صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

في يومهم العالمي.. ذي قار تسجل رقماً «خطيراً» للأطفال المصابين بالتوحد

مع افتقار العراق إلى الملاكات الطبيَّة والمستلزمات الضروريَّة لتشخيص وتأهيل الأطفال المصابين بالتوحد، تزداد اعداد المصابين بشكل كبير، الأمر الذي يكشف عن مدى التقصير حكومي في رعاية هذه الشريحة، حيث يصل عدد الأطفال المصابين بالتوحد في عموم العراق، إلى أكثر من 20 ألف طفل.

وفي يومهم العالمي، كشفت منظمة “التواصل والإخاء” الإنسانية في ذي قار، اليوم الاثنين، عما وصفته بالرقم “الخطير” لعدد الأطفال المصابين بمرض التوحد في المحافظة، مشددة على ضرورة التحرك للحد من هذا الانتشار.

ويصيب طيف التوحّد واحداً من كلّ 160 طفلاً حول العالم، وان الذكور أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب بأربع مرّات مقارنة بالإناث، بحسب منظمة الصحة العالمية

ويُعرف طيف التوحد بأنه اضطراب يؤثر في قدرة شخص على إدراك العالم حوله، وعلى التعامل مع الآخرين.

إذ قال مدير المنظمة، علي الناشي، إن “عدد المصابين بمرض التوحد والمسجلين رسمياً لدى دائرة صحة ذي قار بلغ 460 حالة إصابة بين الأطفال، أما العدد الكلي في المراكز الأهلية غير المسجلة والمناطق النائية فقد يتجاوز الثلاثة آلاف حالة”.

وأضاف “هذا الرقم المرتفع من المصابين بالمرض ينذر بخطر مستقبلي على المجتمع المحلي في ذي قار”، لافتاً إلى أن “هناك أسباباً مباشرة تؤدي للإصابة به وأخرى غير مباشرة”.

وبين الناشي، أن “الأسباب المباشرة هي زواج القاصرات، وأخرى كيميائية تتمثل بتفشي الأوبئة وعدم تناول المرأة الحامل اللقاحات المخصصة لها أو للطفل أثناء فترة الحمل والولادة”.

وتابع “أما الأسباب غير المباشرة فهي استخدام التواصل الاجتماعي، وترك الوالدين أطفالهما في أماكن معزولة عن أقرانهم، أو حرمانهم من التواصل مع محيطهم”.

وأضاف مدير المنظمة، أن “مرض التوحد في المحافظة يصيب الأطفال الذكور في الغالب، حيث أن كل أربعة أطفال ذكور مصابون بالمرض تقابلهم أنثى واحدة مصابة”.

لا توجد أرقام رسمية في العراق بشأن أعداد المصابين بالتوحد، لكن تقديرات تظهر أن هناك عشرات الآلاف منهم في كل محافظة، في حين تفتقد غالبية المحافظات مراكز تأهيل حكومية متخصصة، وهذا يعقّد من فرص تأهيلهم، بخاصة في ظل غياب الوعي المجتمعي بكيفية التعامل معهم.

وتحتل العاصمة بغداد ومدن البصرة والموصل وكركوك الصدارة في عدد المصابين بمرض التوحد، بحسب مختصين.

وتختلف المبالغ المالية التي يدفعها أهالي أطفال التوحد بحسب الحالات الاجتماعية وظروف عيشها، إلا انها تتراوح في الغالب بين 250 و500 ألف دينار عراقي (170 و325 دولاراً)، بحسب البرنامج الذي يحتاجه كل طفل.

وبحسب موقع “وايس فوتر”، يحتل العراق المرتبة الـ 193 عالمياً في الإصابة بالتوحد لدى الأطفال بمعدل 328.27 طفل مصاب لكل 100 ألف طفل، ويرصد الموقع أكثر من 125 ألف مصاب بالتوحد من مختلف الأعمار.

أما وزارة التخطيط، فقد رصدت في إحصاءاتها أكثر من 350 ألف معوق بالفهم والإدراك، لكن لا شي في هذه الإحصاءات يشير الى التوحد بعينه.

إقرأ أيضا