قذائف المعارضة السورية لم تعد تسقط على القائم.. لكن المسلحين يتسللون عبرها إلى العراق

ذهب الرعب عن قضاء القائم التابع لمحافظة الأنبار (480 كلم شمال غرب بغداد) منذ أشهر، فالقذائف التي كانت تسقط على القضاء من المقاتلين الذين يحاولون إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد انتهت تماماً، بحسب ما يؤكد أحمد العاني.

ويقول أحمد، وهو من سكنة القضاء، إن \”الأشهر الماضية عشنا فيها رعبا حقيقيا، إلا أن الأوضاع أصبحت أهدأ\”، ويشير \”كانت القذائف التي تستعملها المعارضة السورية ضد الجيش السوري تسقط علينا كالمطر\”.

وتحاذي مدينة القائم مدينة آل بو كمال السورية التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر.

وأنشأت قوات حرس الحدود في تموز الماضي جدارا عازلا بين العراق وسورية على طول الشريط الحدودي لمنع دخول وخروج المهربين أو تسلل العناصر المسلحة.

وفي اتصال هاتفي مع \”العالم الجديد\” يؤكد أحمد \”تردد أنباء في المدينة تفيد بتسلل مقاتلين من تنظيم القاعدة عبر القائم إلى العراق\”، وينوه بأن \”القضاء يشهد تكثيفا امنيا مشددا منذ أسابيع\”.

وتؤكد تقارير صحفية، أطلعت عليها \”العالم الجديد\”، إحباط \”قوة من الجيش العراقي المتواجدة على الحدود العراقية – السورية, فجر أمس السبت, محاولة لدخول العشرات من عناصر ما يعرف بجبهة النصرة المتطرفة إلى الأراضي العراقية بعد حصول اشتباكات مسلحة أسفرت عن اعتقال 15 عنصرا من النصرة فيما أجبر الآخرون على الفرار والعودة إلى الأراضي السورية\”.

وجبهة النصرة هي منظمة سلفية جهادية تابعة لتنظيم القاعدة تم تشكيلها أواخر 2011 في أثناء الأزمة السورية، لكنها سرعان ما أصبحت في غضون أشهر من أبرز القوى التي تقاتل الجيش النظامي السوري.

ويقول مصدر أمني في محافظة الانبار أن \”الجيش في حالة استنفار دائم خشية من تسلل الإرهابيين إلى الأراضي العراقية\”، ويؤكد في اتصال مع \”العالم الجديد\” أن \”الحدود تشهد محاولات مستمرة لعبور عناصر من القاعدة إلى العراق وبعضها لا تستطيع الأجهزة الأمنية إيقافه لصعوبة السيطرة على الحدود\”.

ويقول حاكم الزاملي، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، إن \”عمليات تهريب الأسلحة إلى الإرهابيين والقتلة بين سوريا والعراق مستمرة\”، عازيا العمليات إلى وجود \”قادة ضعفاء وغير مهنيين\”.

ويؤكد الزاملي في حديث لـ\”العالم الجديد\” أن \”كل الخطط المستخدمة لحماية الأمن في العراق غير جيدة وأن حرس الحدود يستخدمون معدات بدائية مقابل استعمال التنظيمات المسلحة معدات متطورة\”، لافتاً إلى أن \”الإرهابي يمتلك ناظوراً مداه 15 كلم بينما يمتلك الجندي العراق ناظورا لمسافة مترين\”.

ويحذر القيادي في التيار الصدري من أن \”خطوط الإرهاب ما زالت متقدمة على خطوط القوى الأمنية على الرغم من أن العراق لديه ميزانية انفجارية، وهناك مبالغ ضخمة مخصصة للأمن\”، ويستدرك \”مع ذلك لم تستثمر بالشكل الصحيح\”.

ويتابع الزاملي أن \”الجماعات الإرهابية من خلال السرقات والأتاوات لديها تفوق في عملياتها، وهناك من يعمل بإخلاص من جانبها من اجل قتل العراقيين، بينما نحن نعمل بتهاون وفساد إداري، وأموال تبدد\”.

ويشدد الزاملي على \”حاجة البلاد إلى قادة شباب ومهنيين لضبط الحدود بين العراق والسعودية وسوريا والأردن والدول الأخرى المحاذية للعراق\”، ويبدي عدم \”ممانعة التيار الصدري عودة الضباط الكفوئين الذين عملوا في دوائر النظام السابق شريطة عدم تورطهم بدماء العراقيين، وأن يكون عمرهم مناسبا للخدمة\”.

إقرأ أيضا