صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

“عصي على الاختفاء”.. هل تنذر العلميات الأخيرة بعودة داعش؟

بعد 4 سنوات من اعلان النصر على داعش، يعود “القلق” من فرض التنظيم سيطرته على بعض المدن للواجهة، وخاصة مناطق حزام بغداد التي تشكل خطرا كبيرا على العاصمة، وتجلت هذه المخاوف، التي عبر عنها خبير امني، بعد حوادث متسلسلة في اكثر من

بعد 4 سنوات من اعلان النصر على داعش، يعود “القلق” من فرض التنظيم سيطرته على بعض المدن للواجهة، وخاصة مناطق حزام بغداد التي تشكل خطرا كبيرا على العاصمة، وتجلت هذه المخاوف، التي عبر عنها خبير امني، بعد حوادث متسلسلة في اكثر من مدينة، لكن نائب رمى باللائمة على لجنة الامن والدفاع النيابية، محملا اياها مسؤولية عدم استقدام المسؤولين عن “القرارات الامنية المتخبطة”، بدورها رمت اللجنة اللائمة على “العملاء” الذين ما زالوا يتعاملون مع عناصر التنظيم.

ويقول النائب عن تحالف الفتح ناصر تركي في حديث لـ”العالم الجديد” إن “مناطق حزام بغداد تشكل تهديدا وخطرا كبيرا على العاصمة لما تحتويه من جيوب وخلايا لارهابيي داعش”.

ويضيف ان “اغلب مناطق حزام بغداد كانت جيوب للدواعش والقاعدة سابقا”، مبينا ان “الواقع الحالي لا يليق بقواتنا البطلة التي يقع كل الاعتماد عليها في حماية العراق ارضا وشعبا”.

ويلفت الى ان “هناك الكثير من الاخفاقات الحاصلة في تغيير القيادات الامنية وهو ايضا يسبب خلل واضح”، مستدركا “كما اننا لم نرى صدى قوي للحكومة بترتيب اوراقها من خلال اجتماع كبير وموسع وتحديد الجيوب الارهابية وتنفيذ هجوم عليها”.

ويتابع “نضع اللوم على اللجنة الامنية في البرلمان التي يجب ان تستقدم كل من لديه دراية او صلة بهذه القرارات الامنية المتخبطة”، مؤكدا “في حال استمرار السكوت على خلايا داعش في حزام بغداد، فهذا يشكل خطرا كبير على العاصمة، خاصة وهم يحاولون فتح ثغرات من اي مكان لضرب مداخل محيط بغداد عبر السيارات المفخخة والانتحاريين”.

وشهدت الطارمية شمالي بغداد، في 14 اذار مارس الجاري، عملية نفذها تنظيم داعش، عبر التسلل بزي عسكري الى منزل، وقتل منتسب في الحشد العشائري مع والدته.

وجاء تنفيذ هذه العملية، بصورة مشابهة لما جرى في قرية البو دور في صلاح الدين، الاسبوع الماضي، حيث اقتحم عناصر التنظيم منزلا وقتلوا 6 اشخاص من عائلة واحدة بينهم نساء.

وحول هذه العمليات الاخيرة، وكيف تمكن التنظيم من تنفيذها، يقول الخبير الامني احمد الشريفي في حديث لـ”العالم الجديد” إن “الوضع الحالي في العراق وبعد العمليات التي يمكن وصفها بالنوعية لعصابات داعش، مقلق، لكنه بالمجمل لا يملك الوفرة والموارد الكافية  لفرض سيطرته على مناطق كاملة، اما القيام بعمليات فهي متاحة له”.

ويبين أن “الصراعات الاقليمية تلقي بظلالها على المشهد الامني والسياسي بالعراق، والدعم ما يزال مفتوح وهو ما يستدعي حضور الجهد الاستخباري للقضاء على هذه العمليات”، مبينا ان “التهديد قائم والدعم الاقليمي قائم على اعتبار ان دائرة الصراع ما تزال قائمة بالعراق”.

ويشير الى ان “التنظيم لديه متعاونين في بعض المناطق، كما انه قام باستثمار بعض المناطق البعيدة والتي تكون غير منظورة للجهد الاستخباري لتنفيذ العمليات المنفردة”، مؤكدا ان “نشاط عصابات داعش يمثل تهديدا كبيرا على بغداد، خاصة ما حصل في الطارمية والتي لم تستطع القدرات الوطنية تنفيذ الضربات خلالها، بل تمت الاستعانة بالتحالف الدولي للقيام بها”.

وفي شباط فبراير الماضي، انطلقت عملية امنية كبيرة في قضاء الطارمية، وخلال العملية جرى مقتل العديد من المنتسبين الامنيين بتعرض نفذه داعش، فيما تمكنت القوات الامنية من قتل ما يسمى بـ”والي الطارمية والمفتي الشرعي” لداعش، وفي هذه العملية قتل 3 عناصر أمنيين وأصيب آمر فوج.

وبالاضافة الى الطارمية وصلاح الدين، نفذ تنظيم داعش عملية في أطراف قرية “المخيسة”، شمال شرقي محافظة ديالى، تمثلت بتفجير منزلين يعودان لعائلة “بيت سميط” التي قادت قبل 3 سنوات انتفاضة ضد التنظيم وقتلت أميره في المنطقة واستولت على سلاح القنص الخاص به.

الى ذلك، يقول عضو لجنة الامن والدفاع النيابية كاطع الركابي في حديث لـ”العالم الجديد” إنه “لا يمكن القول ان عصابات داعش اختفت من الاراضي العراقية، لكن بنفس الوقت لا يمكنها السيطرة على رقعة جغرافية من اراضيه”.

ويلفت الى ان “بعض ضعفاء النفوس والعملاء ما يزالون يتعاملون مع فلول داعش وممكن ان يهيأ لهم بعض الاماكن الامنة لتنفيذ عملياتهم”، مضيفا ان “الجيوب الموجودة والعمليات المتفرقة في مناطق العراق التي ارتكبتها داعش في الفترات الاخيرة، لا تعني ان التنظيم الارهابي سيعود من جديد، وانما هناك بعض الخلايا النائمة التي ترتكز على بعض الناس ممن ذكرناهم في تنفيذ هذه الاعمال”.

وبشأن مناطق حزام بغداد، يوضح الركابي ان “هذه المناطق لم تستقر منذ 2004 ولغاية الان، وهي عرضة للأعمال الارهابية منذ وقت طويل، ولكن يجب على القوات الامنية والاستخباراتية التعامل مع اهالي المنطقة بشكل اخوي وكسبهم”. 

وكان رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، اعلن في 22 شباط فبراير، عن معادلة أمنية جديدة أُسست في قضاء الطارمية شمالي العاصمة بغداد، تتمثل بتصدي أبناء القضاء باسناد الحشد الشعبي والقوات الأمنية لفلول داعش الإرهابي، مؤكدا ان أهالي الطارمية استطاعوا امتلاك القدرة والمبادرة والانتفاض بوجه العصابات الإرهابية حيث ان العملية الأخيرة لم تحصل مثلها منذ سنوات،  كما تم الايعاز بمضاعفة عدد فوج الطارمية وسد كل النواقص والتجهيزات وإظهار الدعم الكامل لعوائل الشهداء والجرحى.

إقرأ أيضا