قصيدتان من إفريقيا – ترجمة ليث سهر

ضوء بلا ظل للذاكرة

 

ترجمة: ليث سهر

كانت تنظر إلى الورقة

وهي تسقط من الشجرة 

وتطير  بعيدا في السماء الزرقاء 

في ضوء النهار الأبيض  

ضوء بلا ظل

يرسم على كل جوانب الورقة.

تراقبها بهدوء 

حتى وقعت في راحة يدها  

وبيسر كبير,

مضت في درب الذكريات,

في فؤادها,

مثل أولئك في إفريقيا

إفريقيا العيون المتلألئة.

كما لو نجوم عدة تعيش فيهم.

نجوم مندفعة

نجوم متلألئة,

سماء ليلة ممتلئة بالنجوم 

مثل عيون الأفارقة

أحيانا تحتجب النجوم, وراء الغيوم 

حتى تمر العاصفة.

ومرة أخرى تتلألأ,

في سماء صافية 

 في عيونهم.

ستارة الذكريات المشرقة 

تسقط مثل ورقة 

في مخيلتها.

كارلي  يونغ – شاعرة من مالي

 

كان يا ما كان

 

كان يا ما كان, يا ولدي  

كان الناس يبتسمون بقلوبهم 

وبعيونهم

لكنهم الآن يبتسمون بشفاههم, 

وعيونهم الباردة 

تبحث وراء ظلي. 

كان ذلك الزمن حقيقة, 

حين كانت تتصافح أيديهم وقلوبهم معا 

ذلك الزمن, يا بني, مضى.

الآن يصافحونني بأيديهم اليمنى ببرود 

واليسرى تبحث في جيوبي الفارغة. 

أنت في بيتك! تعال مرة أخرى!

هكذا قالوا,

عندما كنت ارجع واشعر أني في بيتي مرة ثانية

لكن لم تكن هنالك مرة ثالثة

لأني وجدت الأبواب قد أغلقت في وجهي

تعلمت الكثير من الأشياء,

تعلمت كيف ارتدي الوجوه مثل الملابس

وجه للبيت,

وجه للعمل,

 وجه للشارع,

 وجه للضيف,

ووجه يشبه ألوان ذيل الطاووس

كل تلك الوجوه, يا بني,

تبتسم ببلادة مثل لوحة على الحائط.

تعلمت أيضا 

أن اضحك ببرود

وأن أصافح ببرود 

وأنا أقول \”إلى اللقاء\”

وأنا اقصد \”إنني تخلصت\”

وتعلمت أن أقول \”لطيف أن أتحدث إليك\”

وأنا أعني الشعور بالملل.

لكن صدقني بني 

أريد أن أكون كما أنت الآن

أريد أن أنسى كل تلك الأشياء الميتة

أريد أن أتعلم كيف ابتسم ثانية 

ليس كما ابتسم في المرآة 

مثل أفعى تبرز أنيابها  

أرني يا بني كيف تبتسم

أرني كيف تبتسم 

كما كنت أبتسم 

مرة في زمن مضى 

حين كنت مثلك.

غابرييل أوكارا – شاعر وروائي معاصر من نيجيريا

إقرأ أيضا