أكد وزير خارجية مصر الجديد، نبيل فهمي، عقب لقائه رئيس \”الائتلاف الوطني\” المعارض، أحمد الجربا، أمس الأحد، أن القاهرة ستواصل دعمها لـ \”الثورة السورية\”، لافتا إلى أن الحل السياسي للأزمة هو الوحيد والأفضل.
وأشار فهمي، في تصريحات صحفية، إلى أن \”مصر ستظل تدعم الثورة السورية حتى تقوم دولة تلبي طموحات الشعب السوري ودولة ديمقراطية عصرية\”، مضيفا أن \”الحل السياسي هو الحل الأفضل والوحيد الذي يحافظ على السيادة السورية\”.
وقال فهمي، السبت الماضي، أنه ليس لدى مصر نية اعلان الجهاد في سورية، مؤكداً أنها ما زالت تدعم إرادة الشعب السوري في الحرية.
ولفت فهمي إلى أنه \”لم نطرح مبادرة بشأن سورية بعد، وسنواصل الاتصال بالأطراف السورية المختلفة\”، موضحا أن \”القاهرة لا تزال تؤيد الحل السياسي الذي سيتم مناقشته خلال جنيف2\”.
وتقدم الرئيس المصري \”المعزول\”، محمد مرسي، العام الماضي بمبادرة لحل الأزمة السورية، تقضي بتشكيل مجموعة اتصال تضم (السعودية ومصر وإيران وتركيا)، حيث عقدت المجموعة مؤخرا اجتماعين الأول في القاهرة، حيث أكد المشاركون على استمرار عملية التشاور لحل الأزمة السورية، معربين عن تفاؤلهم حيال إيجاد حل للأزمة، والثاني في نيويورك، إلا أن السعودية تخلفت عن حضور هذين الاجتماعين.
من جانبه، قال أحمد الجربا، رئيس \”الائتلاف الوطني\” المعارض، إن \”فهمي وعده بأن قرار الحصول على تأشيرة للسوريين قبل زيارة مصر سوف ينتهي خلال رمضان الجاري\”، مشيرا إلى أن \”فهمي أوضح أن ذلك القرار لا يستهدف السوريين فقط\”.
واشترطت القاهرة، منذ نحو أسبوعين، على السوريين الراغبين بالسفر إلى مصر، الحصول على تأشيرة جديدة وموافقة أمنية من سفارة مصر بدمشق، حيث رفضت السلطات المصرية، السماح لطائرة ركاب سورية بالهبوط في مطار القاهرة الدولي، وذلك بسبب تلك الإجراءات الجديدة، في وقت اعتبر مسؤولون مصريون أن تلك الإجراءات \”مؤقتة\”.
وشهدت العلاقات بين سورية ومصر توترا، على خلفية الاحداث في سورية، وتصاعد التوتر منذ اعلان الرئيس السابق مرسي مؤخرا قطع علاقات بلاده نهائيا مع النظام السوري واغلاق سفارة دمشق في القاهرة، واستدعاء القائم بالاعمال المصري من العاصمة السورية، وهو ما اعتبرته دمشق تصرفا \”غير مسؤول\”.
وصرح جربا للصحافيين عقب لقاء مع فهمي أن الوزير المصري ابلغه أن فرض تأشيرات دخول \”حدث بالنسبة للسوريين ولعدة دول أخرى، وأن السوريين ليسوا مستهدفين من هذا الإجراء\”، لكنه استدرك قائلا إن\”السوريين في أزمة ولسنا كغيرنا من الدول\”.
إلا أن رئيس الائتلاف السوري أعرب عن اعتقاده بأن هذا الإجراء المؤقت \”سينتهي خلال الشهر الفضيل\” أي خلال شهر رمضان الذي ينتهي في نهاية الأسبوع الاول من آب المقبل.
بدوره، أكد فهمي مجددا أن \”مصر تؤيد الثورة السورية وتدعم الشعب السوري في تطلعاته\”.
وردا على سؤال حول مشاركة سوريين في تظاهرات تنظمها جماعة الإخوان المسلمين في مصر، قال فهمي إن أي أعمال \”من جانب طرف أو آخر لا تمثل الشعب السوري بأكمله أو حتى الائتلاف وسيتم معالجتها باعتبارها حالات فردية مستقلة عن القضية السورية\”.
وشدد وزير الخارجية المصري على أن بلاده \”لا زالت تؤيد الحل السياسي وتأمل أن يتحقق ذلك من خلال اجتماع جنيف 2 أو أي وسيلة سياسية أخرى ولكن هذا هو المتاح حاليا\”.
ويقوم جربا بزيارة لمصر تستغرق يومين. ومن المقرر ان يزور رئيس الائتلاف الوطني السوري باريس الثلاثاء والأربعاء، بحسب مصادر مقربة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
واحمد جربا، وهو زعيم عشيرة معروفة في سوريا، انتخب في السادس من تموز في اسطنبول على رأس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أبرز هيئة قيادية للمعارضة السورية.
ويعتبر جربا مقربا من المملكة العربية السعودية ويحظى بدعم الدول الغربية والعربية، واوضح مصدر دبلوماسي فرنسي ان \”هذه المعارضة الوسطية المعتدلة والتي تتمتع بالثقة هي التي نحاول فعلا تعزيزها تمهيدا لحل سياسي\” للأزمة السورية.