يحكي التاريخ عن ابتكار الدولة العثمانية، أبان أحتلالها للعراق عن وظيفة لشخص يقوم بمراقبة السوق والتجار كي لايغشوا بالأسعار اوينقصوا بالميزان، هذا الموظف يطلق عليه اسم الشلايتي.
الشلايتي في مفهوم العلوم السياسية الحديثة يمثل واجهة السلطة التنفيذية .
حين انتهكت صلاحية النزاهة والأخلاص الوظيفي لدى الشلايتي بسبب استلامه الرشاوي والمغريات من قبل التجار ومشاركته بالحرام، دفع الدولة العثمانية لأختراع وظيفة أخرى لشخص يراقب عمل الشلايتي، وهذه الوظيفة كانت تسمي السرسري لكل من يعمل بها .
بمعنى، يمثل السرسري صفة السلطة الرقابية، ويعادلها في الوقت الراهن السلطة التشريعية او البرلمان، كما يقول الأوربيون .
لكن مع مرور الأيام انتقلت عدوى الفساد الى السرسري، وصار يرتشي ويتقبل الحرام اكثر من الشلايتي، فأصبح كل من الشلايتي والسرسري مثال لأنعدام الأمانة والأنحطاط والسقوط الأخلاقي في تقاليد المجتمع البغدادي، ثم انتقلت لبقية مدن العراق لتكون وحدة قياس، وصفة تشبيه.
الأحتلال الأمريكي لم يترك حسنة واحدة للشعب العراقي، ولم ينتج معرفة او ذكاء بالواقع العراقي بأستثناء أمر واحد فقط، وهو الأستدلال بذكاء لمعرفة الشلايتيه والسرسرية من العراقيين فجاؤوا بهم الى الواجهة ومراكز السلطة .
يحق لنا ان نفاخر بأن شلايتية وسرسرية العراق غلبوا طاقة الشر لدى المحتلين، وروضوهم وورطوهم في مستنقع الصفقات الفاسدة ليحولوا الأمريكيين الى شلايتيه وسرسريه دوليين .
حولوهم الى شلايتيه وسرسرية في شؤون السياسة والمال والحرام والتحايل على المبادئ وتزوير الشهادات، يعني جعلوهم \”سرسرلوغية\” من طراز فريد، بعد ان عرفوا بفضائل نشر المجاعات وابادة المجتمعات خلال 200 سنة من حمل لواء الحرية والديمقراطية ..!
خراب الأنفس الأمريكية ، أهم مكسب حققه سرسرية العراق في خراب أمريكا مستقبلا.
تلك هي فوائد السرسرية.
Falah_almashal@hotmail.com