بعد توقف قليل، عاد الصدام المسلح بين أمريكا والفصائل المسلحة من جديد، حيث اصيب، فجر اليوم الثلاثاء، 18 منتسبا من كتائب حزب الله بقصف للطيران الأمريكي استهدف مقرات تابعة للحشد الشعبي وسط محافظة بابل.
القصف الامريكي وصف بـ”العدائي” ولا يصبّ في مسار المصالح المشتركة طويلة الأمد بين البلدين، بحسب بيان الحكومة الذي ادان هذا الهجوم.
إذ تقول وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم الثلاثاء، إن “الجيش الأميركي نفذ “ضربات انتقامية”، أمس الاثنين، في العراق بعد هجوم شنه في وقت سابق من اليوم نفسه مسلحون وأسفر عن إصابة 3 جنود أميركيين، أحدهم في حالة حرجة”.
فيما يؤكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في بيان، ان “القوات المسلحة الأميركية شنّت ضربات ضرورية ومتكافئة على 3 منشآت في العراق تستخدمها كتائب حزب الله وجماعات تابعة لها”.
ويوضح أن “هذه الضربات الدقيقة هي رد على سلسلة هجمات ضد طواقم أميركية في العراق وسوريا شنتها مليشيات ترعاها إيران، بما في ذلك هجوم شنته كتائب حزب الله التابعة لإيران وجماعات تابعة لها على قاعدة أربيل الجوية في وقت سابق من اليوم”.
ويضيف:”صلواتي للأميركيين الشجعان الذين أصيبوا”.
إلى ذلك تؤكد الحكومة العراقية، اليوم الثلاثاء، في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، تلقته “العالم الجديد”، أنها “تتعامل، عبر قواتها الأمنية بكل صنوفها ومؤسساتها الدستورية وسلطاتها القانونية كافة، بحزم إزاء قيام بعض العناصر بالاعتداء على مقارّ البعثات الدبلوماسية الأجنبية أو الأماكن التي يتواجد فيها المستشارون العسكريون من الدول الصديقة، وقد سبق أن تمّ تشخيص هذه الاعتداءات على أنها أعمال عدائية تمسّ بسيادة الدولة العراقية، ومن غير المقبول أن تُرتَكب وفق أي ظرف كان أو تحت أي مسمى أو مبرر”.
ويضيف البيان، أن “ما جرى فجر اليوم الثلاثاء 26- كانون الأول- 2023، من استهداف مواقع عسكرية عراقية من قبل الجانب الأمريكي تحت عنوان الرّد، وأدى إلى استشهاد منتسب وإصابة 18 آخرين من ضمنهم مدنيون، وهو فعل عدائي واضح، وغير بنّاء، ولا يصبّ في مسار المصالح المشتركة طويلة الأمد، في بسط الأمن والاستقرار، ويعمل بالضدّ مما هو معلن من رغبة الجانب الأمريكي في تعزيز العلاقات مع العراق”.
ويلفت إلى أن “هذه الخطوة تسيء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وستعمل على تعقيد سبل الوصول إلى تفاهمات عبر الحوار المشترك لإنهاء وجود التحالف الدولي، وهي، قبل كل شيء، تمثل مساساً مرفوضاً بالسيادة العراقية”.
ويتابع: “لقد نجحت قواتنا الأمنية في بسط الأمن والاستقرار بربوع بلادنا، وتحقق الانتصار على عصابات داعش الإرهابية، التي لم تعد تشكل تهديداً للأمن الوطني العراقي، وبالتالي فإن المحافظة على ثمار هذا الانتصار من صلب أولوياتنا الأمنية والستراتيجية، ولن نسمح لأي طرف بالمساس بما تحقق وترسّخ عبر آلاف التضحيات الغالية”.
يأتي هذا الاستهداف بعد يوم من تعرض قاعدة للتحالف الدولي في مطار اربيل بطائرة مسيرة مفخخة ادى لوقوع اصابات، وتعطيل المطار، في هجوم وصفه الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء قوات خاصة يحيى رسول بـ”العمل الإرهابي”.
يشار إلى أن الفصائل المسلحة ومنذ منتصف تشرين الأول أكتوبر الماضي، بدأت باستهداف القواعد الأمريكية في العراق، وذلك بالتزامن مع حرب غزة، حيث أعلنت الفصائل أن استهدافها للقوات الأمريكية، ردا على الدعم الأمريكي لإسرائيل.
وتلقى رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، في الثالث من الشهر الحالي، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وفيه أكد السوداني على التزام العراق بحماية البعثات الدبلوماسية والمستشارين، مشددا على قدرة القوات الأمنية العراقية على القيام بواجباتها في ملاحقة منفذي الهجمات على البعثات الدبلوماسية، من دون تدخل أية جهة خارجية.
جدير بالذكر، أنه جرى استهداف السفارة الأمريكية بـ10 قذائف هاون، 8 منها استهدفت مقر جهاز الأمن الوطني، في 8 كانون الأول ديسمبر الحالي، فيما سقطت قذيفتان عند مقتربات محيط السفارة الأمريكية، بسبب الإحداثيات الخاطئة، ولاحقا أعلنت الحكومة القبض على المنفذين لهذه العملية، وأكدت ارتباط بعضهم بجهاز أمني عراقي.
وكان مسؤول أمريكي رفيع، لم يكشف عن اسمه، أرسل تحذيرا إلى بغداد من مواجهة عزلة دولية غير مسبوقة إذا استمرت الهجمات ضد القواعد العسكرية التي تستضيف مستشارين أمريكيين في العراق، بحسب صحيفة “الشرق الأوسط”.
ودخل السجال العسكري بين “فصائل المقاومة” في العراق والقوات الأمريكية مرحلة جديدة، بحسب مراقبين أكدوا في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن الموقف الأمريكي أصبح واضحا بالرد على أي فعل بضربة “مميتة” بحسب وصفهم.