كرة القدم العراقية.. خريف مبكر أم كبوة مؤقتة؟

بعد بروز عدد من علامات الاستفهام على أداء المعنيين بقيادة دفة الكرة العراقية، من خلال التداخل في صلاحيات وزارة الشباب والرياضة، والاتحاد العراقي لكرة القدم، والذي انعكس سلبا في أزمة خليجي 22 التي تم نقلها من البصرة الى جدة السعودية، ناهيك عن تبادل الاتهامات بين المؤسسات والاداريين واللاعبين، فضلا عن الغموض الذي يكتنف آليتي التعاقد مع المدربين، وطريقة التدريب واقامة المعسكرات والمباريات الودية، بالاضافة الى الطريقة التي يتم من خلالها استدعاء اللاعبين.

وقد ظهرت هذه السلبيات من خلال تواصل هدر النقاط لحد اللحظة، والإخفاق في تحقيق انتصار يؤهله لنيل بطاقة التأهل لكأس القارة الصفراء، بالاضافة الى المزيد من النتائج السلبية التي كان من أبرزها خروج منتخب الناشئين من التصفيات التي كان يتسيد نهائياتها في السنوات الأخيرة، فضلا عن الخسارة الثقيلة أمام السويد في مونديال الناشئين بالامارات.

في ظل هذه الأمور، فان من الصعب التكهن بمستقبل الكرة العراقية التي تواجه نفقا مظلما، اذا ما سارت الامور بهذا الشكل، خصوصا بعدما اعلن مدرب المنتخب السابق البرازيلي زيكو، كسبه للقضية التي رفعها ضد الاتحاد، موضحا ان على الاخير دفع مليوني دولار عن عدم دفع مستحقات 4 أشهر.

الاتحاد: قضيتا زيكو والمعترضين \”مجرد كلام\”

يأتي ذلك في ظل التسريبات بقرب النطق بقرار محكمة الكأس القاضي لصالح المعترضين على التشكيلة الحالية للاتحاد، الامر الذي قابله الاتحاد بالنفي، والتلويح بالاستئناف، حيث قال كامل زغير عضو الاتحاد، في تصريح لوكالة الامل سبورت، إن \”الأنباء التي تتحدث عن كسب المدرب البرازيلي زيكو قضيته ومطالبة الاتحاد بمليوني دولار هي مجرد كلام لم يتم تأكيده\”، مبينا أن \”القضية تشبه تماما قضية محكمة الكأس التي يروج بشأنها من قبل بعض وسائل الإعلام\”.

وأكد زغير أن \”الاتحاد لم يتسلم أي خطاب رسمي من الاتحاد الدولي (فيفا) بشان قضية المدرب زيكو لحد اللحظة\”، كاشفا انه \”في حال تأكيد ما ورد من انباء فسيكون للاتحاد حق إستئناف القضية\”.

وكشف زغير أن \”من يروج لهذه الشائعات ليس له علاقة بالقضيتين وليس له لا ناقة ولاجمل في القضية برمتها وإنما هدفه إرباك عمل الاتحاد\”.

بين أحمد ياسين وحكيم شاكر

من جهة أخرى، رفض حكيم شاكر مدرب المنتخب العراقي تصريحات اللاعب الدولي احمد ياسين التي هاجمه بها من على قناة الفيحاء.

وقال شاكر بحسب موقع جاكوك، في حديث خاص مع رياضيين ان \”احمد ياسين اخذ فرصته مع المنتخب، ولكن امكاناته الفنية والجسدية لا ترتقي للعب بالمنتخب العراقي\”، مستطردا ان \”الاعلام الرياضي العراقي أعطى حجما لأحمد ياسين اكبر من امكاناته الفنية، وان ياسين يلعب في دوري الدرجة الثانية السويدي في ناد ضعيف فنيا\”.

وذكر شاكر انه تعرض لضغوط كبيرة من اجل سحبه للمنتخب من قبل اوساط اعلامية رياضية، وتم استدعاؤه على مضض من قبل شاكر.

وأكد المدرب الوطني انه هو من يقرر تشكيلة اللاعبين وليس من حق أي احد ان يتدخل في عمله كمدير فني للمنتخب العراقي

يذكر ان الدولي احمد ياسين جلس على مقاعد البدلاء، في مباراة العراق التي خسرها امام السعودية بنتيجة 2- صفر، ليشن بعدها حملة على شاكر يؤكد فيها ان الأخير يشكك بوطنيته، واصفا وحداته التدريبية بأنها تناسب نوادي من الدرجة الخامسة، وخالية من الاعداد العلمي، وتقتصر على الحديث والتشجيع.

وفي محاولة للتستر على فضائح أخرى فيما يبدو، قام كامل زغير عضو الاتحاد بالاتصال بأحمد ياسين، وسعى لثنيه عن القرار الذي اتخذه، وهو عدم تمثيل المنتخب، الامر الذي قد ينجح في تطييب الخواطر وجبر ما انكسر بين ياسين وشاكر.

\”عمو بابا\”: وزارة الشباب أهملتنا

وعلى صعيد آخر، اتهمت إدارة مدرسة عمو بابا الكروية، أمس، وزارة الرياضة والشباب بعرقلة وإهمال عملها لصالح مدرستها التخصصية، مشيرة إلى أنها لم تتسلم لغاية الآن الملعب ومقر المدرسة السابق.

