ثمانية عشر يوما تفصلنا عن زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تأتي في ظل تحديات جيوسياسية معقدة وترقب داخل الأوساط المحلية لما تتضمنه من ملفات حساسة وتحديدا بحث خروج القوات الأمريكية من العراق.
فبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع، على توقف عمليات استهداف المصالح الأمريكية من قبل الفصائل المسلحة العراقية، شكك وزير الخارجية فؤاد حسين الذي يتواجد حاليا في واشنطن، ببيانات تلك الفصائل والتي تعلن فيها بين الحين والآخر شن هجمات تستهدف مناطق داخل اسرائيل.
يشار إلى أن وزير الخارجية فؤاد حسين وصل في 21 آذار مارس الجاري، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن على رأس وفد رفيع، لبحث عدد من الملفات أبرزها زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني المرتقبة والتي من المقرر ان تجري في 15 نيسان أبريل المقبل.
إذ قال حسين في مقابلة مع “صوت أمريكا” تابعتها “العالم الجديد”، “قرأت البيانات الصادرة، ولكن الجانب الآخر لم يقل أنها صحيحة، وأنا لا أعرف هل هذه البيانات للاستهلاك الداخلي أو أنها حقيقة؟”.
وأضاف أن “استخدام السلاح داخل العراق يتطلب قرارا من القائد العام للقوات المسلحة، ولا ينبغي لأي شخص أن يتخذ قرارا من ذاته بأن يشن حربا على هذه الجهة أو تلك”، مؤكدا أن “قرار الحرب يصدر من مجلس النواب العراقي حصراً، وليس قرارا شخصياً”.
وكانت صحيفة “ذي ناشيونال” البريطانية، كشفت في 20 آذار مارس الجاري، عن محادثات أمريكية- إيرانية (غير معلنة) لتهدئة الفصائل المسلحة في العراق.
وكان البيت الأبيض قد أعلن يوم الجمعة 22 آذار مارس الجاري، أن موعد زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، سيكون في 15 نيسان أبريل المقبل، وأكد التزام واشنطن باتفاقية الإطار الإستراتيجي، والعمل على تعميق الرؤية المشتركة لعراق آمن وذو سيادة ومزدهر ومندمج بالكامل في المنطقة الأوسع.
وفي 24 آذار مارس الجاري، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، إن العنوان الأساس لزيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى واشنطن، هو بحث آفاق العلاقة المستقبلية ما بعد التحالف الدولي، ثم الانتقال إلى العلاقات الشاملة بين الطرفين وبينها الجوانب الأمنية والعسكرية والتسليحية.
وحاول رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، زيارة واشنطن بعد تسنمه منصبه، إلى جانب زياراته للدول الإقليمية، لكن لم يتم الاتفاق على الزيارة طيلة العام والنصف الماضي.
يشار إلى أن الدعوات وإعلان السوداني لإنهاء الوجود الأمريكية، ارتفع بعد أن اغتالت واشنطن في 4 من يناير كانون الثاني الماضي، القيادي في الحشد الشعبي وحركة النجباء أبو تقوى السعيدي، حيث استهدفت عجلته بصواريخ موجهة عند دخوله لمقر تابع لحركة النجباء في بغداد.
وأعلنت الحكومة العراقية في يناير كانون الثاني الماضي، أنها اتفقت مع واشنطن على بدء محادثات حول مستقبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق من أجل وضع جدول زمني لانسحاب القوات وإنهاء مهام التحالف، لكن مع سريان المفاوضات قالت واشنطن إنها لن تنسحب وتخطط لشراكة أمنية دائمة.
يشار إلى أن الفصائل المسلحة ومنذ منتصف تشرين الأول أكتوبر الماضي، بدأت باستهداف القواعد الأمريكية في العراق، وذلك بالتزامن مع حرب غزة، حيث أعلنت الفصائل أن استهدافها للقوات الأمريكية، ردا على الدعم الأمريكي لإسرائيل.
ودخل السجال العسكري بين “فصائل المقاومة” في العراق والقوات الأمريكية مرحلة جديدة، بحسب مراقبين أكدوا في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن الموقف الأمريكي أصبح واضحا بالرد على أي فعل بضربة “مميتة” بحسب وصفهم.