صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

فتح طريق المطار.. رسائل أمنية للمستثمرين

قوبل توجه رئيس الحكومة لفتح طريق مطار بغداد الدولي أمام المواطنين، بإشادة كبيرة من قبل مراقبين، وفيما أشاروا إلى أنه يعكس صورة إيجابية لاستتباب الأمن في البلاد ويشجع الاستثمار، لم يهملوا قضية “تكسي المطار”، إذ شددوا على ضرورة حل الأمر بشكل جيد مع الشركة، فيما وردت معلومات بشأن معالجة قضيتها ضمن حزمة القرار في حين صدوره.

قوبل توجه رئيس الحكومة لفتح طريق مطار بغداد الدولي أمام المواطنين، بإشادة كبيرة من قبل متخصصين، وفيما أشاروا إلى أنه يعكس صورة إيجابية لاستتباب الأمن في البلاد ويشجع الاستثمار، طالبوا بتسوية قضية “تكسي المطار” مع الشركات المنفذة، فيما وردت معلومات بشأن معالجة قضيتها ضمن حزمة القرار في حال صدوره.

ويقول الباحث في الشأن الاقتصادي جليل اللامي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”،  إن “طريق مطار بغداد الدولي سيفتح أمام المواطنين قريباً، من أجل التخفيف عن كاهل المسافرين وتأمين جميع السبل أمامهم للوصول بسهولة ويسر من وإلى صالات مطار بغداد وكذلك من أجل تقليل الزخم والاختناقات المرورية وانسيابية حركة عجلات المسافرين، ما يعني إلغاء الوسائط الأخرى وتعطيل الساحة الخارجية، والسماح بالحركة المباشرة للمسافرين إلى صالات المطار”.

وكشفت مصادر يوم أمس، أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني وجه بفتح مطار بغداد الدولي أمام المواطنين قريبا، بعد اكتمال أعمال اللجنة المكلفة بدراسة هذا الموضوع ورفع توصياتها بذلك. 

ويضيف اللامي، أن “هذا الإجراء سيكون الطريق الأقصر للقضاء على الفساد والمحسوبية المتبعة في دخول المطار، وكذلك للحيلولة دون المخاطر الأمنية التي قد تهدد مطار العاصمة، لذا فإن فتح هذا الطريق أمام المسافرين من دون الدخول في السيطرات الأمنية السابقة سيولد صورا إيجابية عن البيئة الأمنية العراقية، ما ينعكس إيجابا أمام المستثمر الأجنبي الذي يبحث عن البيئة الآمنة لاستثمار أمواله”.

ويتابع، أن “هذه الصورة الايجابية التي يرسمها إجراء فتح الطرق المهمة التي تمثل بوابة الدخول إلى البلاد، وانسيابية الحركة فيها، تتعلق كثيرا بالتأثير على الاقتصاد الذي ينتظر تنشيط دخول الشركات الاستثمارية للعراق بعد أن تقتنع بتوفر البيئة الآمنة فيه، ولكن بالمقابل سيرتب هذا الإجراء التزامات على الشركات العاملة في المطار”.

ويؤكد اللامي، أن “هذه الخطوة الإصلاحية الجديدة تحسب لحكومة السوداني وإن كانت هناك خطوة مماثلة في زمن حكومة عادل عبدالمهدي في عام 2019″، لافتا إلى أن “الحكومة حتى الآن لم تبين كيف ستتعامل الحكومة مع ملف الشركات التي كانت تحتكر النقل من وإلى صالات المطار”.

وحاولت “العالم الجديد”، التواصل مع سلطة الطيران المدني، للحصول على معلومات حول فتح الطريق، ومصير شركتي “تكسي المميز” و”تكسي المسافر” العاملتين في المطار، دون جدوى، إلا أن مصدرا رفيع المستوى، كشف في حديث مقتضب لـ”العالم الجديد”، عن أن “التوجه لفتح طريق المطار، لم يهمل قضية شركة التكسي الخاصة بنقل المواطنين، وستجري معالجتها”، رافضا الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

يذكر أن مطار بغداد الدولي يخلو من سيارات الأجرة، باستثناء التابعة للشركتين أعلاه، واللتين تحتكران الخدمة فيه، حيث تم التوقيع مع سلطة الطيران المدني في العام 2020، وذلك بعد انتهاء عقد الشركة السابقة “تكسي بغداد”، والتي أثارت جدلا واسعا بسبب الاحتكار وغلاء الأسعار.

