يحذر رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يمسك بالوزارات الأمنية الرئيسة منذ نحو 4 أعوام بالوكالة، من انعكاسات خطيرة على أمن البلاد في حال تعرض سورية المجاورة الى ضربة عسكرية أميركية، بالتزامن مع إحصائية أممية جديدة لضحايا العنف في آب المنصرم.
ولا يخفي المالكي الطامح الى ولاية ثالثة مخاوفه من انهيار أمني وشيك في حال هوجمت الجارة سورية، غير أن سقف تلك المخاوف المرتفع يبدو غير مبرر لجهة أن وتيرة العنف لم ينخفض منسوبها منذ نيسان الماضي، وسط خطط أمنية لم تحم العراقيين من المزيد من الهجمات.
وشهدت العاصمة بغداد أمس الأحد، إجراءات أمنية خانقة، بعد اتخاذ السلطات تدابير جديدة لمنع هجمات متوقعة، فيما تلمح أوساط الأمنيين الى عدم جدوى عملية \”ثأر الشهداء\” المستمرة في حزام بغداد من أكثر من شهر، وسط استمرار خط الهجمات شبه اليومية داخل العاصمة، ما حدا بوزارة الداخلية الى إطلاق حملة أمنية جديدة.
وأعلنت الوزارة في بيان لها أمس، تلقت \”العالم الجديد\” نسخة منه، عن وضع خطة أمنية جديدة خلال الأيام المقبلة على خلفية الخروقات الأمنية الأخيرة، مؤكدة استمرار عملية ثأر الشهداء التي حققت نتائج كبيرة.
غير أن الاجراءات والتدابير المشددة في شوارع العاصمة دلت على انطلاق الحملة أمس، بذات توقيت الاعلان.
وبيّن، عدنان الأسدي، الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية، وفقا للبيان، أن \”الخطة ستركز على الجهد الاستخباري، فضلا عن نصب كاميرات مراقبة في عموم شوارع بغداد\”، معربا عن قلقه من \”تأثير الأوضاع الأمنية التي تشهدها المنطقة، وخصوصا سورية على الوضع الأمني في البلاد\”.
واعتبر الأسدي، الرجل المقرب من المالكي، أن \”عملية ثأر الشهداء حققت نجاحا كبيرا\”، مشددا على أن \”العملية مستمرة في ملاحقة الزمر الإرهابية، وتمكنت من القبض على قيادات بارزة في تنظيم القاعدة وتدمير عدد من الخلايا الإرهابية الخطيرة، وسيتم الكشف عنها بعد إجراء التحقيق معها\”.
قيادة عمليات بغداد من جانبها، وفي خطوة لتقوية الدعم اللوجستي، دشنت أمس، أول منطاد مراقبة من أصل 3 مناطيد، ستطلق تباعا بمناطق مختلفة من العاصمة يغطي كل واحد منها مساحة تصل إلى 20 كلم2 بارتفاع 300 م، تنقل معلومات مباشرة إلى 6 أبراج، للاسهام بتعزيز الجهد الاستخباري وتقليل نقاط السيطرة والتفتيش.
وبحسب قيادة العمليات فان \”عدد المتدربين المهيئين لتشغيل المناطيد وإدامتها بلغ 30 عنصراً خضعوا لدورة مكثفة تواصلت منذ أوائل تموز الماضي حتى يوم أمس\”.
إعلان الخطة الجديدة، يأتي متزامنا مع تقرير إحصائي لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) عن ضحايا آب المنصرم.
ولفتت البعثة الأممية، الى أن الشهر الماضي سجل مقتل ما مجموعه 804 أشخاص، وإصابة 2030 جراء أعمال العنف، والإرهاب في عموم البلاد.
وقالت البعثة في بيان تلقت \”العالم الجديد\” نسخة منه، إن \”عدد القتلى المدنيين بلغ 716 شخصاً (بما في ذلك 106 من قوات الشرطة المحلية)\”، مبينة أن \”عدد الجرحى المدنيين بلغ 1.936 شخصاً (بما في ذلك 195 من قوات الشرطة المحلية)\”.
وأشارت الى أن \”مقتل 88 عنصراً من منتسبي قوات الأمن العراقية واصابة 94 آخرين\”.
ونوهت بأن \”العاصمة بغداد، كانت المحافظة الأكثر تضرراً خلال آب المنصرم، حيث بلغ مجموع الضحايا المدنيين 1,272 شخصاً (317 قتيلاً و955 جريحاً)، تلتها محافظات صلاح الدين ونينوى وديالى والأنبار\”، مضيفة أن \”التقارير الواردة من محافظات كركوك، وبابل، وواسط، والبصرة أفادت أيضاً بسقوط عشرات الضحايا\”.
وحذرتجاكلين بادكوك، نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، وفقا للبيان أنه \”على الرغم من انخفاض أعداد الضحايا في شهر آب مقارنة بشهر تموز، لا تزال أعمال العنف تخلّف آثاراً كبيرة على المدنيين، وتشكل مصدر قلق كبير في ظل مقتل ما يقارب 5 الاف مدني وإصابة 12 ألفا آخرين منذ بداية سنة 2013\”.
وكانت البعثة حذرت في 10 تموز الماضي، من حرب أهلية دامية، معتبرة أن أزمة سورية وعوامل إقليمية أخرى تلقي بظلال قاتمة على الساحة العراقية.