صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

في ظل انتشار السلاح المنفلت.. «القتل العائلي» في العراق «يتصاعد»

لا تتوقف الأجهزة الأمنية عن نشر أخبار عن جرائم مروعة، في ظل توافر “الأرضية الخصبة” لارتكابها والمتمثلة في التأثيرات السلبية لحال الاحتقان اليومي الأمني والسياسي، وتردي الوضع الاقتصادي الذي يدخل الأسر في معاناة كبيرة، وتراجع مستوى التعليم، إضافة إلى انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في شكل غير مسبوق.

فبعد مرور يوم على اقدام 8 أشقاء على قتل خطيب شقيقتهم، بإطلاق الرصاص عليه، وسط العاصمة بغداد، ليفارق الحياة متأثراً بإصابة في الرأس، قتل أربعة أشخاص، اليوم الأربعاء، في جرائم منفصلة بثلاث محافظات من بينها اثنين لأولاد قتلو آباءهم و أمهاتهم.

ويعد السلاح المنفلت في العراق واحداً من أخطر مشكلات البلاد، لما له من تأثيرات كبيرة على الأمن المجتمعي، ومنذ عام 2005 وحتى اليوم، رفعت الحكومات العراقية شعار “حصر السلاح بيد الدولة”، فيما لا يبدو أن هناك خطوات فعالة لتنفيذه.

إذ ذكرت مديرية شرطة السليمانية في بيان تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، أن “مفارز مركز شرطة آغجلر في قضاء جمجمال تمكنت، اليوم الأربعاء، من إلقاء القبض على متهم مطلوب من قبل محكمة تحقيق قوشتبة”.

وأوضح البيان أنه “بعد ورود مذكرة توقيف من قبل محكمة تحقيق قوشتبة بحق متهم إلى مديرية شرطة محافظة السليمانية، باشرت قوات الشرطة التحقيقات وبعد المراقبة تمكن مركز شرطة آغجلر من العثور على المشتبه به واعتقاله والذي صدرت بحقه مذكرة قبض بموجب المادة 405 من قانون العقوبات العراقي”.

وأضاف البيان أنه “تم إيقاف المشتبه به ويدعى (ه. ع. م. مواليد 1991) بقرار من قبل القاضي وسيتم إعادته إلى المكان المطلوب بعد استكمال الإجراءات القانونية”.

إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة، اليوم الأربعاء، بمقتل مفوض شرطة شمال مدينة الناصرية مركز المحافظة.

إذ ذكرت المصادر لـ”العالم الجديد”، أن “مفوضاً في الشرطة قتل على يد ابنه رمياً بالرصاص داخل منزله الواقع بقضاء الغراف شمال مدينة الناصرية مركز المحافظة”.

وأشارت إلى أن “قوة أمنية قامت بنقل الجثة لدائرة الطب العدلي لإكمال الإجراءات القانونية لها، وفتح تحقيق بالحادث لمعرفة ملابساته، بعد توقيف الجاني (الابن) على ذمة التحقيق”.

من جهة أخرى، أفاد مصدر في شرطة بغداد، اليوم الأربعاء، بمقتل شخص على يد والدته وشقيقه طعنًا بالسكين، جنوبي العاصمة بغداد، بهدف زيادة حصتهما من إرث الوالد الذي توفي قبل أشهر قليلة.

إذ قال المصدر لـ”العالم الجديد”، إن “الشرطة تلقت بلاغًا بمقتل شخص داخل منزله في منطقة الدورة جنوبي بغداد، حيث تم تشكيل فريق تحرٍّ أُرسل إلى مسرح الجريمة، ليجد جثة شاب عليها آثار طعنات سكين في منطقتي الصدر والرأس”.

وأضاف، أن “الشرطة نقلت المجني عليه إلى الطب العدلي، وانتظرت تقرير الوفاة، الذي كشف عن استخدام الجاني سكين (مطبخ) منزلي في الجريمة، ودارت الشبهات بعدها على والدة وشقيق المجني عليه بعد كشف بعض الخيوط”.

وأشار المصدر إلى أن “الجناة قاموا بتنظيف مسرح الجريمة وغسله بالماء، إلا أنه بعد التعمق بالتحقيق ومواجهة الأم وشقيق المجني عليه بالأدلة اعترفا صراحة بارتكابهما الجريمة”، مبينًا أن “الجناة أرادوا قتل الشاب بهدف زيادة حصتهما في الإرث الذي تركه الوالد بعد وفاته”.

وأكد المصدر أن “الجناة تم تقديمهم إلى قاضي التحقيق لتدوين أقوالهم ابتدائيًّا، وسيتم عرضهم على محكمة الجنايات وفق أحكام المادة 405، التي تصل عقوبتها إلى الإعدام”.

وأقدم 8 أشقاء، أمس الثلاثاء، على قتل خطيب شقيقتهم، بإطلاق الرصاص عليه، وسط العاصمة بغداد، ليفارق الحياة متأثراً بإصابة في الرأس، فيما أشارت مصادر إلى أن ذلك جاء نتيجة خلافات عائلية بين الطرفين.

وما زال المجتمع يعاني من فقدان ثقافة التوجه للقضاء أو مراكز الشرطة، وخاصة بقضايا العنف الأسري أو العنف الذي تتعرض له النساء، فضلا عن التحرش الجنسي، فهناك تخوف كبير من أن تسوف القضية أو التخوف من “الفضيحة”، وهذا إلى جانب عدم وجود ثقة بالأجهزة الرسمية وخاصة الأمنية، ودائما ما يتردد الأهالي من تقديم شكوى ضد فرد من العائلة.

إقرأ أيضا