في ظل تهالك 70 بالمئة من السكك الحديدية في العراق جراء عقود من الحروب وعدم الإستقرار، مازالت السلطات الحكومية المتعاقبة تبذل جهودا باتجاه تحديث وتوسعة شبكة سكة الحديد أملا في دعم البنية التحتية للنقل وتأهيل الخدمات المرتبطة بها، في محاولة لدفع السياحة وإنعاش المبادلات التجارية.
وفي خطوة جديدة للنهوض بواقع القطارات التي غابت عن اغلب المحافظات العراقية، كشفت الحكومة عن عروض عالمية لشراء قطارات وقاطرات حديثة لديمومة وتطوير قطاع السكك في البلاد، بالتزامن مع تنفيذ مشروع طريق التنمية ومترو بغداد.
اذ قال مدير المكتب الإعلامي بوزارة النقل ميثم الصافي في بيان تلقته “العالم الجديد، اليوم الخميس، إن ” وزارة شرعت بإعداد خطة متكاملة لتطوير القطاع، تتضمن عدة محاور، من بينها شراء قطارات وقاطرات حديثة، وإعادة تأهيل جميع الخطوط الحالية”.
وأضاف الصافي أن “الوزارة تلقت عروضا من شركات عالمية متخصصة في هذا القطاع، وأن العروض قيد الدراسة من قبل لجنة مختصة في الوزارة والشركة العامة للسكك الحديد”.
وأوضح أن “الوزارة تعمل على إعادة تأهيل وتشغيل جميع خطوط شبكة السكك الحديد في المحافظات، بما فيها خطوط بغداد وديالى، وكركوك والسليمانية وأربيل، إلى جانب خطوط بدرة وجصان ومحافظات واسط وبابل وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف”.
وأشار الصافي إلى أن “نسب الإنجاز بخطوط السكك المتعلقة بمشروع طريق التنمية تجاوزت الـ 50 بالمئة”.
وكانت وزارة النقل اعلنت في شباط فبراير الماضي، عن خطة تجري حاليا لاستيراد قطارات سريعة بقدرة 300 كم في الساعة، وذلك لزيادة جذب عدد أكبر من المسافرين باستخدام القطارات، ومن المتوقع أن تعمل هذه القطارات بحلول عام 2028، بالتزامن مع بدء ميناء “الفاو” وطريق التنمية.
يذكر أن أول خط حديدي مد في العاصمة بغداد عام 1869 في العهد العثماني، كانت تجره الخيول ويسمى بـ(الكاري) ويعتبر العراق من البلدان الأولى التي استخدمت السكك الحديدية، وتعرض الاسطول الحديدي العراقي لأعمال السلب والنهب والتخريب بعد احداث سنة 2003 حيث توقف عملها بصورة كاملة حتى عام 2007 بعد تجهيز 158 قاطرة من مجموع 410.
إلى ذلك كشف مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل ناصر الأسدي، اليوم الخميس، عن قطار سريع سيربط أربع محافظات مع بعضها.
وقال الأسدي، إن “المرحلة الأولى من القطار السريع التي سيتم تنفيذها، تبدأ من مطار النجف إلى منطقة صافي الصفا، ثم إلى مطار ومدرج بغداد في محافظة كربلاء”، مشيرا إلى أن “القطار سيرتبط في مرحلته الثانية ببغداد ويصل إلى سامراء”.
وأضاف ان “سرعة القطار تبلغ 240 كيلو مترا في الساعة، لينقل المسافرين من النجف إلى كربلاء وبالعكس خلال مدة 20 دقيقة، وبسعة مليون مسافر تقريبا يوميا أثناء الزيارات المليونية”.
وأوضح الأسدي، أن “المشروع حيوي ومهم ويحل أزمة نقل الزوار في المناسبات الدينية بين المحافظتين”، مؤكدا أن “هذا المشروع سيبدأ حال التعاقد مع الاستشاري الذي سيدرس المخططات والجدوى خلال 9 أشهر، وستوضع جميع التفاصيل الإنشائية، وفحص التربة ومباشرة العمل في الموقع بعد هذه المدة”.
ويشهد قطاع السكك في العراق حالة من التدهور، حيث تعاني معظم القطارات والقاطرات من التقادم، كما أن الكثير من الخطوط الحالية غير صالحة للاستخدام.
وكان مجلس الوزراء اقر في 28 من كانون الأول ديسمبر الماضي، التخصيصات المالية اللازمة للتعاقد مع شركة استشارية عالمية لتقديم رؤية متكاملة لتنفيذ مترو العاصمة بغداد.
وكانت شركة رولنغ ستو الصينية لصناعة القطارات السريعة، اعلنت في 2014 عن تسلم العراق رسميا لأول قطار كدفعة أولى ، وهو يشتمل على عشر مقطورات، وبينت أن العملية تأتي ضمن صفقة لشراء عشرة قطارات حديثة بقيمة “115 مليون دولار”، وفيما أشارت الى أن سرعة القطار تبلغ 160 كم/ ساعة ويتسع لـ 343 راكبا، رجحت تشغيله ما بين بغداد والبصرة.