعد الإقليمي والدولي لهذا الرمز التاريخي.
وتشير التوقعات، إلى مشاركة كبيرة للعراق في التشييع، إذ تشهد الرحلات الجوية العراقية الى العاصمة اللبنانية بيروت اقبالاً غير مسبوق بالتزامن مع قرب مراسم التشييع”.
ولم يحدد حزب الله مكان الدفن، لكن نعيم قاسم كشف في كلمة متلفزة سابقة أن “نصر الله سيدفن في قطعة أرض قرب طريق المطار بالضاحية الجنوبية لبيروت، فيما سيتم دفن هاشم صفي الدين في مسقط رأسه بجنوب لبنان”.
وتتألف اللجنة العليا التي شكّلها حزب الله لمتابعة إجراءات التشييع من عشر لجان، هي: “الميدان وإدارة الحشود، الإعلام والنقل المباشر، الهوية البصرية والفنية، التشريفات والمراسم، المرقد وإجراءات الدفن، الانضباط والحماية، العلاقات الدولية والوفود الرسمية، التوثيق والأرشفة، إدارة الفعاليات، والطوارئ والخدمات”، على أن تنبثق منها لجان فرعية “يشارك فيها ما لا يقلّ عن 20 ألف شخص من كل الاختصاصات”.
وتولي اللجنة العليا أهمية كبرى للحيز الإعلامي لـ”تخليد هذا الحدث التاريخي”، لذلك “جرى تأسيس مركز إعلامي متخصّص يقدّم خدمات صحافية، أهمها توفير قاعة تحرير مجهّزة بخدمات الإنترنت ومزوّدة بمعدات وبرامج مونتاج ومواد بصرية أرشيفية وثائقية، عدا التنسيقِ مع الصحافيين المحليين والأجانب لإجراء جولات ميدانية لمواكبة التحضيرات وزيارة المواقع المرتبطة بالحدث”.
واغتالت إسرائيل نصر الله في 27 أيلول سبتمبر 2024 بسلسلة غارات عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وبسلسلة غارات أخرى اغتالت صفي الدين في 3 أكتوبر تشرين الأول من العام نفسه.
وفي 27 تشرين الثاني نوفمبر2024، أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله بدأ في 8 تشرين الأول أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول سبتمبر 2024.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 4 آلاف و104 قتلى و16 ألفا و890 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 أيلول سبتمبر 2024.