خريف
ما أوحش ليل الخريف
على بنات القرية
الخجولات والوحيدات
ففي تشرين يجب أن تكوني
دافئة كملابس الشتاء المخزنة
ثقيلة كالذنوب
كوقع المصيبة
حزينة كسيجارة تغتصبها المنفضة
حبيبة لأي شيء
للقمر النقي على النوافذ
لرسائل الحب الخفية
التي تُقرأ على بريقه.
فراغ
لم أصرخ أبداً كنت أقوى
من كل الأسلاك الكهربائية
التي جبرتني
أن أضع على ملابسي قطعة إضافية
لأخفي بها
اللوحة التجريدية التي أبدعتها
***
لم أنهزم أبداً
كنت أقوى
من كل المساطر
الحادة والمسننة
التي كسرت بها أصابعي
واحدة تلو الأخرى
كلما حاولت الكتابة
***
لم أهرب أبداُ
كنت أقوى
من كل المسامير
التي علقت عليها أحلامي الصغيرة
لأشيخ معها في ليلة واحدة
***
وددت لو خارت قواي
لو لفظت هذا الألم
الذي يعني أن تكون امرأة
يبدو دورها في الحياة
كفراغٍ كبير.
الحجارة الصغيرة
أنا قاربٌ خشبي مثقوب
وأنت مضيت
دون أن تنفخ مرة في ثقوبي
وتعيد لي فرصة الحياة
كناي
مضيت دون أن أراك
في نهار مشمس
كقصيدة سريعة
كانت مخيلتي مثواها الأخير
رحلت وأن تركل
كل الحجارة الصغيرة
على طريقك
كانت إحداها
قلبي.
وددت أن أكون شجرة
أحبكَ، ماذا كان بإمكاني أن أفعل
في مدينةٍ ستأخذُني كل شوارعها عند المفارق
لابن عمي !
………………..
في مدينتي ، يبدأُ الحبُّ عنيفاً كأيدي الرجال
وينتهي كقاربٍ نالت منهُ العواصف
………………..
كل الأبواب المؤصدة ، كانت لأجل
أن أصنعَ من الورق قارباً يأخذني إليك
………………..
كل فتاةٍ جميلة عبرت النهر
ابتكرها الراعي كلحنٍ حزين من نايه ِ
………………..
أحببتك ، وحينما علمت القبائل بذلك أشهروا سيوفهم
فطار سربٌ من العصافير المهاجرة بكل مشاعري.
لاجورد عبدالمجيد: شاعرة ومترجمة وفنانة تشكيلية أفغانية مقيمة في المملكة العربية السعودية تكتب النثر و الهايكو (وهو من فنون الشعر الياباني يتم التعبير من خلاله عن مشاعر عميقة ببيت شعري واحد مكون من 17 مقطعا صوتيا، (بحسب الألسنية اليابانية) تكتب في ثلاثة أسطر عادة).. صدر لها كتاب بعنوان (وددت أن أكون شجرة) عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن، شاركت في العديد من الإصدارات المطبوعة مع نخبة من شعراء العالم العربي، في كتب عن شعر الهايكو والنثر.