من جانبه، يرى الخبير الأمني هيثم الخزعلي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هذه القرارات تأتي ضمن سياسة الحكومة الحالية في تخفيف الاختناقات وفتح جميع الشوارع المغلقة وإيجاد منافذ مرورية كما أن مثل هكذا خطوات تنعكس ايجابيا على الوضع العراقي”.

ويضيف الخزعلي، أن “الوضع الأمني مستقر، وأن سياسة الحكومة سواء على المستوى الداخلي والخارجي كان لها انعكاس على هذا الاستقرار الأمني الذي تحقق وبدأ يترجم على أرض الواقع”.

ويفيد بأن “هذه الخطوة تدلل على استقرار الأمن، وأن أكثر المناطق حساسية وهي المطار أصبحت مفتوحة أمام الجميع، كما لاحظنا سابقا أن فتح المنطقة الخضراء أيضا أمام المواطنين أبرز مصداق على استقرار الوضع في العراق وعبور البلاد مرحلة الاستهدافات والخطر”.

ومنذ سنوات، أثار افتتاح مشروع تكسي المطار، لغطا كبيرا بسبب الأسعار الفاحشة التي تفرض على المسافر، وحرمانه من الوصول بسيارته الخاصة إلى البوابة، فضلا عن منع دخول سيارات الأجرة العامة للمطار، وتوقفها في ساحة عباس بن فرناس، وهي أقرب نقطة للمطار ومدخله.

وكان النائب الحالي ووزير النقل الأسبق عامر عبد الجبار، كشف سابقا في حديث متلفز عن خفايا ومخالفات قانونية في عقد تكسي المميز، حيث قال إن “شركة المسافرين والوفود التابعة لوزارة النقل، هي المعنية بنقل المسافرين للمطار، وعند التعاقد مع شركتي تكسي بغداد والمميز، انعكس سلبا على الشركة وقلل أرباحها”.

يشار إلى أن تكسي المميز، أبرمت عقدها مع سلطة الطيران المدني، في أواسط العام 2020، أي خلال تسلم مصطفى الكاظمي لرئاسة الوزراء، لتحل محل شركة تكسي بغداد، التي كانت متعاقدة مع شركة المسافرين والوفود التابعة لوزارة النقل.

وترتبط سلطة الطيران المدني برئاسة الوزراء مباشرة، بعد فصلها عن وزارة النقل قبل سنوات.

بدوره، يؤكد المحلل السياسي محمود الحسيني، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هكذا قرارات ومبادرات تأتي من السلطة التنفيذية وليست لها علاقة بالاستقرار السياسي، وهذا الاستقرار موجود على الرغم من الخلافات الموجودة في بعض الملفات، كالخلاف السني والتجاذبات حول تمرير الموازنة”.

ويشير الحسني إلى أن “فتح طريق مطار بغداد أمام المواطنين له دلالات أمنية واضحة المعالم، فالعراق أخذ يرسل إشارات باستقراره امنيا وتعافي عاصمته بغداد ورجوعها إلى سابق عهدها كباقي العواصم الأخرى”.

وسبق لـ”العالم الجديد”، الكشف عن تفاصيل دقيقة لعمل شركة تكسي المميز، ومنها أن الشركة تملك 25 عجلة نوع ستاركس (7 ركاب) تعمل على نقل المسافرين من بوابة المطار إلى ساحة عباس بن فرناس، وهي النقطة الفاصلة مع عموم العجلات في شوارع العاصمة، وهناك أكثر من 90 سيارة أخرى نوع توسان (صالون)، تعمل على نقل المسافرين لمناطق سكناهم.

وبحسب عملية حسابية أجرتها الصحيفة آنذاك، بناء على أسعار التنقل بتكسي المميز وعدد الركاب، تبين أن الإيراد اليومي سيتخطى الـ47 مليون دينار، ومليار و400 مليون دينار كل شهر، فيما تبلغ الإيرادات السنوية نحو 17 مليار دينار (أكثر من 11 مليون دولار).

إقرأ أيضا