لم تكن نتائج إنتخابات برلمان إقليم كردستان صادمة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني لوحده، فقد كانت قوى في بغداد تراقب ظهور النتائج الأولية بحذر شديد.
حيث عمدت وسائل اعلام تابعة ومقربة لجهات سياسية حليفة لحزب طالباني، إلى عدم الالتفات إلى نشر اخبار النتائج الأولية التي تحدثت عن خسارة اليكتي، في حين اضطرت بعض الصحف الحزبية التي نشرت أخبارا حول هذا الموضوع إلى تخفيف وقع العناوين كي لا تثير حلفاءهم في السليمانية.
وفيما تردد بعض النواب الذين اتصلنا بهم لاستطلاع رأيهم حول \”مستقبل التحالفات على ضوء نتائج انتخابات برلمان إقليم كردستان\”، مفضلين عدم الاجابة، تمسك القسم الاخر بالإشادة بجميع القوى السياسية الكردية، بردود دبلوماسية.
وفي اتصال مع \”العالم الجديد\” أمس الاثنين، قال عدنان السراج المحلل السياسي ورئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية، إن \”من الطبيعي ان تشهد السياسة تحولات في مراكز القوى والتحالفات، نتيجة تراجع الأحزاب في أي انتخابات\”.
وبين السراج أن \”القوى السياسية تبحث دوما عن حلفاء أقوياء لإنشاء تحالفات قوية وقادرة على صنع القرار\”.
وأعلنت مفوضية انتخابات، السبت 28 أيلول الحالي، عن فوز حزب بارزاني بانتخابات برلمان كردستان تلته حركة التغيير فيما حل حزب الطالباني ثالثا، مؤكدة أن هذه النتائج تمثل نسبة 95% من النتائج الكلية.
وأوضح السراج أن \”جميع القوى الكردستانية تتفق مع اغلب طروحات التحالف الوطني (الشيعي)، بالرغم من أنها ترتبط بعلاقات جيدة مع ائتلاف العراقية\”، مبينا أن \”الاحزاب الكردية بالرغم من اختلافاتها السياسية، إلا انها تتفق على المصالح العليا لكردستان\”.
وأشار المحلل السياسي إلى أن \”هناك لقاءات سبقت انتخابات برلمان كردستان بين وفود من ائتلاف دولة القانون مع نيشروان مصطفى زعيم حركة تغيير، وكانت طروحاته محط اعجاب الوفود التي زارت كردستان\”.
ولفت رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية، إلى أن \”ائتلاف دولة القانون قد يسعى لتمتين علاقاته مع حركة تغيير نظرا لما اظهرته نتائج الانتخابات، إلا أنه لن يتخلى عن علاقاته القوية مع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يضم شخصيات مؤثرة وكبيرة مثل مام جلال وبرهم صالح وكوسرت رسول، الذين يعتبرون رموز عراقية كردية\”.
ورأى السراج أن \”الاتحاد الوطني سوف يعوض ما فاته في انتخابات برلمان كردستان، ويصحح الاخطاء التي حدثت ليخوض الانتخابات البرلمانية بقوة\”.
بدوره، بين علي الشلاه، القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي رئيس الوزراء، أن \”رؤيتنا تجاه الأحزاب والقوى الكردية تنطلق من مسافة واحدة، بالرغم من اهتمامنا البالغ بنتائج انتخابات برلمان إقليم كردستان\”.
وبين الشلاه أن \”دولة القانون يرتبط بعلاقات تاريخية مع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وهي علاقات قوية وعميقة، ولكننا نحترم إرادة الناخب الكردي، وما تسفر عنه نتائج الانتخابات\”.
وأضاف أنه \”من خلال الواقعية السياسية، فإننا في ائتلاف دولة القانون نرتبط بعلاقات جيدة مع حركة تغيير ونبارك فوزهم، ونسعى لتطوير علاقتنا بهم، وبالـتأكيد أن ظهور قوة سياسية بهذه القوة الجماهيرية، تدفع القوى الأخرى لبناء علاقات إيجابية معها\”.
وأشار إلى أن \”العلاقات جيدة مع جميع القوى الكردية، وحتى مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، في الفترة الأخيرة اتخذت العلاقات مسارا إيجابيا\”.
أمّا اسكندر وتوت النائب المستقل، فأوضح أنه \”منذ دخول حركة تغيير في البرلمان الاتحادي ونحن نرى أن هناك مستقبلا سياسيا لهذه الحركة\”.
وأضاف وتوت في حديث لـ\”العالم الجديد\” أمس، أن \”الحركة امتازت بمواقفها المبدئية تجاه العديد من القضايا الوطنية عراقيا وكردياً، وهم من دعاة وحدة العراق الاتحادي الفيدرالي، لذا نحن نسعى لتقوية علاقتنا بهم لوجود الكثير من المشتركات التي نلتقي معهم فيها\”.
واعتبر النائب المستقل، أن \”انتخابات برلمان إقليم كردستان لها تأثيرات على المشهد السياسي في العراق، وهي قراءة مستقبلية لمن سيكون من القوى الكردية في البرلمان الاتحادي\”.
من جهتها، أكدت ندى الجبوري النائبة عن القائمة العراقية، أن \”الانتخابات البرلمانية المقبلة، تعتمد على عدد المقاعد التي تحصل عليها الكتل المشاركة ومن ضمنها القوى الكوردية التي ستدخل للانتخابات\”.
وأضافت الجبوري في حديث مع \”العالم الجديد\” أمس، أن \”هذا الأمر لا يمكن التكهن به الآن برغم النتائج التي أظهرتها انتخابات برلمان كردستان\”، مشيرة إلى أن \”فوز الكتل في الانتخابات البرلمانية الاتحادية سيكون هو الحاسم في التفاهمات والتحالفات مع القوى الكردية\”.
ورأت النائبة عن القائمة العراقية، أن \”الأحزاب الكردية هي أحزاب رصينة ولها تاريخها، ولا يمكن أن يتم إقصاء حزب له تاريخ حتى وإن خسر الانتخابات، فالتفاهمات موجودة ونحن نحترم جميع القوى الكردية\”، واستدركت أنه \”بعد الانتخابات الاتحادية سيكون لكل حادث حديث\”.
قوى سياسية في بغداد تعيد حساباتها وفقا لانتخابات كردستان.. وأخرى تأمل أن يستيعد حزب طالباني مكانته
2013-10-01 - تقاريرنا