وقال الخبير الفني في المدرسة كاظم صدام لـ\”شفق نيوز\”، ان \”المدرسة التي لها الفضل الاول في بناء ورفد المنتخبات الوطنية العراقية كافة تعاني من عدم امتلاكها لملعب خاص بها، مشيرا الى افتقار المدرسة لأبسط المقومات مثل وسائل نقل اللاعبين والمنازع والحمامات وحتى مياه الشرب\”.

وابدى صدام أسفه لوعود الوزارة والتي قال إنها \”لم تنفذ وتعمدها في قتل مواهب المدرسة بتماطلها، لاسيما بعد عدم تسليم الملعب والمقر السابق للادارة لحد الان\”.

وبين أن إدارة المدرسة تواجه معاناة كبيرة لعدم امتلاكها لملعب ومقر منذ مدة طويلة.

وأشار صدام الى أن مواهب المدرسة تتدرب على ملعب مدينة الصدر الكائن خلف اتحاد الكرة والذي يشهد تدريبات فرق اخرى تضايق مواهب المدرسة في الوقت والتدريب كون الملعب يستخدم من فرق عديدة مثل فرق منتخبي الصم والنساء اضافة الى عدد من الاندية العراقية التي لا تمتلك ملاعب.

وأكد أن المدرسة صاحبة فضل كبير على الكرة العراقية التي اصبحت المتنفس الوحيد لاغلب العراقيين وعلى الوزارة إعادة الملعب والمقر السابق لادارة مدرسة عمو بابا ليتسنى لها الاستعداد بشكل جيد في اعداد وتهيئة المواهب الكروية.

مدرب الناشئين: حمود يتحمل مسؤولية الإخفاق بالتأهل الى نهائيات آسيا

أما مدرب منتخب الناشئين بكرة القدم طالب جلوب فقد ألقى بمسؤولية إخفاق منتخبه في التصفيات المؤهلة الى نهائيات آسيا على عاتق رئيس الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم ناجح حمود، واصفا اياه بالمتقصد لايذائه حسب قوله.

وقال جلوب لبرنامج استوديو الملاعب الذي يقدم من قناة البغدادية، إن \”حمود عمل على اسقاطي من أول يوم عملي مدربا لهذا المنتخب عندما كان يمثل فئة البراعم منذ خمس سنوات\”, مشيرا الى انه \”ضحى بمنتخب العراق ومستقبله من اجل اسقاطي وايذائي من دون ان اعرف الاسباب\”.

واضاف \”عملت منذ خمس سنوات مع هذا الفريق، وحققت معه انجازات عديدة، لكن للاسف عانيت مرارة وقسوة لم يتعرض لها اي مدرب في العالم\”، مبينا \”في الوقت ذاته اني انتقيت 30 لاعبا من مجموع 1000 خضع جميعهم للاختبار، وتدرب هؤلاء الصغار على ساحة مخصصة لخماسي الكرة، وليست مكشوفة، فهل يصح هذا؟ وبعشرة شواخص فقط، وعشر كرات غير صالحة للعب، باستثناء اثنين فقط، وبملابس رياضية رديئة جدا لا يتجاوز سعر السيت الواحد 13 الف دينار من أردأ المحال التجارية، على عكس مع عومل به المدرب موفق حسين الذي تم تجهيز فريقه الذي يمثل العراق أيضا بافضل نوعيات الملابس والكرات وغيرها من مستلزمات التدريب\”.

واشار جلوب الى أن \”القضية مبيتة لي وحاول ازاءها حمود بشتى الوسائل اذيتي، والا كيف يفسر اعداد منتخب العراق للناشئين للمشاركة في بطولة بمستوى تصفيات اسيا بمستوى فقير جدا لا يتلاءم مع حجم المهمة، يتمثل بنقص كل الامور التي من شأنها تحقيق نتائج ايجابية ومنها الاداريون والمعالج وجميع مرافقي الوفد الذين التحقوا بالفريق قبيل السفر بيومين\”، لافتا الى أن \”حمود اسرع بغلق عقدي مع الاتحاد مباشرة فور خروجنا من التصفيات في 30 ايلول الماضي رغم ان العقد المبرم بيني وبين اتحاد اللعبة يقضي الى استمراري مع الفريق من تاريخ 1 / 1 / 2013 لغاية 31 / 12 / 2013 وبراتب 4 ملايين دينار، علما اني لم استلم اي راتب من اول يوم التحاقي بالمنتخب حتى الان أي أني اطلب اتحاد الكرة 9 رواتب\”.

وأكد مدرب الناشئين أن \”اتحاد اللعبة بقيادة ناجح حمود لم يصرف على منتخب الناشئين اي مبالغ من خلال عدم توفيره حتى واسطة النقل بعد أن تم تأجير سيارة تقل اللاعبين، لكن للاسف لم يستلم صاحبها أي مبلغ حتى الآن، بل كان يشتري الوقود من جيبه الخاص، فضلا عن اني كنت اشتري المياه المعدنية التي يتناولها اللاعبون من جيبي الخاص، وكنت استلف مبالغ من الاصدقاء لتمشية أمور اللاعبين على عكس بعض المدربين الذين استفادوا من اللاعبين\”.

ختاما، يحق لنا أن نتساءل: هل ستدخل الكرة العراقية في سبات جديد بانتظار استفاقة جديدة، خصوصا وأن تسلسل المنتخب العراقي تجاوز الـ 100 لأول مرة، أم أن الاتحاد سيكون قادرا على لملمة هذه الأخطاء وغيرها، وتجاوزها خدمة للكرة العراقية بما يتلاءم ومكانتها في الماضي والحاضر. 

إقرأ أيضا