قيادات بالحزب الحاكم تطالب الرئيس السوداني بالتراجع عن رفع الدعم وحكومته ترفض وتقلل من خطورة الاحتجاجات

طالب عشرات من القيادات من داخل حزب المؤتمر الحاكم في السودان الرئيس عمر البشير بتشكيل آلية لتحقيق وفاق وطني بهدف حل الأزمة السياسية المتفاقمة في البلاد.
ودعت القيادات الى إلغاء قرار رفع الدعم عن المحروقات، الذي فجر موجة الاحتجاجات الحالية.
غير أن الحكومة السودانية رفضت التراجع عن قرار إلغاء الدعم.
وتشهد العاصمة السودانية الخرطوم ومدن سودانية أخرى منذ أيام موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات في أعقاب ارتفاع أسعار المحروقات بعدم رفع الدعم عنها، ما أدى إلى مقتل العشرات وجرح المئات.
مظاهرات في السودان
الحكومة تقر بمعاناة الناس من إلغاء الدعم، لكنها تعتبره الحل للازمة الاقتصادية.
وأفاد محمد عثمان، مراسل بي بي سي في الخرطوم، بأن قيادات سياسية إسلامية وعسكرية سابقة وجهت مذكرة مفتوحة إلى البشير تتضمن طلبا بإجراء تحقيق مستقل في حوادث قتل المتظاهرين ومحاكمة المسؤولين عنها.
ونصحت المذكرة البشير \”بالعمل بما جاء فيها تفاديا للفتنة التي ستصيب البلاد\”.
ومن أبرز الموقعين على المذكرة غازي صلاح الدين، القيادي في الحزب الحاكم ومستشار سابق للرئيس السوداني، وحسن عثمان رزق، القيادي بالحزب، والعميد المتقاعد محمد إبراهيم عبد الجليل، قائد المحاولة الانقلابية التي وقعت نهاية العام الماضي ومدير جهاز الاستخبارات السابق.
وفي تصريحات لبي بي سي، عبر أحمد بلال عثمان، وزير الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية، عن أسفه لسقوط قتلى وجرحى في الاحتجاجات على إلغاء دعم المحروقات.
وتعهد بأن تشكل الحكومة لجنة تحقيق مستقلة ومحايدة للوقوف على ملابسات أعمال القتل ومحاكمة الضالعين فيها.
غير أنه قال، في تصريحات أخرى لوكالة فرانس برس \”لا يمكن على الإطلاق إلغاء قرار رفع الدعم، فهذا هو المخرج\”، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة في السودان.
وأضاف \”اقتصادنا لايمكن أن يحتمل مثل هذا الدعم.. يجب أن نمضي، وندرك أن هذا سيكون قاسيا بعض الشئ على الناس\”.
واعتبر الوزير أن السلطات مطالبة بالتدخل في حالة تحول المظاهرات إلى العنف. وقال\” لقد هاجموا محطات الغاز وأحرقوا 21 محطة\”.
ومنعت قوات الشرطة امس، طلاب الجامعات بمدينة الخرطوم وجامعتي البحر الأحمر، في مدينة بورتسودان، ووادي النيل في مدينة عطبرة من الخروج في مسيرات احتجاجية.
واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق جموع الطلبة.
وزير الإعلام يقول إنه كان يجب على السلطات التدخل بعد \”تحول المظاهرات إلى أعمال عنف وحرق\”.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم تمديد إغلاق مدارس التعليم الأساس والثانوي حتى العشرين من الشهر المقبل.
وقلل وزير الإعلام من أهمية اتحاد قوى التغيير الشبابية والأحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني في كيان واحد.
وقال بلال عثمان \”تكوين مثل هذه الأجسام أمر طبيعي وهو جزء من العملية الديمقراطية في حال التزامها بالمسيرات السلمية\”.
وكانت هذه القوى قد شكلت \”تنسيقية قوى التغيير السودانية\” بهدف السعي لإسقاط نظام الحكم الحالي في السودان.
وقال الطيب مصطفى، مدير صحيفة الانتباهة، إن السلطات أمرت بوقف طبع الصحيفة.
وتعد الانتباهة أكثر الصحف شعبية في السودان.
وقال مصطفى، وهو خال الرئيس السوداني، لوكالة فرانس برس، إن \”جهاز أمن الدولة أبلغنا أمس (السبت) بوقف صدورنا لأجل غير مسمى ودون سبب\”.
ولم يصدر تعليق رسمي فوري على تصريحات مدير الصحيفة التي دأبت على انتقاد قرار الحكومة برفع دعم الوقود.

إقرأ أيضا