قبل نحو خمسة أشهر من موعد إجراء الانتخابات المبكرة، اتجه بعض النواب الى “إنهاء” دورهم النيابي بصورة “طوعية” وغلق هواتفهم النقالة، خصوصا ممن لم يترشحوا للانتخابات المقبلة، ما اعتبره نائب “خطوة خاطئة”، فيما رأى آخر بأن بعض من لم ينقطعوا عن حضور الجلسات يعملون على “تأجيل الانتخابات“.
ويقول النائب فاضل الفتلاوي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مسألة قطع بعض النواب علاقاتهم بشكل تام مع الشارع العراقي بشكل عام والصحفيين والاعلاميين بشكل خاص غير صحيحة، كونها لا تتلاءم مع الدور النيابي المفترض“.
ويضيف الفتلاوي، أن “النائب يبقى نائبا لحين حل مجلس النواب قبل يوم او يومين من الانتخابات، وبالتالي فنحن جميعا مطالبون بواجبات واعمال وقوانين يجب اتمامها خلال الفترة المتبقية”، مؤكدا أن “المواطن العراقي بكل تاكيد هو من يقيم عمل الجميع، ومن كان له تواصل وتقارب مع المواطنين طيلة الفترات السابقة، ومع من انشغل عنهم، بل لم يسجل اي حضور يذكر ولم يحضر حتى جلسات البرلمان“.
وطيلة الاسبوع الماضي، حاولت “العالم الجديد” التواصل مع العديد من النواب في مختلف اللجان النيابية، لكن اغلب الهواتف كانت مغلقة، فضلا عن رد بعض النواب، بانهم سيتجهون لغلق هواتفهم العامة، نظرا لعدم ترشيحهم في الانتخابات، وعند الاستسفار منهم، أكدوا ان “دورنا انتهى“.
وكان مجلس النواب صوت في 31 اذار مارس الماضي، على حل نفسه في 9 تشرين الاول اكتوبر المقبل، أي قبل 24 ساعة من انطلاق موعد الانتخابات، فيما تضمن القرار استمرار عمل البرلمان بصورة طبيعية طيلة هذه الفترة المقبلة، وذلك عقب تصويته على قانون موازنة 2021، وأيضا بعد تمريره تعديل قانون المحكمة الاتحادية، وهي المسؤولة عن المصادقة على نتائج الانتخابات.
الى ذلك، يبين النائب حسن البهادلي في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “استمرار استلام الرواتب من قبل البرلماني خلال الفترات المتبقية، هو امر قانوني حتى في حال عدم عقد جلسة لمجلس النواب“.
ويضيف البهادلي، أن “تواجد النواب وتواصلهم من عدمه يتبع النائب نفسه، حيث ان الاغلبية بدأت تعمل من الان على الدعاية الانتخابية، تحضيرا لعملية الاقتراع المقبلة في تشرين الاول من السنة الحالية”، متابعا أن “البعض ممن لا يحضرون جلسات البرلمان، ذهبوا باتجاه تأجيل الانتخابات، وهذا رأي موجود لدى اغلب النواب ولذا فانهم تفرغوا للعمل عليه خلال الفترة المقبلة“.
يشار الى ان مجلس النواب، عقد آخر جلسة اعتيادية له في 20 نيسان أبريل الماضي، وكانت الاولى في الفصل التشريعي الثاني للسنة التشريعية الثالثة، وذلك عقب عطلة انتهاء الفصل التشريعي الاول، الذي شهد في آخر جلسته اقرار موازنة العام 2021، كما عقد المجلس بتاريخ 26 نيسان جلسة استثنائية، عقب الحريق الذي طال مستشفى ابن الخطيب وأودى بحياة 82 شخصا واصابة اكثر من 100، فضلا عن استذكار النائب الراحل عدنان الاسدي.
وخلال الـ30 يوما الماضية، شهد العراق العديد من الاحداث المفصلية، منها عودة نشاط تنظيم داعش وشنه هجمات شبه يومية في محافظة كركوك وديالى، في ظل وجود شبهات حول دور القيادات الامنية في المحافظة، فضلا عن اغتيال الناشط ايهاب الوزني في كربلاء، وتحديد 25 ايار مايو الحالي، موعدا لعودة التظاهرات في العاصمة بغداد، بالاضافة الى ارتفاع حدة العمليات العسكرية التركية شمالي العراق.
وقد بدأت بعض القوى السياسية بالعمل على الدعاية الانتخابية المبكرة منذ اعلان اسماء المرشحين النهاية، وتمثلت بعقد لقاءات مع شيوخ العشائر ووضع الملصقات الدعائية في بعض المحافظات.