فقدت بيروت واحدا من أهم إيقوناتها الثقافية الأسبوع الماضي، مع رحيل الشاعر والسينمائي اللبناني الكبير كريستيان غازي..
\”العالم الجديد\” تستذكر الشاعر الذي أهدى اللغة الفرنسية ثلاث مجاميع شعرية، وتعيد نشر نصين للشاعر الراحل:
\”جيرونيمو الشرق\”
ما عاد رأسك يسطع بالرؤية
بسرعة حجر الفلسفة الأحمر انطفأ فيك
وتقيّأت نفسها بنفسها الفراغات من حولك
جيرو نيمو.
.
أين هي روحك الآن؟
ينبغي أن أراها فوق مدار رأسك المسفوح
ينبغي أن أشرب معها نبع الأوقات الآفلة
وأتطلع إلى خواص من سيرث هذا العدم.
.
عدمك
قبل أن تتبدد لغته الخفية
من فوق خفاء الصورة المحوّمة
جيرونيمو هل تبخر الذي لا يتبخر فيك؟
هل فقدت حتى صمت لعبة التسرّي بالموت؟
لا شيء في المشهد عن بعد يا صديقي
سوى سهم حقدهم يثقب درقة سلحفاتك
بلا طائل
+ + +
\”بلازما التكاثر في اللاشيء\”
للثورة أيضاً ضجرها المتكرر
ما لم تتجدد بطقوس تجدّد العالم
وتغيّر جلدها كما الأرواح المائية
كما انقلاب الشمس الدائم على نفسه
«الثورة»، آه كم ابتذل هذا المصطلح
كم صار بؤرة للبؤس في عين البؤس
وسدة الفراغ في سوق أممية الفراغات
تغزّل بأفولك يا صاحبي
كما لو كنت تتغزل بالوردة
النظام فيك خرج على النظام
والفوضى الجميلة لحُلمك
ارتبطت بعلاقة وثيقة مع فقدانها
صرت أبداً تشبه هذا الآتي من ليل الأيديولوجيا
ومن ليل التاريخ.
.
استحلت طحينا أسود
لن تجدني بالقرب منك بعد الآن
فأنا هو الآخر، الذي يؤمثل آخره فقط
في قاع الشيء الميت.
.
كما في قمته
ومن ملامحه باتت تنطق القسوة
وبدايات امتحان طوفان الإلغاء
ما من شيء يبدو أكثر تهافتاً مني الآن
دُفعات الحياة.
.
ودُفعات الموت عندي سواء
مجرد زائدة في بلازما التكاثر في اللا شيء