صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

قمر عراقي يزين سماء قرقوش في ليلة عيد الميلاد

في سابقة نوعية, انطلقت حافلة محملة بالالاف الرسائل من بغداد والبصرة والنجف والفلوجة وسامراء والموصل لتصل الى عمق سهل نينوى، حاملة رسائل سلام ومحبة لمسيحيي قرقوش, في أعياد الميلاد ورأس السنة. لاقت الرسائل ردود أفعال عاطفية عميقة للغاية, فقرقوش تتعرض للإهمال كسائر

في سابقة نوعية, انطلقت حافلة محملة بالالاف الرسائل من بغداد والبصرة والنجف والفلوجة وسامراء والموصل لتصل الى عمق سهل نينوى، حاملة رسائل سلام ومحبة لمسيحيي قرقوش, في أعياد الميلاد ورأس السنة.

لاقت الرسائل ردود أفعال عاطفية عميقة للغاية, فقرقوش تتعرض للإهمال كسائر الأقضية والنواحي العراقية, وحين وصلت حافلة الأماني, أضاءت سماء قرقوش في احتفال لم تشهد المدينة له مثيلا, حيث عانق القادم من البصرة والفلوجة ومدينة الصدر وأكراد دهوك إخوانهم من مسيحيي قرقوش وأحيوا معا ليلة القداس.

Image

“جميل الجميل” أحد سكان قضاء الحمدانية عبر لـ”العالم الجديد” عن مفاجأته السعيدة بهذه المبادرة “التي ستساهم في تقريب وجهات النظر بين شباب العراق المتنوع”، ودعا الى “تكرارها سنويا ودعم هكذا مبادرات في اماكن أخرى وتكون متبادلة بين الاديان كلها في العراق”.

الفريد في هذه المبادرة – التي اطلقها شباب مشروع تحاور– هو أن بطاقات التهنئة احتفت في نفس الوقت بالخصائص الثقافية للمدن التي انطلقت منها, فالملوية من سامراء ونصب الحرية من بغداد والجسر الايطالي من البصرة, وعندما تفتح مغلف الهدية ستجد مجسما لأحد معالم الحضارة العراقية (كالثور المجنح, او قيثارة عشتار او أشور بانيبال)، وعندما تفتح البطاقة ستجد رسالة مكتوبة تبدأ بسؤال: ما معنى أن نحُب الوطن؟

Image

ومن ثم يجد القارئ بخط اليد، عبارة تؤكد أن العراق هو الحضارة التي تمت فيها كتابة أول قانون بشري، وأول مكتبة في التاريخ, وأول نغم موسيقي وأول رُقم طيني ليتلو ذلك سطور كتبها مئات شباب العراق وقدموا فيها اسئلة عن مستقبل العراق وأمنيات محبة وهموم التقوا فيها مع أقرانهم من المسيحيين.

وعن هذا الامر، يقول مدير برنامج تحاور، نشوان محمد، لـ”العالم الجديد”، قائلا إن “المبادرة كانت فوق ما كان مخططا له من تجاوب الناس الرائع معها، وغير المتوقع بصراحة، وقد تلقينا ترحيبا عاليا من قبل سكان المنطقة، وأكدوا لنا على عدم وجود أي تفرقة بين العراقيين من الديانات المختلفة، وهذا الامر تم التأكيد عليه من قبل اكثر من شخص هناك”.

Image

ويضيف محمد ان “رجال الدين المسيحيين رحبوا بنا ترحيبا جميلا وقاموا بتأمين كل ما نحتاجه لنجاح المبادرة وتسهيل مهمتنا، حيث كانت المبادرة عبارة عن توزيع هدايا على سكان مدينة بغديدا المعروفة محليا بـ”قره قوش” وتم تنظيم الامر على ان يكون مفاجاة للاهالي، حيث حضرت الفرحة على الجميع، وجعلت أجواء العيد جميلة، ومعانيها كانت رسائل قوية عن وحدة العراقيين”.

ويشير الى أن تأثر السكان بهذه المبادرة كان واضحا بالرغم من بساطتها، وأن الأمر كان واضحا على وجوه الجميع وأن هناك امرا جميلا حدث، وهو دخول شباب وبنات مسلمين من الموصل والنجف وبغداد والانبار الى الكنائس لاداء التراتيل الدينية والاحتفال مع اخوانهم المسيحيين”.

Image

ويردف مدير البرنامج، أن “المبادرات كثيرة والافكار موجودة، ولن تنتهي هذه المبادرات لدينا لأن مشروعنا مستمر حتى شهر نيسان أبريل من العام المقبل، ونحن نفكر الان بالطريقة التي تمكننا من المحافظة على هذه المجموعة من الشباب والشابات”.

“حنين مروان علي” احدى المشاركات في مبادرة “تحاور”، وهي فتاة من مدينة الموصل، تقول في حديث لـ”العالم الجديد” إن “برنامج تحاور علمنا الاستماع للآخر المختلف، ومنحه الحرية بالتعبير عن ارائه والتحاور معه بكل شفافية، والشيء الجميل ان المشروع ساعدنا في التعرف على شباب وبنات من محافظات أخرى وساهم ذلك في تعزيز التقارب بيننا على اساس وطني”.

Image

وتنوه علي، الى أن “مبادرة توزيع هدايا ورسائل تهنئة على المسيحيين في سهل نينوى كان امرا جميلا ورائعا وخلق أجواء عراقية وطنية جميلة، جعلتنا نشكل معهم صورة الوطن الواحد”، لافتة الى ان “فرحة الاهالي المسيحيين بحضورنا كانت واضحة، وهذا الامر خلق داخلنا شعورا ايجابيا بان من الممكن ان يكون وطننا اجمل وافضل من خلال وحدتنا”.

ومن الجدير بالذكر ان “تحاور” هو مشروع عابر للطائفة، مشكل من مجموعة من الشباب والشابات، يقوم بعشرات الأنشطة التي تركز على إنعاش الروح الوطنية، ويتلقى مهارات في التفكير النقدي والتنظيم المجتمعي والإنصات الفعال والحوار لينشأ لدى الأعضاء إحساس بتحول إيجابي في المجتمع.

إقرأ أيضا