كاتب إسرائيلي: الأرشيف اليهودي العراقي في واشنطن ملك لنا وليس للعراق

يرفض كاتب إسرائيلي في حديثه مع صحيفة الواشنطن بوست عودة الارشيف اليهودي العراقي الموجود حاليا في الولايات المتحدة الاميركية، مبررا ذلك بانه ملك للطائفة اليهودية العراقية التي هجرت من العراق، وفيما ابدى خشته من ضياع الارشيف اذا تمت اعادته الى العراق في ظل الظروف الحالية التي يمر بها، دعا الى منح الارشيف الى متحف الجالية اليهودية العراقية في تل ابيب.

وتقول الصحيفة الاميركية في عددها الصادر أمس السبت، إن \”هذه الوثائق تخص الطائفة اليهودية العراقية، التي تضاءلت منذ منتصف 1900 إلى لا شيء تقريبا، حيث اضطر اليهود الى مغادرة الوطن الذين عاشوا فيه لعدة قرون، بسبب العنف والمذابح والاضطهاد، وبالتالي فقدان اموالهم وأملاكهم\”.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية، أكدت في ايلول العام الماضي، وجود الأرشيف اليهودي العراقي في الولايات المتحدة بهدف ترميمه وتصويره، نافية تهريبه الى أي بلد، فيما أشارت إلى أن بلادها تتعاون مع العراق لإعادة آثاره.

وسبق لوزير السياحة والآثار لواء سميسم ان رفض طلباً أميركياً بإعادة نصف الأرشيف اليهودي إلى بغداد، وطالب بإعادته كاملاًفضلاً عن إعادة الآثار العراقية التي سرقت عقب دخول القوات الأميركية عام 2003.

وحملت وزارة السياحة العراقية في (27 حزيران 2012)، الولايات المتحدة مسؤولية تهريب الأرشيف اليهودي إلى إسرائيل في حال ثبت الأمر، مطالبة إياها بالإجابة عن استفساراتها بشأن الموضوع أو نفيه، فيما هددت  بطرح الموضوع في المحافل الدولية.

ويذكر جويس شاؤول، الكاتب الاسرائيلي من اصل عراقي لواشنطن بوست \”أعلم انني كنت عضوا في ذلك المجتمع (العراقي)، إذ تركت العراق وحيدا في عام 1961 متوجها للولايات المتحدة، ولم تلتحق بي عائلتي حتى عام 1971، وكان والدي عالقا في العراق من 1963 لغاية 1971، و تم سجنه لمدة عامين دون تفسير أو سبب كما  تم الإستيلاء على  تجارته وممتلكاته\”.

يشار إلى أن وزارة الثقافة العراقية أعلنت في (13 أيار 2010)، عن اتفاق تم بين العراق والولايات المتحدة، يقضي باستعادة أرشيف اليهود العراقيين وملايين الوثائق التي نقلها الجيش الأميركي من بغداد عقب اجتياح العراق عام 2003، من بينها الأرشيف الخاص بحزب البعث المنحل.

وتؤكد النصوص الدينية اليهودية أن عدداً من الأنبياء اليهود مثل دانيال وحزقيال وأشيعا وارميا \”الذي دعا إلى الاندماج مع المجتمع البابلي لأنه يمثل أكثر المجتمعات تطورا في العالم حينذاك\”، عاشوا في منطقة بابل في القرن السادس قبل الميلاد، وتمكنوا من كتابة جزء كبير من أهم الكتب والتعاليم اليهودية في بابل، وهناك عدد كبير من الباحثين الذين يشيرون إلى أن هؤلاء الأنبياء أطلعوا وبشكل عميق على التراث الديني والحضاري العراقي واستعانوا به في كتابة مخطوطاتهم الدينية. 

واضاف شاؤول \”ان عودة هذه الوثائق إلى العراق هو ظلم لليهود العراقيين الذين فقدوا وطنهم وممتلكاتهم. وليس هناك من سبب يجعل العراقيون يحتفظون بالوثائق اليهودية حتى الآن، بعد أن أجبرونا على مغادرة البلاد\”.

وتابع أن \”الاضطرابات السياسية والدينية الموجودة في العراق وضعت حفظ واستبقاء الوثائق أسفل قائمة الأولويات\”.

ويرى شاؤول انه \”إذا تم إتلاف هذه الوثائق أو تعرضت لتدمير من نوع آخر، فإن ذلك يعني إننا فقدنا بلدنا وأصولنا وتاريخنا، وبالتأكيد ان متحفا مثل هذا الذي أنشأته الجالية اليهودية العراقية في (أور يهودا) الواقعة في تل ابيب، سترحب إسرائيل بمقتنياته \”.

ويعتبر اليهود في العراق من أقدم الطوائف اليهودية في العالم، إذ يرجع تاريخ وجودهم إلى عهد الإمبراطورية الآشورية الأخيرة 911-612 ق.م، وذلك في أعقاب عدة حملات قام بها الآشوريون على فلسطين وحرروها من اليهود ونقلوا من فيها إلى أماكن جبلية نائية شمال العراق.

إقرأ أيضا