تتجلى ملامح الحرب الطائفية، في أبشع صورها، في بعض الصفحات التي تأسست بعد اندلاع عمليات الجيش في محافظة الانبار. بعض المنشورات والتعليقات على تلك الصفحات محرضة محرَّضة بشكل واضح على العنف والاقتتال المذهبي.
تحذر لجنة الثقافة الإعلام النيابية رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الانجرار وراء الحرب الطائفية من خلال التحريض القائم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي \”كونها تسير بالعراق إلى نفق مظلم\”.
فيما ترى لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت حاضنة حقيقية للطائفيين من كلا الطائفتين.
ويقول شوان محمد طه، أحد أبرز أعضاء لجنة الأمن والدفاع أن \”الحرب الطائفية الخجولة في العراق وجدت الفيسبوك مكانا ملائما لها لكي تأخذ أكبر حيز في الانتشار\”.
لكن طه، وهو عضو عن التحالف الكردستاني في مجلس النواب, يرفض أن \”تقوم الحكومة بمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تمثل الحرية الشخصية للمواطن\”، ويلفت إلى ان \”هذا الإجراء يعتبر تقييد للحريات العامة\”.
ويقول طه في حديث لـ\”العالم الجديد\” إن \”مراقبة المواقع الشخصية للمواطنين أمر مرفوض كونه يعد تجاوزاً على حرية العراقيين\”، ويستدرك \”الأجدر بالحكومة القيام بحملات إعلامية لتوعية المجتمع بعدم استخدام هذه الوسائل للترويج لعمليات القتل على الهوية وعدم تناول المواضيع التي تحرض على العنف\”.
ويشير طه إلى ان \”النفس الطائفي موجود أصلاً في الشارع العراقي لكن بشكل خجول\”، ويؤكد أن \”فيسبوك جاء ليفصح عنه بشكل علني مما زاد من التوتر المذهبي الذي انعكس على الوضع العام في البلد\”.
ووصل التصعيد الطائفي في مواقع التواصل الاجتماعي ذروته مؤخراً على خلفية التطورات الحاصلة في العراق, حيث أخذت بعض الصفحات تهاجم المكون \”الشيعي\” وتصفهم بالفرس المجوس في حين انشغلت أخرى بمهاجمة المكون \”السني\” متهمة إياه بإيواء الإرهاب المدعوم من السعودية وقطر وتركيا.
وتشير بتول فاروق، عضو لجنة الثقافة والإعلام النيابية, إلى قدرة الحكومة على حجب (فيسبوك) عن العمل، لأن \”إدارة بعض صفحاته محرضة على العنف من قبل مخابرات دولية\”.
وتقول فاروق في حديث لـ\”العالم الجديد\” إن \”التعليقات الطائفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ساهمت بشكل كبير في تردي الأوضاع الأمنية\”.
وتدعو فاروق المواطنين إلى إبلاغ الشركة التي تدير (فيسبوك) عن الصفحات المشبوهة التي تروج للطائفية من اجل حظرها، مستدركة \”لأنها إذا استمرت في نهجها ستدخل العراق في نفق مظلم وسيخسر الجميع لان الحرب الأهلية ليس فيها رابح\”.
وتتهم فاروق, وهي عضو في ائتلاف دولة القانون, مخابرات بعض الدول بإدارة المواقع والصفحات التي تحرض على الاقتتال الطائفي, ملمحة إلى إمكانية الحكومة حجب هذه الخدمة عن العراق بالتنسيق مع هيئة الاتصالات والإعلام وبموافقة مجلس النواب.