يواصل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني زيارته إلى العاصمة لندن التي بدأها، أمس الاثنين، وتستمر 3 أيام، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية مع المملكة المتحدة في مجالات الاقتصاد والأمن ومكافحة الهجرة غير النظامية.
وأعلن رئيسا الوزراء العراقي والبريطاني، الثلاثاء، أن العراق وبريطانيا اتفقا على حزمة تجارية تصل قيمتها إلى 12.3 مليار جنيه إسترليني (15 مليار دولار)، فضلا عن صفقة دفاعية.
وتم الإعلان عن الحزمة التجارية التي “تعادل (قيمتها) أكثر من 10 أضعاف إجمالي التجارة الثنائية بين العراق والمملكة المتحدة في العام الماضي” بعد لقاء بين السوداني ونظيره البريطاني كير ستارمر في لندن.
ووفقا لبيان مشترك بين البلدين، تشمل الحزمة مشروعا بقيمة 1.2 مليار جنيه إسترليني (1.46 مليار دولار) للربط البيني لشبكة الكهرباء بين العراق والسعودية باستخدام “أنظمة نقل الطاقة البريطانية الصنع”، ومشروع إعادة تأهيل قاعدة القيارة الجوية العراقية بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني (610.32 مليارات دولار).
وأضاف البيان: “سيقود تحالف شركات بريطانية مشروعا كبيرا للبنية التحتية للمياه بقيمة تصل إلى 5.3 مليارات جنيه استرليني من صادرات المملكة المتحدة، وسيؤدي ذلك إلى تحسين جودة المياه وري الأراضي الزراعية وتوفير المياه النظيفة في جنوب وغرب العراق، مما يحسّن ظروف العيش لملايين العراقيين”.
وأشار البيان إلى أن رئيسي الوزراء وقّعا البيان المشترك حول العلاقات الدفاعية والأمنية الإستراتيجية الثنائية “الذي يضع الأساس لحقبة جديدة في التعاون الأمني”.
وقال السوداني، في وقت سابق، إن الاتفاقية الأمنية بين العراق وبريطانيا من شأنها تطوير العلاقات العسكرية الثنائية بعد الإعلان الذي صدر العام الماضي ونص على أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية سينهي مهامه بالعراق في 2026.
وبدأ رئيس الوزراء العراقي زيارة رسمية إلى بريطانيا، الاثنين، وسط تحولات جيوسياسية في الشرق الأوسط.
وجاء في اليوم الأول من زيارة السوداني للندن، لقاءات شملت ملك المملكة المتحدة، تشارلز الثالث، في قصر باكنغهام بالعاصمة البريطانية لندن، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستامر، كما شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات بكافة المجالات التجارية والصناعية والأمنية.
وتضمن البيان المشترك، استعراض التعاون الثنائي بين العراق والمملكة المتحدة، وسبل إقامة شراكة منتجة في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية.
وأضاف البيان، أن “اللقاء تطرق إلى التعاون في مجال مواجهة تحديات التغيرات المناخية، وفرص تعزيز التعاون الثقافي”.
وعبر السوداني، بحسب البيان، عن “تقديره للدعوة الرسمية التي تلقاها لزيارة بريطانيا”، مؤكدا “عزم العراق على توطيد العلاقات الثنائية البناءة في مختلف المجالات، وبما يعزز المصالح المتبادلة والمستدامة للشعبين العراقي والبريطاني”.
من جانبه، رحب الملك تشارلز الثالث بالسوداني”، مشيرا إلى “عمق العلاقة التاريخية بين العراق وبريطانيا، والأهمية البارزة التي توليها حكومتا البلدين بهدف تطوير المصالح المشتركة، والتفاهمات على مختلف الصعد”.
إلى ذلك، أكد السوداني وستامر، اليوم الثلاثاء، على التزامهما بدعم رؤية عراق مزدهر وذي سيادة من خلال شراكة جديدة تركز على التجارة والاستثمار.
وذكر البيان أن “رئيس وزراء المملكة المتحدة، كير ستارمر، استضاف رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق، محمد شياع السوداني، وذلك ضمن الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء العراقي إلى المملكة المتحدة للمدة من 14 إلى 16 كانون الثاني يناير 2025”.
واضاف، ان “رئيس الوزراء البريطاني، هنأ السوداني على الاستقرار والنمو اللذين يتمتع بهما العراق تحت قيادته، ووأكد رئيسا الوزراء على التزامهما بدعم رؤية عراق مزدهر وذي سيادة من خلال شراكة جديدة تركز على التجارة والاستثمار، وتعميق الروابط التعليمية والثقافية، فضلاً عن معالجة تحديات الأمن والهجرة والتغير المناخي”.
وتابع، “تؤكد هذه الزيارة، من جديد، التزام العراق والمملكة المتحدة بالعمل معاً على تحقيق المصالح الإقليمية والعالمية المشتركة، وتؤكد الالتزام المتبادل بازدهار العلاقة الاستراتيجية الثنائية”.
