صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

كاتب أميركي: في ذكرى انهيار برجي التجارة لا تنسوا اللاجئين العراقيين

يرى كاتب أميركي أن ما تفعله الولايات المتحدة من غلق لأبواب اللجوء أمام العراقيين الذين ساعدوا الولايات المتحدة إبان وجودها بالعراق، هو إجحاف بحقهم، وخسارة لجيل مؤهل لأن يكون صالحا وشاكرا لهذه البلاد، منوها الى أن هذه هي الطريقة المثلى لتمجيد ضحايا 11 أيلول الذين يحتفى بذكراهم هذه الأيام.
إذ يكتب أمس الأربعاء، شانت شاهرجيان، في صحيفة الغارديان البريطانية، أنه \”في الذكرى الحزينة لانهيار برجي التجارة عام 2002 التي نحيي ذكراها اليوم, تبدو مسألة ايقاف لجوء العراقيين الذين قدموا خدمات عديدة للولايات المتحدة اقل اهمية\”.
ويضيف شاهرجيان \”لربما الطريقة الأفضل لتمجيد ذكرى ضحايا انهيار البرجين, هي بمنع العراقيين والافغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة خلال فترة الحرب من ان يصبحو ضحايا انفسهم، فليس لدى أصدقائنا العراقيين وقت, إذ أنه قد تقرر وقف هجرة العراقيين الى الولايات المتحدة  في 30 سبتمبر الحالي\”.
ويردف \”لقد دمر الغزو الاميركي للعراق عام 2003 الذي ربطه بعض مسؤولو ادارة بوش بسقوط البرجين في 11 أيلول 2002، المجتمع المدني في العراق لسنوات قادمة، إلا أنه ورغم ذلك خاطرت أعداد كبيرة من العراقيين لمساعدة الجيش الأميركي, والوكالة الاميركية للتنمية ومنظمات أخرى في الترجمة وإعادة الاعمار وغيرها من المهام\”.
ويذكر على سبيل المثال \”فرح, التي رفضت ذكر اسمها الحقيقي, ومثل غيرها من الجامعيين عملت لدى الوكالة الاميركية للتنمية، وقد واجهت الموت يوميا, فبعد أن قتل زميل لها في العمل لحمله أوراقا للسفارة الأميركية في بغداد, قدمت وثيقة لجوء الطلاب الى الولايات المتحدة الأميركية، وكانت من المحظوظين القلائل بقبول اللجوء\”.
ويتابع \”لاحقا, تم سن قرار بقبول طلب هجرة 25عراقي، لكن وزارة الخارجية اظهرت ان اقل من نصف العدد قبلت طلباتهم. قانون حماية الحلفاء الافغان لعام 2009 طالب بقبول 8500 طلب هجرة، لكنه كوفئ بان تنتهي صلاحيته العام القادم\”.
ويذكر الكاتب الأميركي ان \”عضو الكونغرس ايرل بلومينور الذي يطالب بتمديد واعادة النظر بأمر الهجرات, والذي كان من المناهضين للغزو الاميركي للعراق, يؤكد على حقوق المترجمين والمساعدين في إعادة الاعمار، وقد صرح بان \”عدم إعطائهم هذا الحق يؤدي الى إفساد سمعة هذه البلد\”.
ويسطرد في مقاله الذي نشر أمس، قائلا \”في عقود مضت، وفي مناخ سياسي مختلف, هاجرت أمي من بغداد الى بوستن، حيث عملت كمترجمة في المدارس لسنوات عديدة، وفي عام 1963 قبلت الولايات المتحدة طلبات هجرة للعراقين الذين يبحثون عن حياة أفضل، وبكل ترحيب على عكس طريقة معاملة المهاجرين في هذا الوقت, عامل الاميركيون أمي بلطف وعايشت التحضر, وكانت النتيجة هي الالتزام بالشكر للبلاد, وهذا ما ورثته عن أمي\”.
ويردف \”باصلاح وتوسيع برنامج الهجرة الحديث، ستكافئ الولايات المتحدة هؤلاء لخدماتهم التي قدموها, كما ستزرع بذور الامتنان في جيل نافر من الخلافات السياسية التي ولدتها أميركا منذ حادثة برجي التجارة\”، مؤكدا ان \”ضحايا انهيار البرجين يستحقون أكثر من مجرد الانتقام, انهم يستحقون مواطنين اميركين يعملون بتناغم, لاقامة علاقات صداقة مع العرب والمسلمين في العالم, ويرحبون بهم\”.
ويشير الى أن \”مشرعي القوانين ووزارة الخارجية المسؤولة عن تطوير برنامج الهجرة الحديث، يرون انه ليس ذا اولوية، وحيث من المتوقع ان تعجز يعجز الكونغرس عن وضع ميزانية هذا الخريف، فان عضو الكونغرس بلومينور واعدادا من طلاب الجامعات سيطالبون بتخصيص جزء من الميزانية برنامج الهجرة الحديث\”.
ويختم شانت شاهرجيان مقاله، قائلا \”حين أفكر بهوية أمي الأصلية, أفكر بحزن بالناجين من الحرب, وهم الايتام بلا طعام او مأوى, المسيحيين التي هدمت كنائسهم, وحتى المخربين الذين لجؤوا الى العنف فقط، لانهم فقدوا وظائفهم, ان افاق هذا الشعب المستقبلية معتمة وكئيبة، لكن الولايات المتحدة يمكنها ان تساعد هذه البلاد التي غزتها بعد سنتين من حادثة برج التجارة بلا عدل، عن طريق مد يد المساعدة والقيام بتطوير برنامج الهجرة الحديث، وبهذا ستكون ردت جزءا من ديونها, ومجدت ذكرى ضحايا البرج\”.

إقرأ أيضا