كما ذكر، إنه “جرت، في العاصمة البريطانية لندن، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين لجنة مبادرة الضمانات السيادية، ومؤسسة ضمان الصادرات البريطانية، وذلك على هامش الزيارة الرسمية لرئيس مجلس الوزراء إلى المملكة المتحدة”.
وأضاف أن “المراسم جرت برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير التخطيط محمد تميم، حيث وقع عن الجانب العراقي رئيس لجنة المبادرة، مستشار رئيس مجلس الوزراء محمد صاحب الدراجي، فيما وقعها مدير مجموعة الأعمال عن المؤسسة البريطانية آدم هارس”.
وتابع “تتضمن بنود المذكرة دعم استيرادات الخطوط الإنتاجية والتكنولوجيا الصناعية والزراعية للقطاع الخاص العراقي، من المملكة المتحدة”.
ولفت إلى أن “هذه المذكرة تعد سارية لمدة خمس سنوات، وتأتي في إطار الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي وقعتها الحكومة العراقية مع عدد من الدول الأوروبية، وتهدف إلى رفع كفاءة القطاع الخاص العراقي، وتحقيق التكامل مع المجتمع الدولي”.
وأشار البيان إلى أنه “الجانبين اتفقا على أن تقوم مؤسسة ضمان الصادرات البريطانية بتمويل عدد من المشاريع الحيوية للحكومة العراقية، والتهيئة لزيادة سقف التمويل للمشاريع الحكومية المنتجة”.
كما ستشمل الزيارة مناقشات حول اتفاقية جديدة بشأن عودة المهاجرين غير النظاميين إلى العراق، بهدف دعم مكافحة هذا النوع من الهجرة وتعزيز حدود المملكة المتحدة. وأوضح بيان صادر عن الحكومة البريطانية أن هذه الاتفاقية ستضمن ترحيل أولئك الذين لا يحق لهم البقاء في البلاد بشكل سريع.
بالإضافة إلى ذلك، ستزود لندن بغداد بمعدات بقيمة 66.5 مليون إسترليني (أكثر من 80.8 مليون دولار) لتعزيز الحدود العراقية وتفكيك عصابات تهريب البشر.
وعلى الصعيد الأمني، ستشهد زيارة السوداني توقيع اتفاق أمني بين البلدين، وذلك في إطار الانسحاب التدريجي لقوات التحالف الدولي من العراق، والمقرر أن يبدأ في سبتمبر أيلول 2025، لتعزيز التعاون الأمني الثنائي بين العراق والمملكة المتحدة بعد انتهاء مهمة التحالف.
وقال السوداني في تصريحات صحفية مساء أمس “هناك بيان مشترك حول التعاون الأمني بين العراق والمملكة المتحدة، خصوصا بعد الاتفاق على إنهاء مهمة التحالف الدولي بالعراق، وفقا لما أعلن سابقا، مبينا أن العراق يسعى إلى تعزيز شراكاته الأمنية مع الدول الأعضاء في التحالف بشكل ثنائي بعد انسحاب القوات الدولية.
وبدأ رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بعد ظهر أمس الاثنين، زيارة إلى المملكة المتحدة، تلبيةً لدعوة رسمية من رئيس الحكومة البريطانية.
ويرافق السوداني في زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة وفد رفيع يضم عدداً من الوزراء، وأعضاء مجلس النواب، ومحافظ البصرة، وعدداً من المستشارين، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص، ورجال الأعمال والصناعيين المتخصصين في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وأجرى السوداني في 8 كانون الثاني يناير الجاري زيارة رسمية إلى العاصمة الإيرانية طهران هي الأولى له في عهد الحكومة الإيرانية الحالية منذ تشكيلها في آب أغسطس 2024، حيث التقى بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والمرشد الإيراني علي خامنئي، حيث أكد خلالها عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، وعدم زجه في المتغيرات السياسية في المنطقة، فضلا عن مناقشة عدد من الملفات تتعلق باستيراد الغاز والديون المترتبة على العراق.
كما أجرى السوداني زيارات عديدة إلى دول المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد، منها الأردن والسعودية، حيث ناقش مع قادة هذه الدول قضايا أمنية، كما شارك العراق في مؤتمر العقبة الذي عقد في الأردن، بمشاركة دول عدة بينها الولايات المتحدة.
ومع سقوط النظام السوري والتوجه نحو تشكيل حكومة بديلة، يواجه العراق تحديا إستراتيجيا يتمثل في الحفاظ على مصالحه الوطنية وبناء علاقات إيجابية مع القيادة السورية الجديدة، بشكل يخدم استقرار المنطقة ورفاهية شعوبها، إذ ينبغي لصانع القرار العراقي أن يأخذ النقاط التالية بعين الاعتبار فهم القوى الجديدة وتحليل امتداداتها، وعوامل قوتها وضعفها وتحصين الحدود، بحسب مختصين.
وكانت بريطانيا قد أزالت خلال الزيارة الرسمية، اسم العراق من القائمة الحمراء للمناطق التي لا تنصح بالسفر لها، وتحوله إلى القائمة البرتقالية تمهيدا لتحويله إلى القائمة الصفراء.